دينيّة
25 تشرين الثاني 2015, 22:00

الاب جورج شرايحة يكتب.. لاجئ في قلب الله

كم هي فسيحة ارضنا وكم هو وافر الخير على وجه هذه البسيطة الفانية،فعندما خلق الله الارض سلط الانسان على طبيعتها ليستغل خيراتها وفقا لم تعلمه الانسان من علاقته بهذا الخالق العظيم ابان كان ابونا ادم و حسنائه حواء يسيرون وفق ارادة الله الكامنة فيهم،وعند تمردهما على وصاياه جلت قدرته طردا من قرب الله الى حيث نحن الان قاطنون.وعندما كسر الانسان وصايا الله اراد ان يشرع لنفسه وصايا جديدة توائم نمط حياته الارضية الجديدة فشرع لنفسه الحق بكل شيء وفقا لقوته وهكذا سارت من بعده سلالته البشرية على مبدأ القوي يسود على الضعيف والموت والعري والجوع للفقير.
وكل الحروب والدمار والويلات التي يتسبب بها جشع الانسان تعمل كذراع ايمن في يد الشيطان الاكبر الذي يسكن في ارواح العابثين بأمن واستقرار عالمنا هذا 
واليوم ونتيجة لكل الوحشية التي تحدث من حولنا في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا ولبنان  صار الاضطهاد الديني يعود ليخيم على المشهد من جديد ذلك المشهد الذي كان قبل سنوات قليلة غريب عن شرقنا العربي العزيز فصار التهجير من نصيب كل من لا يحمل السلاح واصبحت القوة والغلبة لمن يقتل العدد الاكبر من الاعداء في لعبة الموت هذه حيث ضاع الانسان المهجر قصرا بين حدود مغلقة وبحار هائجة ووسم باللاجيء ويضاف عليه اسم وطنه السابق ليقال لاجي سوري ولاجيء عراقي و...الخ.
وفي الية مقيته حكم بذلك على الاقليات الدينية التي لا تعرف ان تحمل السلاح بالذوبان في الاخر القوي او اللجوء الى المجهول في رحلة مع الخطر المريب، بين رياح الزمان العاتيات لتلعب بهم كيف ما تشاء
ولكن يبقى هذا اللاجيء تحت عناية السماء في قلب الله عربون سلام لغد مشرق يرسمه له الله  قطعا على هذه البسيطة الفانية لكن لافرق عند الله بين الشرق والغرب فأينما حل الانسان كان قادرا على نشر السلام ونبذ العنف والموت ان كان الله الذي نعرف في قلبه كما ان نحن كلنا في قلب الله
اللهم امين.