الفاتيكان
10 أيار 2022, 07:55

البابا فرنسيس: الجامعة المكان الملائم للتّنشئة على الحوار وثقافة اللّقاء

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس ظهر الاثنين طلاب وأساتذة جامعة ماتشيراتا الإيطاليّة بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز".

إستهلّ البابا اللّقاء بتوجيه التّحيّة للجميع وشكر رئيس الجامعة على كلمته والتي عرَّف فيها بالجامعة مشيرًا إلى "الصّداقة بين الغرب والشّرق ولقاء الثّقافات المختلفة ومأساة الحرب وظاهرة الهجرة والسّلام". 

وأكد البابا على "أنّ الجامعة هي، أو على الأقل يُفترض أن تكون، مكان انفتاح ذهنيّ على آفاق المعرفة والحياة والعالم والتّاريخ، وذلك انطلاقًا من الدّراسة العميقة والمناهج المنظّمة ولكن دائمًا مع الانفتاح ومن أجل معرفة متكاملة للعالم وللإنسان.

إنّ هذا المنظور يتضاعف إذا فكّرنا في كلّ شخص، فكلّ طالب وطالبة هو عالم في حدّ ذاته. وهكذا يلتقي في الجامعة عالمان، عالم المعرفة وعالم الإنسان، لا بالمعنى العام بل بالمعنى الشّخصيّ، شخص شاب بعينه، بتاريخه وشخصيّته، أحلامه وكفاءاته الفكريّة والأخلاقيّة والرّوحيّة. كلّ شخص هو عالم، الله وحده هو مَن يعرفه بالكامل".

وتحدّث عمّا وصفه بتحدّي الجامعات، "أيّ تمكين لقاء هاذين الأفقين، أفق العالم وأفق الإنسان، وذلك كي يتمكّنا من الحوار وكي ينشأ عن هذا الحوار نموّ للإنسانيّة. نموّ للشّخص في المقام الأوّل، أيّ للطالب الذي يتكون وينضج في المعرفة وفي الحرّيّة والقدرة على التّفكير والعمل، والمشاركة بشكل نقديّ ومبدع في الحياة الاجتماعيّة والمدنيّة بكفاءته الخاصّة الثّقافيّة والمهنيّة." 

وذكَّر بتأمّلات القدّيس جون هنري نيومان حول الجامعة والتي ذكر فيها "أنّ الشاب يشكِّل في الوسط الجامعيّ ثوبًا ذهنيًّا يستمرّ طوال الحياة، يتألّف من الحرّيّة والعدالة، الهدوء والاعتدال والحكمة. 

وأكّد "أنّ هذا النّموّ الإنسانيّ للشّخص لا يمكنه إلّا أن يؤثّر بشكل إيجابيّ على المجتمع، ومن هذا المنطلق فإنّ التّركيز على التّنشئة، على المدارس والجامعات، هو الاستثمار الأفضل من أجل مستقبل سلام. هذا أمر معروف ويتكرّر الحديث عنه ولكن لا يتمّ دائمًا اتّخاذ الاجراءات المطلوبة في هذا المجال.

وتوقّف البابا فرنسيس عند موضوع لقاء الثّقافات المختلفة، فقال "إنّنا نعلم جيّدًا أنّ هذا ليس شيئًا يحدث بشكل تلقائيّ، فلا يكفي الجمع بين أساتذة وطلّاب من انتماءات مختلفة، بل يجب إنماء ثقافة لقاء. الجامعة هي بالتّأكيد المكان بامتياز للقيام بهذا." 

كما تحدّث البابا فرنسيس عن شخصيّة من ماتشيراتا واصفًا إيّاها ببطل كبير في هذه الثّقافة، ألا وهو الأب ماتيو ريتشي. وهنّأ البابا ضيوفه "لا فقط على حراسة ذكرى الأب ريتشي وتعزيز الدّراسات حوله، بل وأيضًا على سعيهم إلى تطبيق مثاله في الحوار بين الثّقافات. والحاجة الكبيرة اليوم، وذلك على المستويات كافّة، إلى السّير بعزم على هذا الدّرب، درب الحوار."