الفاتيكان
30 تشرين الأول 2023, 12:15

البابا فرنسيس: أوقفوا إطلاق النّار!

تيلي لوميار/ نورسات
"أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أشكر جميع الّذين- وفي أماكن عديدة وبطرق مختلفة- انضمّوا إلى يوم الصّوم والصّلاة والتّوبة الّذي عشناه يوم الجمعة الماضي من أجل السّلام في العالم. لا نستسلمنَّ أبدًا. لنواصل الصّلاة من أجل أوكرانيا، وكذلك من أجل الوضع الخطير في فلسطين وإسرائيل والمناطق الأخرى الّتي تعاني من الحرب. وفي غزّة بشكل خاصّ، لتُترك فسحات لضمان المساعدات الإنسانيّة ويتمّ إطلاق سراح الرّهائن على الفور. لا ينبغي لأحد أن يتخلّى عن إمكانيّة وقف إطلاق النّار: ليتوقّف إطلاق النّار. لقد استمعتُ مؤخّرًا إلى الأب إبراهيم فلتس، في برنامج "على صورته"، حيث قال: "أوقفوا إطلاق النّار! أوقفوا إطلاق النّار!". إنّه نائب حارس الأراضي المقدّسة. ونحن أيضًا مع الأب إبراهيم نقول: أوقفوا إطلاق النّار. توقّفوا أيّها الإخوة والأخوات: الحرب هي هزيمة على الدّوام!".

وكان الأب الأقدس قد تلا صلاة التّبشير الملائكيّ مع الحاضرين بعد أن توجّه إليهم بكلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "يحدّثنا إنجيل اليوم عن الوصيّة الكبرى. سأل أحد معلّمي الشّريعة يسوع عن هذا الأمر فأجاب "بوصيّة المحبّة الكبرى": "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وَكُلِّ نَفسِكَ وَكُلِّ ذِهنِك... وأَحبِب قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفسِكَ". محبّة الله والقريب، لا تنفصلان عن بعضهما البعض. لنتوقّف إذن للتّأمّل حول هذا الأمر.

الأوّل: حقيقة أنّ محبّة الرّبّ تأتي أوّلاً، تذكّرنا بأنّ الله يسبقنا على الدّوام، ويسبقنا بحنانه اللّامتناهي. يتعلّم الطّفل الحبّ على ركبتي أمّه وأبيه، ونحن نتعلّمه بين ذراعي الله؛ يقول المزمور: "كَطِفلٍ مَفْطُومٍ مُسْتَسلِمٍ بَينَ ذِرَاعَي أُمِّهِ"، وهكذا علينا أن نشعر بين ذراعيِّ الله، وهناك نمتصّ محبّة الرّبّ؛ هناك نلتقي بالحبّ الّذي يدفعنا لكي نبذل أنفسنا بسخاء للإخوة. يذكّرنا القدّيس بولس بهذا عندما يقول إنّ محبّة المسيح تحمل في داخلها قوّة تدفعنا إلى المحبّة. كلّ شيء يبدأ منه. لا يمكنك أن تحبّ الآخرين بشكل جدّيّ، ما لم تكن لديك هذه الجذور الّتي هي محبّة الله ومحبّة يسوع.  

أمّا الجانب الثّاني فيظهر من وصيّة المحبّة. وهو يربط محبّة الله بمحبّة القريب: هذا يعني أنّنا، بمحبّتنا للإخوة، نحن نعكس، مثل المرايا، محبّة الآب. أن نعكس محبّة الله، هذا هو بيت القصيد؛ أن نحبّه هو الّذي لا نراه في الأخ الّذي نراه. في أحد الأيّام، عندما سأل أحد الصّحفيّين القدّيسة تريزا دي كلكوتا عمّا إذا كانت، بما تفعله، توهم نفسها أنّها تُغيِّر العالم، فأجابت: "لم أعتقد أبدًا أنّني أستطيع أن أُغيِّر العالم! لقد حاولت فقط أن أكون قطرة ماء نقيّة، يمكن لمحبّة الله أن تشرق فيها". "هكذا استطاعت، هي الصّغيرة، أن تفعل مثل هذا الخير العظيم: لقد عكست محبّة الله مثل قطرة ماء. وإذا نظرنا أحيانًا إليها وإلى قدّيسين آخرين، وتبادر إلى ذهننا أنّهم أبطال لا يُضاهون، لنفكّر مجدّدًا في هذه القطرة الصّغيرة؛ الحبّ هو قطرة يمكنها أن تغيِّر العديد من الأمور. كيف؟ من خلال القيام بالخطوة الأولى، هذه هي القطرة أن نقوم بالخطوة الأولى.

لذلك، أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، عندما نفكّر في محبّة الله الّتي تسبقنا على الدّوام، يمكننا أن نسأل أنفسنا: هل أنا ممتنّ للرّبّ الّذي يحبّني أوّلاً؟ هل أحاول أن أعكس محبّته؟ هل ألتزم بمحبّة الإخوة؟ لتساعدنا العذراء مريم لكي نعيش وصيّة المحبّة الكبرى في حياتنا اليوميّة: أن نحبّ الله ونسمح له بأن يحبّنا وأن نُحبّ الإخوة."