بيئة
09 آب 2021, 11:43

الإحتباس الحراري قبل 15 ألف عام

تيلي لوميار/ نورسات
يُظهر لنا الماضي القريب للأرض كيف أدت التغييرات المفاجئة إلى تأثيرات متتالية على النظم البيئية والمجتمعات البشرية.

 

الاضطرابات المفاجئة في مناخ الأرض منذ آلاف السنين والتي تسببت في ارتفاع شديد في مستوى سطح البحر وذوبان جماعي للجليد يُمكن أن تكون بمثابة نظام إنذار مبكر لتحولات الكوكب اليوم.

إن نقاط التحول المناخية على مدى قرون شملت كوارث أصبحت تلوح في الأفق مثل ذوبان الصفائح الجليدية فوق غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية، والتي تحتوي على ما يكفي من المياه المجمدة لرفع المحيطات لأكثر من عشرة أمتار (40 قدمًا).  

وفي مراجعة للأحداث المناخية السابقة قام باحثون من خلال دراسة نشرت في مجلة "Nature Geoscience" بفحص اثنين من حالات عدم الاستقرار المركزية في تاريخ كوكب الأرض، وهي التغيرات الناجمة عن تحولات أنماط الجليد والمحيطات وهطول الأمطار. ودرس العلماء الظروف التي أدت إلى ظاهرة الاحتباس الحراري في بولنغ أليرود منذ ما يقرب من 15000 عام، والتي أدت إلى ارتفاع درجات حرارة الهواء السطحي إلى 14 درجة مئوية فوق غرينلاند.

ودرس الفريق أيضًا نهاية ما يسمى بالفترة الرطبة الإفريقية منذ نحو 5 آلاف إلى 6 آلاف عام والتي أدت إلى تغييرات في النظم البيئية والمجتمعات البشرية ما قبل التاريخ. ووجد الفريق أن العديد من أنظمة المناخ السابقة، مثل ديناميكيات المحيطات وأنماط هطول الأمطار، كانت تميل إلى التباطؤ عندما وصلت إلى نقطة التحول، وبعد ذلك فشلت في التعافي من الاضطرابات.

يقول "تيم لينتون"، مؤلف مشارك في المراجعة ومدير معهد النظم العالمية بجامعة إكستر،: "يُظهر لنا الماضي القريب للأرض كيف أدت التغييرات المفاجئة في نظام الكوكب إلى تأثيرات متتالية على النظم البيئية والمجتمعات البشرية، حيث كانوا يكافحون من أجل التكيف". موضحًا أننا الآن نواجه خطر تتابع نقاط التحول مرة أخرى، ولكن هذه المرة من صنع البشر وستكون التأثيرات عالمية. ويقول "لينتون": "نحن نواجه خطر توالي نقاط التحول مرة أخرى ولكن هذه المرة من صنعنا، وستكون التأثيرات كارثية".

ينقسم العلماء حول توقيت وما هية التحولات التي ستشهدها الأرض في المستقبل، ولكن يعتقد الكثيرون أن التأثيرات مثل ذوبان الصفيحة الجليدية شبه حتمية بسبب التلوث الكربون. وقد أظهرت أدلة على أن تأثيرات التغييرات المفاجئة الماضية تسببت في اضطرابات على مستوى الكوكب.

التغييرات في مستويات الجليد والتيارات المحيطية، على سبيل المثال، في بداية ارتفاع درجة حرارة بولينغ-أليرود أدت إلى انخفاض مستويات الأوكسجين في المحيطات، وتراجع الغطاء النباتي، والتأثير على ستويات ثاني أوكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي.

وبحسب "فيكتور بروفكين"، من معهد ماكس بلانك للأرصاد الجوية، فإنه للتنبؤ بالمستقبل قد نحتاج إلى النظر إلى الماضي. قائلًا:" إن فرصة اكتشاف التغيرات المفاجئة ونقاط التحول حيث تؤدي التغييرات الصغيرة إلى تأثيرات كبيرة تزداد مع طول عمليات الرصد.وهذا هو السبب في أن تحليل التغييرات المفاجئة وتسلسلها المسجل في المحفوظات الجيولوجية له أهمية كبيرة.

 

المصدر:National Geographic