البابا فرنسيس: إنّ بولس يعلّمنا الثّبات في المحن وقراءة كلّ شيء بأعين الإيمان
"في قراءة سفر أعمال الرّسل تستمرّ رحلة الإنجيل في العالم، وشهادة القدّيس بولس هي مطبوعة أكثر فأكثر بالمعاناة. إنّ وصول بولس الرّسول إلى أورشليم، والّذي يرويه الفصل الحادي والعشرون من سفر أعمال الرّسل، قد أثار كراهيّة شديدة إزاءه. وإذ اتُّهم بأنّه يعلّم ضدّ الشّريعة والهيكل، تمّ اعتقاله، وبدأ مسيرته كسجين، أوّلاً أمام المجلس، ومن ثمّ أمام الوالي الرّومانيّ في قيصريّة، فأمام الملك أغريبّا. إنّ بولس دُعي للدّفاع عن نفسه من الاتّهامات، وفي النّهاية وفي حضرة الملك أغريبّا، تحوّل دفاعه عن نفسه إلى شهادة إيمان بليغة (راجع أعمال الرّسل 26، 1 – 23).
إنّ بولس تحدّث عن ارتداده: المسيح القائم من الموت جعله مسيحيًّا وأوكل إليه الرّسالة بين الأمم لكي "يرجعوا من الظّلامِ إلى النّور، ومن سلطان الشّيطانِ إلى الله، وينالوا بالإيمان غفرانَ الخطايا ونصيبَهم من الميراث في عداد المقدّسين"، في المسيح (أعمال الرّسل 26، 18). إنّ شهادة بولس لمست قلب الملك أغريبا".
وتابع البابا قائلا: "أُعلنت براءة بولس ولكن لا يمكن إخلاء سبيله لأنّه قد رفعَ دعواه إلى قيصر. واستمرّت هكذا الرّحلة الّتي لا تتوقّف لكلمة الله، نحو روما.
إنّ بولس هو ذاك السّجين الّذي سلاسله هي علامة أمانته للإنجيل وللشّهادة للقائم من الموت. إنّ السّلاسل هي بالطّبع اختبار مهين لبولس الرّسول الّذي بدا في نظر العالم "كالمجرم" (2 طيموتاوس 2، 9)، غير أنّ محبّته للمسيح قويّة جدًّا لدرجة أنّ هذه السّلاسل يُنظر إليها بأعين الإيمان.
إنّ بولس يعلّمنا الثّبات في المحن والقدرةَ على قراءة كلّ شيء بأعين الإيمان. نسأل اليوم الرّبّ، بشفاعة بولس الرّسول، أن يحيي إيماننا ويساعدنا لكي نكون أمناء دائمًا لدعوتنا كمسيحيّين، كتلاميذ للرّبّ، كمرسلين".