ثقافة ومجتمع
17 نيسان 2016, 05:00

الأب: نادر ساووق يكتب....نهجٌ هاشميٌ ، ومكرمةٌ ساميةٌ

نفخرُ في الأردن ، وطن الحرّية والمحبة ، بأنّ أنعم الله علينا بقيادة هاشمية حكيمة كرَّست الجهود لتعزيز القيم الإنسانية والوطنية ، وعملت بأقصى طاقتها لِنشر ثقافة العيش المشترك ، والمحبة والوئام بين جميع الناس ومكوِّناتهم المختلفة.

 

 
من هذا المنطلق جاءت مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ، بترميم قبلة نظر المسيحيين في العالم ، موقع قبر السيد المسيح ، قبر الفداء والخلاص، « القبر الفارغ « في كنيسة القيامة في القدس الشريف وعلى نفقة جلالته الخّاصة. هذه المكرمة التي تُضاف للمكرمات السامية التي لا تنقطع ، وهي تعبيرٌ عن أبهى صور التلاحم الأخوي وروح الإخوّة الحقيقية ، ورسالة واضحة وصريحة للعالم بنموذج العيش الأردني المشترك في وطن المحبة والتآخي والتلاقي ، حيث تتعانق فيه مآذن الجوامع وأجراس الكنائس.
لقد جاءت هذه المكرّمة الهاشمية تجسيداً لأسس العيش المشترك بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية ، ولتحقيق «رسالة عمان.. وكلمةٍ سَواء.. « ومبادرة « أسبوع الوئام بين الأديان « وتأكيداً لرسالة الثورة العربية الكبرى ، التي قادها الهاشميون الأخيار لتحرير إرادة الأمة وصنع استقلال شعوبها، فكانت اللبِنَة الأساس لنهضة العرب القومية في العصر الحديث.
إن ترميم هذا المكان المقدس الذي هو قلب المقدسات المسيحية في العالم ، لهو خير مُعبر عن الدور الذي ينهض به جلالة الملك حفظه الله ، في صون وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وجديرٌ بالذكر، أن مدينة القدس تُمثل رمز التلاقي والسلام ، لأبناء الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية ، وهذا ما كان يؤكد عليه المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال ، بقوله: « الرمز الحقيقي للسلام هو القدس ، وعودتها عربية هو المعيار الوحيد لصدق الداعين إلى السلام في المنطقة « فهل تتحقق أمنية القائد الباني الحسين بن طلال؟ وهل يتحقق حلم البابا القديس يوحنا بولس الثاني القائل: « أحلم بقدوم ذلك اليوم الذي سيحُّيِّي فيه اليهود والمسيحيون والمسلمون بعضهم بعضاً في القدس الشريف ، تحية السلام التي حَيَّا بها السيد المسيح تلاميذه بعد قيامته من الموت قائلاً: « السلام لكم « ، فالسلام إسم من اسماء الله الحُسنى ، وطوبى لصانعي السلام.
فإليكم صاحب الجلالة الشكر والتقدير على ما قدمتم وتقدمون من أجل خير بلدنا العزيز ولعطائكم غير المحدود للأماكن المقدسة. مع صلواتنا لله العليّ أن يمدّ في عمركم ويديمكم ذخراً وسنداً لهذا الوطن. فالأردن بقيادة جلالتكم ، سيبقى قوياً وقادراً على التصدي للتحديات وشامخاً بإنجازاته وسموّ رسالته.