البابا: حيثما تُعاش العدالة بالرّحمة يتحوّل الجرح إلى نافذة نعمة
وللمناسبة، وجّه البابا لاون الرّابع عشر رسالة إلى المشاركين حيّاهم فيها على تصميمهم على تبادل الخبرات ومسارات التّعلّم حول كيفيّة منع جميع أشكال الإساءة وكيفيّة تقديم كشف صادق ومتواضع عن مسارات الحماية المتّخذة، وكتب بحسب "فاتيكان نيوز": "أحيّيكم جميعًا بمحبّة وامتنان، أنتم الّذين تجتمعون للتّفكير في موضوع عزيز جدًّا على قلبي: كيف نبني جماعات تُحمى وتُعزّز فيها كرامة كلّ شخص، ولاسيّما القاصرين والأكثر ضعفًا.
إنَّ الكرامة هي هبة من الله، الّذي خلق الإنسان على صورته ومثاله. إنّها ليست شيئًا يُكتسب بالجدارة أو القوّة، ولا تعتمد على ما نملكه أو نحقّقه. إنّها هبة تسبقنا: تنبع من نظرة الحبّ الّتي أرادنا بها الله، واحدًا واحدًا، ولا يزال يريدنا. في كلّ وجه بشريّ، حتّى عندما يكون مطبوعًا بالتّعب أو الألم، هناك انعكاس لصلاح الخالق، نور لا يمكن لأيّ ظلمة أن تطفئه.
إنّ رعاية الإنسان وحمايته لقريبه هي أيضًا ثمرة نظرة تعرف كيف تميّز، وقلب يعرف كيف يصغي. تنبع من الرّغبة في الاقتراب باحترام وحنان، لمشاركة أعباء وآمال الآخر. من خلال تحمُّل مسؤوليّة حياة الآخر نحن نتعلّم الحرّيّة الحقيقيّة، تلك الّتي لا تسيطر بل تخدم، لا تمتلك بل ترافق.
إنّ الحياة المكرّسة، كتعبير عن عطاء الذّات الكلّيّ للمسيح، مدعوّة بطريقة خاصّة لكي تكون بيتًا يستقبل ومكانًا للّقاء والنّعمة. والّذي يتبع الرّبّ في درب العفّة، والفقر، والطّاعة يكتشف أنّ الحبّ الأصيل ينبع من الاعتراف بمحدوديّته: من معرفة أنّه محبوب حتّى في الضّعف، وهذا بالضّبط ما يجعله قادرًا على محبّة الآخرين باحترام ورقة وقلب حرّ.
لذلك أنا أقدّر وأشجّع تصميمكم على تبادل الخبرات ومسارات التّعلّم حول كيفيّة منع جميع أشكال الإساءة وكيفيّة تقديم كشف صادق ومتواضع عن مسارات الحماية المتّخذة. أحثّكم على المضيّ قدمًا في هذا الالتزام لكي تصبح الجماعات أكثر فأكثر مثالًا للثّقة والحوار، يتمُّ فيها احترام كلّ شخص والإصغاء إليه وتقديره.
أدعوكم أيضًا إلى مواصلة التّعاون مع اللّجنة البابويّة لحماية القاصرين، الّتي تعزّز وترافق بتفانٍ مسيرة نموّ الكنيسة بأكملها في ثقافة الحماية. أوكلكم إلى المسيح، الرّاعي وعريس الكنيسة، وإلى مريم العذراء الكلّيّة القداسة، أمّ كلّ مكرّس ومكرّسة، وأرسل لكم جميعًا من صميم قلبي فيض البركة الرّسوليّة."
