لبنان
24 شباط 2023, 11:20

الأب روي عبدالله لبرنامج "لا تخف": نعتذر من النّاس ونؤكّد أنّ لغتنا باتت مشبعة بالخطيئة ولا تشبه الله

تيلي لوميار/ نورسات
في حلقة مدوّية علّها تزلزل الضّمائر وتوقظها، في حلقة وصفت بأقوى حلقات برنامج "لا تخف" منذ انطلاقته، أطلّ فيها أمين السّرّ العامّ للرّهبانيّة المارونيّة المريميّة الأب روي عبدالله المعروف بجرأته وشجاعته وصوته المدوّي الّذي يلامس قضايا النّاس في الأزمنة الصّعبة.

نعم، لقد ارتدى اثنين الرّماد في برنامج "لا تخف" كوكبة من المحاور السّاخنة الّتي استهلّها معدّ ومقدّم البرنامج الخوري شربل الخوري بالحديث عن الصّوم وأبعاده قائلاً: "في الصّوم،  يجب علينا أن نختبر الفرح الحقيقيّ يسوع المسيح، في الصّوم،  يجب أن نرتدي حلقة النّقاوة والبقاء، يجب علينا أن لا نستهزئ بآلام الآخرين وأن تتولّد في داخلنا لغة التّواضع، وإلّا تكون فرحتنا غير كاملة.  

نعم هناك أناس يصمتون عن الجريمة، يصمتون عن إحقاق الحقّ، يصمتون عن القانون، ندعوهم اليوم ليصمتوا مع مريم عن الكنوز الرّوحيّة الّتي تعلّمنا الاتّضاع وتعطينا الفرح المنشود".

بدوره، استهلّ الأب روي عبدالله حديثه عن دعوته الرّهبانيّة واختياره الرّهبنة المريميّة قائلاً: "إنّ مريم هي من اختارتني بالرّهبنة المريميّة، تعلّمت منها مسيرتي الرّهبانيّة والكهنوتيّة، تعلّمت منها حضورها في الأزمنة الصّعبة، مريم هي المرافقة الصّامتة لنا في كلّ خطواتنا وعلى كلّ واحد منّا أن يتأمّل قبل أن يتكلّم".

أضاف: "إنّ الله كامل وصفته دائمًا كاملة لذا نستغرب كيف النّاس في هذه الأيّام ينسبون كلّ ما يحصل إلى الله سواء، الزّلازل العواصف الأزمات..، ينسبون كلّ شيء إلى الله وكأنّ الله ناقص وهذا تأكيد أنّ لغتنا باتت مشبعة بالخطيئة ولا تشبه الله، إذ لا يمكننا أن نحبّ الله أو نغضب عليه حسب الزّمن القاسي.

إنّ الرّبّ ينفخ بداخلنا الحقيقة الّتي لا نريد أن نراها، الله يريد أن يثبت هويّتنا الّتي نتخلّى عنها اليوم بسبب أزمات وضيقات الحياة".

وعن أبعاد الصّوم، أكّد الأب روي عبدالله أنّ "مفاعيل الصّوم لا تكتمل إلّا بفعل الصّدقة والرّحمة والتّوبة، وإلّا يكون الصّوم ناقصًا غير كامل، لا بل أكثر من ذلك تصبح أفكارنا وأقوالنا في الصّوم خدّاعة كاذبة غير صادقة.

كما دعا من منبر لا تخف الأهالي إلى تنشئة أولادهم تنشئة مسيحيّة حقيقيّة تحثّهم على مساندة الآخر المحتاج المسنّ الفقير والمهمّش، وإلى الأغنياء قال: "أنظروا إلى الدّنيا بعيدًا عن المنظار الّذي تمتلكونه خصوصًا الأغنياء المستغنين عن أخوتهم في الإنسانيّة".

إختتم حديثه بكلمة: "أعتذر" أيّ أعتذر من النّاس لعدم القدرة على مواجهة الصّعوبات والأزمات وتلبية احتياجاتهم بما يجب وبما يتناسب مع الكرامة الإنسانيّة."