الفاتيكان
19 حزيران 2023, 14:00

البابا فرنسيس: الإفخارستيّة هي ردّ الله على جوع الإنسان للحياة الحقيقيّة

تيلي لوميار/ نورسات
مثمّنًا جهودهم من أجل إعادة إحياء الإيمان والمحبّة تجاه الإفخارستيّة المقدّسة "مصدر وذروة الحياة المسيحيّة"، أعرب البابا فرنسيس لأعضاء اللّجنة المنظّمة للمؤتمر الإفخارستيّ الوطنيّ العاشر المرتقب عقده في الولايات المتّحدة الأميركيّة في صيف العام المقبل، عن ثقته بأنّ هذا الحدث سيشكّل مناسبة للمؤمنين كي يكونوا تلاميذ مرسلين للرّبّ يسوع في العام.

وفي كلمته إليهم توقّف الأب الأقدس عند معجزة تكثير الخبز الّتي صنعها الرّبّ يسوع والواردة في إنجيل القدّيس يوحنّا البشير، ولفت إلى أنّ "من كانوا شهودًا على هذه المعجزة رجعوا إلى الرّبّ في اليوم التّالي، على أمل أن يروه يصنع معجزة أخرى. بيد أنّ المسيح أراد أن يحوّل جوعهم المادّيّ إلى جوع مختلف، إلى الجوع لخبز الحياة الأبديّة. لذا تحدّث الرّبّ عن نفسه على أنّه الخبز الحيّ النّازل من السّماء، والخبز الحقيقيّ الّذي يهب العالم الحياة."

من هنا انطلق البابا متحدّثًا عن الإفخارستيّة، واصفًا إيّاها بـ"ردّ الله على الجوع الأعمق المتواجد في قلب الإنسان، الجوع للحياة الحقيقيّة. ومن خلالها يحضر المسيح في وسطنا كي يغذّينا، يواسينا ويعضدنا في مسيرتنا"، بها "نلتقي بمن وهب نفسه لنا الكامل، ومن ضحّى بذاته كي يمنحنا الحياة وقد أحبّنا حتّى النّهاية"، و"نصبح شهودًا جديرين بالثّقة لفرح الإنجيل وجماله"، لافتًا إلى أنّها "تدفعنا نحو محبّة ملتزمة لصالح القريب".

وأشار البابا إلى أنّ مؤمنين كثيرين يعتقدون أنّ الإفخارستيّة هي مجرّد رمز عوضًا عن الحضور الحقيقيّ والمحبّ للرّبّ، فأمل بالتّالي أن يشكّل المؤتمر الإفخارستيّ الوطنيّ "مصدر إلهام للمؤمنين الكاثوليك في الولايات المتّحدة كي يستعيدوا معنى الدّهشة والإعجاب حيال هذه العطيّة الكبيرة الّتي وهبنا إيّاها الرّبّ، وكي يمضوا الوقت معه من خلال الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ، وبواسطة الصّلاة الفرديّة وعبادة القربان المقدّس". ودعا إلى "ضرورة العمل على تعزيز الدّعوات إلى الحياة الكهنوتيّة، لأنّه كما قال البابا الرّاحل يوحنّا بولس الثّاني في رسالته إلى الكهنة يوم خميس الأسرار عام ٢٠٠٤: "لا توجد إفخارستيّة بدون كهنوت"."