الفاتيكان
11 حزيران 2019, 14:00

البابا فرنسيس: الحياة المسيحيّة هي للخدمة

ركّز البابا في عظته الصّباحيّة اليوم، في كابيلا القدّيسة مرتا، على مجّانيّة الله ومجّانيّة تعاطينا مع الآخرينفي الشّهادة وفي الخدمة، مشيرًا إلى أنّ "الدّعوة هي لنوسّع قلوبنا لكي تدخلها النّعمة ونخدم شعب الله ولا نستخدمه"، فقال بحسب "فاتيكان نيوز"، منطلقًا من إنجيل متّى الّذي يخبرنا عن رسالة الرّسل، "رسالة كلّ مسيحيّ عندما يُرسل":

 

"المسيحيّ لا يمكنه أن يراوح مكانه، الحياة المسيحيّة هي مسيرة على الدّوام. لقد قال يسوع: "إِذهَبوا وَأَعلِنوا في ٱلطَّريق، أَن قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات. إِشفوا المَرضى، وَأَقيموا المَوتى، وَأَبرِئوا البُرص، وَأَطرِدوا الشَّياطين". وقال هذه هي الرّسالة، إنّها حياة خدمة.

الحياة المسيحيّة هي للخدمة؛ إنّه لأمر محزن جدًّا أن نجد مسيحيّين في بداية ارتدادهم أو في بداية إدراكهم لكونهم مسيحيّين يخدمون شعب الله ويكونون منفتحين على الخدمة ولكن بعدها ينتهي بهم الأمر باستخدام شعب الله؛ هذا الأمر مؤلم جدًّا لشعب الله، لأنّ الدّعوة هي الخدمة. من ثم الحياة المسيحيّة هي حياة مجّانيّة. وفي الإنجيل الّذي تقدّمه لنا اللّيتورجيا اليوم يذهب الرّبّ إلى نواة الخلاص: "أَخَذتُم مَجّانًا، فَمَجّانًا أُعطوا". فالخلاص لا يُشترى بل يُمنح لنا مجّانًا. إنّ الله لا يجعلنا ندفع ثمن الخلاص، وكما فعل الله معنا علينا بدورنا أن نفعل مع الآخرين.

نحن نعرف أنّ الرّبّ غنيّ بالعطايا الّتي يمنحنا إيّاها ولكنّه يطلب منّا شيئًا واحدًا أن يكون قلبنا مفتوحًا. عندما نصلّي "صلاة الأبانا" نفتح قلوبنا لكي تدخلها هذه المجانيّة. لا وجود لعلاقة مع الله خارج المجّانيّة. قد نكون أحيانًا بحاجة لشيء روحيّ أو لنعمة ما فنقول "سأقوم بصوم أو بإماتة أو بتساعيّة..." هذا أمر جيّد ولكن تنبّهوا هذا الأمر ليس لندفع ثمن النّعمة وإنّما هو توسيع للقلب لكي تدخله النّعمة. النّعمة هي مجّانيّة.

إنَّ جميع خيور الله مجّانيّة لكن المشكلة هي أنَّ القلب يصغر وينغلق ولا يعود قادرًا على استقبال هذا الكمّ من المحبّة المجّانيّة. من ثمّ هناك الدّعوة إلى المجّانيّة، وهذه الدّعوة هي بشكل خاصّ لنا نحن الرّعاة لكي لا نبيع النّعم للنّاس. إنّه أمر مؤسف ومؤذٍ أن نرى رعاة يتاجرون بنعمة الله. إنّ نعمة الله مجّانيّة وعليك أن تعطيها مجّانًا. في حياتنا الرّوحيّة هناك على الدّوام خطر السّقوط في حلقة الدّفع، حتّى في حديثنا مع الرّبّ كما ولو كنّا نعطيه رشوة. لا! إنّ الأمر لا يسير بهذه الطّريقة! لا أقوم بشيء من أجل الرّبّ لكي أنال منه شيئًا ما، إنّ الوعود الّتي أقطعها هي لكي توسّع قلبي لكي أنال النّعمة المجّانيّة، وعلاقة المجّانيّة مع الله هي الّتي تساعدني لكي أتحلّى بالمجّانيّة مع الآخرين إن كان في الشّهادة وإمّا في الخدمة والحياة الرّاعويّة.
الحياة المسيحيّة هي مسيرة. إذهبوا بشّروا واخدموا! أخدموا وأعطوا مجّانًا ما نلتموه مجّانًا. لتكن حياة القداسة الّتي نعيشها اتّساع القلب هذا لكي تتمكّن نعم الله المجّانيّة من الدّخول إلى قلوبنا".