لبنان
31 تموز 2025, 08:45

الأب عبّود: دعوة المسيحيّين أن يكونوا شهادة للمحبّة والوحدة لا أداة للتّفرقة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل إقليم "كاريتاس" عاليه- بحمدون بقدّاسه السّنويّ في كنيسة السّيّدة المارونيّة- عين داره، ترأّسه رئيس الرّابطة الأب ميشال عبّود الكرمليّ، منسّق جهاز الأقاليم الأب رولان مراد، خادم الرّعيّة الخوري شكرالله شهوان، الأب سمير غاوي، والخوري الياس بدر، وخدمت القدّاس جوقة الرّعيّة، بحضور عدد من الفعاليّات.

تخلّلت القدّاس كلمة ترحيبيّة لرئيس الإقليم بول يمّين بعنوان "لنُصلِّ معًا من أجل الإنسان"، أكّد فيها أنّ "التّرحيب لا يتجزّأ من عمل المحبّة وهو من ثوابت أهل الجبل، وكاريتاس لبنان قائمة على المحبّة والمسؤوليّة والعدالة وقبول الآخر انطلاقًا من شعارها، كاريتاس تمدّ يد المساعدة إلى كلّ محتاج، بدون النّظر إلى هويّته، لأنّ هويّته الوحيدة أنّه إنسان". كما عرض في كلمته لإنجازات الإقليم.

أمّا الأب عبّود وفي عظته، فرحّب بالحضور شاكرًا رئيس الإقليم وهيئة المكتب على الجهود الّتي يبذلونها في سبيل دعم العائلات الأكثر حاجة في الرّعايا الواقعة ضمن نطاق الإقليم، كما وجّه تحيّة شكر باسم مجلس الإدارة إلى خادم الرّعيّة الّذي استضاف كاريتاس مثمّنًا "ما تقوم به الرّعيّة من أعمال في خدمة الرّعيّة".

وقال بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "عندما نقرأ كلمة الله، نؤمن أنّ الرّبّ يتحدّث إلينا، هناك موقفان فقط تجاه كلمة الله: إمّا أن نسمع أو لا نسمع.وإذا سمعنا، فإمّا أن تؤثّر الكلمة فينا فتغيّرنا، أو لا تؤثّر فنظلّ كما نحن. يسوع في إنجيل اليوم يرسل تلاميذه اثنين اثنين، ليعلّمنا أنّ الحياة المسيحيّة لا تُعاش بالفرديّة، بل بالشّركة، كلّما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون حاضرًا بينهم". ودعوتنا كمسيحيّين هي أن نكون شهادة للمحبّة والوحدة، لا أداة للتّفرقة".

أضاف: "بولس، الّذي كان يضطهد المسيحيّين، لمّا ظهر له الرّبّ على طريق دمشق قال له: "شاوول، شاوول، لماذا تضطهدني؟ لم يكن بولس يضطهد يسوع كشخص، بل كان يضطهد الكنيسة، جسد المسيح السّرّيّ. ففي كاريتاس كلّ إنسان نخدمه هو وجه من وجوه المسيح. نحن لا نساعد لنأخذ شيئًا بالمقابل، بل لأنّنا نرى في الإنسان المحتاج صورة الله. والعطاء ليس فقط مالًا. العطاء يكون بالكلمة، بالوقت، بالمعرفة، بالتّشجيع، بالمحبّة. يسوع قال بأنّ الحصاد كثير، لكن الفاعلين قليلون". صلّوا إذًا لربّ الحصاد أن يُرسل فعلة إلى حصاده" و أكبر خطر في عالم اليوم هو أن نعيش وكأنّ الله غير موجود، أن نعتمد فقط على قدراتنا البشريّة."

وأشار إلى أنّ "الكنيسة منذ ألفي عام، رغم كلّ الصّعوبات، ما زالت قائمة، لأنّ الله أساسها. وقد حذّرنا "لا تحملوا كيسًا ولا مزودًا ولا حذاءً"، يعني ألّا نتّكل على المادّيّات. لأنّ ما يُغني الإنسان هو ما يحمله في قلبه من محبّة وإيمان ورجاء".

ودعا إلى "عيش الأمانة لكلمة الله، ولنحملها بمحبّة ونعكس حضوره في عالمنا، وأن نكون نعكس للجيل الجديد بما نجن عليه من قيم ومبادئ لأنّ يسوع لم يطلب منّا أن نُبشّر بالقوّة، بل بالشّهادة، والثّبات، والاستمراريّة. وبأنّ الإنسان الّذي يعرف هدفه ويثبت عليه، يستطيع أن يتخطّى كلّ الصّعوبات".

إختتم عبّود: "نطلب اليوم من الرّبّ أن ينير قلوبنا، وأن يُثبّتنا في الخير، لنكون شهودًا له حيثما كنّا. كاريتاس موجودة في لبنان، منذ أكثر من 52 عامًا وهي امتداد لـ 162 كاريتاس حول العالم، وبأكثر من 200 بلد، ونحن أداة بين يدي الله، نبذر وهو الّذي ينمّي ويحصد، هو معنا ونور خلاصنا وقوّتنا".

بعد القدّاس، كان نخب المناسبة وضيافة "كاريتاسيّة".