مصر
07 أيار 2024, 09:00

البابا تواضروس: أعظم قوّة في حياة الإنسان تنساب من محبّة الله لنا

تيلي لوميار/ نورسات
صلّى البابا تواضروس الثاني، مساء السبت، قدّاس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائيّة المرقسيّة في العبّاسيّة، بمشاركة، الآباء الأساقفة وحشدٍ كبير من المؤمنين والمهنّئين.

 

هنّأ البابا في بداية عظته الكنائس والأبرشيّات في قارّات العالم وفي مصر، بعيد القيامة، وشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على تهنئته بالعيد.

وقال إنّنا في عيد القيامة المجيدة نتلامس مع قوّة محبّة المسيح لنا جميعًا...وأعظم قوةّ في حياة الإنسان هي قوّة الغفران، والله هو الذي يسكب من غفرانه على البشر، من محبّته، فلا يوجد قوة أعظم من أن الله يغفر للإنسان خطيئته، لأنّ الخطيئة هي مرض الروح ولا يمكن أن تُمحى إلّا بمغفرة الله...لذلك هنيئًا للإنسان الذي يتمتّع بغفران الله في حياته فيكون مقبولًا في السماء.

أضاف البابا تواضروس أنّ قوّة الغفران لها وجهان، هما:

– غفران الله لخطيئة الإنسان.

– إستعداد الإنسان أن يغفر ويسامح الآخرين.

هنا، ذكّر البابا بشرط نوال المغفرة من الله وهو مغفرة الإنسان لأخيه إساءَته إليه. فمقابلة الخير بالخير هو عمل إنسانيّ، ومقابلة الخير بالشرّ هو عمل شيطانيّ، أما مقابلة الشرّ بالخير فهو عمل إلهيّ، ونحتاج فيه إلى قوّة الله، لذلك نصلّي باستمرار لنوال هذه القوّة في الصلاة الربّانية "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا"، وهنا تقوم العلاقة التعاقديّة بين الله والإنسان، ونتيجة مسامحة الإنسان للآخر أن يسكب الله من محبّته وغفرانه في قلب الإنسان، فيتمتّع الإنسان برحمة الله.

ومن ثمّ تناول البابا تواضروس نماذج عن أشخاص نالوا الغفران، فتحدّث عن:  

زكّا العشار: عندما أظهر رغبته في رؤية السيّد المسيح وصعد على شجرة، وكانت النتيجة أن زاره السيّد في منزله... (لو ١٩: ٨)؛

المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل: عندما سجّل السيّد المسيح على الأرض خطايا الذين أرادوا أن يرجموها، فكانت النتيجة أنّهم تركوا موقع الحكم وهو أعطى المرأة عمرًا جديدًا (يو ٨: ١١)؛

اليهود في محاكمة السيّد المسيح: عندما صرخوا قائلين: “«لِيُصْلَبْ!» … «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا»” (مت ٢٧: ٢٣، ٢٥)، بينما السيّد المسيح طلب المغفرة لهم وهو على الصليب، “«يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»” (لو ٢٣: ٣٤)؛

لصّ اليمين المصلوب مع يسوع المسيح: الذي قدّم صلاة وطلب مغفرة (لو ٢٣: ٤٢)، فنال الغفران (لو ٢٣: ٤٣).

وأشاد البابا بروعة أن يملك الإنسان قوّة مسامحة الآخر. هذه أعظم قوّة في حياة الإنسان، وعندما يطلبها من الله يصبح قادرًا على مسامحة أخيه، كما ينال الرحمة من الله في حياته.

واختتم البابا تاوضروس مشيرًا إلى أنّ القيامة هي روح تنساب إلى الإنسان، بحيث ينال قوّة محبّة الله في حياته اليوميّة. ودعا الى الصلاة من أجل مصر "لتكون دومًا في محبّة وسلام وإخاء" وشدّد على ضرورة انتهاء الحروب الدائرة في أماكن عديدة في العالم، وسأل الله أن يعطي العالم سكينة وهدوء وسلامًا...