لبنان
20 شباط 2023, 09:45

الأب ميشال عبّود خلال إطلاق حملة كاريتاس: لن نسمح للظّلمة أن تطفئ فينا روح السّخاء والكرم

تيلي لوميار/ نورسات
أطلقت "كاريتاس لبنان" حملة الصّوم السّنويّة، أمس الأحد، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ألقى خلاله رئيس الرّابطة الأب ميشال عبّود الكرمليّ كلمة قال فيها:

"إنّنا هنا في بكركي نطلق حملتنا السّنويّة لصوم 2023، تحت شعار "ومكملين بدعمكن"، في هذا القدّاس الّذي احتفل به غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، الّذي نشكره دائمًا أبدًا على دعمه بكلّ تفاصيل عملنا ورفع الصّوت باسمنا لجميع الجهات المانحة والشّعب المعطاء ويحتفل معه سيادة المطران أنطوان بو نجم المشرف على رابطة كاريتاس والّذي بدأ رسالته معنا منذ أسابيع فنحن متّكلين على حماسه واندفاعه وتوجيهاته مع الشّكر الكبير لسيادة المطران ميشال عون الّذي كان مشرفًا على الرّابطة لأكثر من 11 سنة.

والشّكر لكلّ الآباء الأساقفه والكهنة الحاضرين في هذه الذّبيحة الإلهيّة وشكرًا لكلّ المرشدين أينما وجدوا في كلّ الأقاليم، وما ذلك إلّا لنعرف ونعيش وننتمي إلى رابطة كاريتاس لبنان الّتي تعمل باسم الكنيسة وتوجيهاتها فلا ننسى مبادءنا وروحانيّتنا وانتماءنا.

لذلك هذه هي هويّتنا المبنيّة على الإيمان بيسوع المسيح دون سواه الّذي هو محرّك القلوب ونعمل معه دون تفرقة لا بالدّين ولا بالانتماء ولا بالدّول فهو الّذي دعانا أن نكون كاملين مثل الآب السّماويّ الّذي يشرق شمسه على الجميع على الأبرار وعلى الأشرار.

فإن كانت الطّبيعة غير العاقلة لا تملّ في إعطاء الخير كالشّمس والمياه وغيرها فكيف نحن والله يسكن قلوبنا نقدر أن نوقف عمل الخير.

لذلك أشكركم جميعًا ، أنتم عائلة كاريتاس، مجلس الإدارة، والأقاليم بمكاتبها ومتطوّعيها ومندوبيها والشّكر لفريق العمل في كلّ الدّوائر والأقسام والمراكز وشكرًا لنبض كاريتاس الشّبيبة الّتي تعمل على أرض الواقع ويقدّمون زهرة شبابهم لله من خلال عمل الخير.

شكرًا لكم لأنّكم أتيتم من البعيد والقريب وما ذلك إلّا لنجتمع معًا لنؤكّد وحدتنا وعملنا سويًّا.

العالم جائع إلى كلمه الله وإلى معنى الوجود وإلى الفرح الدّاخليّ الّذي لا تعطيه الأمور المادّيّة، فرسالتنا ليست لملء البطون وانّما أيضًا لملء القلوب بكلمة الله وبسرّ إنجيله.

ليس المهمّ فيما نقول، بل فيما يقوله الله لنا.

وليس المهمّ فيما نعمل، بل ما يطلب الله منّا أن نفعله.

لا نقدر أن نكمل رسالتنا دون صلاة وتأمّل في كلمة الله،

فملهمينا وشفعائنا، مثل الأم تريزا دي كالكوتا والطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ ومار منصور والقدّيس باسيليوس، كلّهم عرفوا سرّ الله في داخلهم واكتشفوا حضوره في نفوسهم فقدروا أن يروه في كلّ إنسان، وفهموا كلمته: "كلّ ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصّغار فلي قد فعلتموه."

مكمّلين بدعمكن

عبارة نقولها لكلّ المتبرّعين وكلّ الدّاعمين لرسالتنا، فما تدعموننا هو أساس استمراريّتنا، فيعمل الله في قلوبكم هو الّذي يدفعكم لذلك.

مكمّلين بدعمكن، عبارة نقولها لكلّ من طرقوا بابنا ونساعدهم، رغم قساوة الوضع والمشهد.

كلّنا نعرف ونعيش أنّنا نمرّ في نفق. والنّور يشعّ في آخره ولكن متى نصل إليه لا نعرف. لذلك سنكون معًا شموعًا ونورًا يضيء ظلمة هذا العالم وقساوته ولن نسمح للظّلمة أن تطفئ فينا روح السّخاء والكرم.

شكرًا لوسائل الإعلام اليوم وفي كلّ يوم، لمرافقتنا وتغطية نشاطاتنا، فالدّال على الخير كفاعله.

ودومًا أبدًا لا ننسى ضحايا الزّلزال في تركيا وسوريا وكلّ المناطق فكاريتاس عملت وتعمل جيّدًا لتكون معهم جسر العبور للجهات المانحة للوصول إليهم وفريق الشّبيبة كان حاضرًا يؤكّد حضوره المعنويّ فنزل إلى أرض الواقع .

شكرًا لكم جميعًا."