الفاتيكان
02 حزيران 2025, 10:20

البابا صلّى مع المؤمنين أمام مغارة سيّدة لورد في ختام الشّهر المريميّ

تيلي لوميار/ نورسات
أمام مغارة سيّدة لورد في حدائق الفاتيكان، رفع المؤمنون الصّلاة مع البابا لاون الرّابع عشر، في ختام الشّهر المريميّ، بعد تطواف مهيب بالشّموع انطلق من كنيسة القدّيس اسطفانُس نحو المغارة.

وفي ختام الصّلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "بفرحٍ عميق أتّحد معكم في عشيّة الصّلاة هذه في ختام شهر أيّار المبارك. إنّه فعل إيمان بسيط ومفعم بالتّقوى، نلتئم فيه معًا تحت رداء مريم الوالديّ. وهذه السّنة، تكتسب هذه الصّلاة طابعًا خاصًّا، إذ تتناغم مع بعض الأبعاد الجوهريّة لليوبيل الّذي نحتفل به: التّسبيح، والمسيرة والرّجاء، ولاسيّما الإيمان الّذي نتأمّلُ به ونعلنه بشكل جماعيّ.

لقد تلوتم معًا صلاة مسبحة الورديّة المقدّسة، تلك الصّلاة الّتي وصفها القدّيس يوحنّا بولس الثّاني ذات مرّة بأنّها ذات وجه مريميّ وقلب مسيحانيّ، إذ "تختزل في طيّاتها عمق الرّسالة الإنجيليّة كلّها". في الواقع من خلال تأمّلكم بأسرار الفرح، خلال المسيرة الّتي سلكتموها، قد دخلتم، كما في حجٍّ روحيّ، في محطّات متعدّدة من حياة يسوع: إلى بيت النّاصرة حيث تأمَّلتم ببشارة الملاك؛ إلى بيت زكريّا حيث تأمَّلتم بالزّيارة- الّتي نحتفل بها اليوم-؛ إلى مغارة بيت لحم حيث تأمَّلتم بالميلاد؛ إلى هيكل أورشليم حيث تأمَّلتم بالتّقدمة، ثمّ إلى تلك اللّحظة المباركة الّتي عثر فيها يوسف ومريم على يسوع. وقد رافقتكم، في صلاة السّلام عليك يا مريم الّتي ردَّدتموها بإيمان، كلمات الملاك إلى أمّ الله: "افرحي أيّتها الممتلئة نعمة، الرّبّ معك"، وكلمات أليصابات الّتي استقبلتها بفرح: "مباركة أنت بين النّساء ومبارك ثمرة بطنك!".

هكذا إذًا، كانت خطواتكم مقرونة بكلمة الله، الّتي طبعت بإيقاعها: المضيّ والتّوقّف والانطلاق، كما كان الحال لشعب إسرائيل في الصّحراء وهم في طريقهم نحو أرض الميعاد. فلننظر، إذًا، إلى حياتنا كلّها كمَسيرة اتّباع ليسوع، نسير فيها، كما فعلنا هذه اللّيلة، مع مريم. ولنطلب من الرّبّ أن يمنحنا النّعمة لكي نمجّده كلّ يوم، "بالحياة واللّسان، بالقلب والشّفاه، بالصّوت والسّلوك"، متجنّبين كلّ نشازٍ بين ما نقوله وما نعيشه: فيتناغم اللّسان مع السّلوك، والشّفاه مع الضّمير.

لتبْقَ فرحةُ هذه اللّحظة حيّة فينا، ولتنمُ فينا يومًا بعد يوم، في حياتنا الشّخصيّة والعائليّة، وفي كلّ بيئة، ولاسيّما في حياة هذه العائلة الّتي تخدم من هنا، من قلب الفاتيكان، الكنيسةَ الجامعة. ليباركنا الرّبّ، وليرافقنا دائمًا، ولتتشفع بنا العذراء مريم."