الفاتيكان
21 آذار 2023, 10:30

البابا فرنسيس: السّبيل لكي نكون سعداء هو البساطة

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد البابا فرنسيس استمرار الكنيسة في مرافقة أعضاء الاتّحاد الوطنيّ للعاملين في مجال السّيرك والعروض المتنقّلة، معلنة لهم المسيح المخلّص الّذي "كان يطوف المدن والقرى حاملاً للجميع الإعلان الفرِح لملكوت الله"، مثمّنًا جهوده في بثّ الفرح والبساطة في نفوس النّاس.

كلام البابا جاء خلال استقبالهم أمس الإثنين في القصر الرّسوليّ، حيث قال لهم بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد منعكم الوباء من القيام بنشاطاتكم المعتادة، والتّنقّل مع عروضكم من ساحة إلى أخرى. أعرف أنّ مؤسّسة "Migrantes"  كانت قريبة منكم، وشجّعتكم على المضيّ قدمًا بروح الإيمان والرّجاء. والآن، الحمد لله، قد تمكّنتم من استئناف عملكم. إنَّ الكنيسة تستمرّ في مرافقتكم وتُعلن لكم المسيح المخلّص، الّذي كان يطوف المدن والقرى حاملاً للجميع الإعلان الفرِح لملكوت الله. "إنَّ الرّبّ– يقول الكتاب المقدّس– هو السّائر أمامك، وهو يكون معك ولا يهملك ولا يتركك، فلا تخف ولا تفزع" (تثنية ٣١، ٨). هذه الكلمات أوجّهها لكم اليوم أيّها الإخوة والأخوات العاملين في مجال العروض المتنقِّلة.

يبدأ الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل" على هذا النّحو: "إنَّ فرح الإنجيل يملأ قلب وحياة الّذين يلتقون بيسوع". وأنتم أيضًا تتعاونون بالمعنى الواسع في إعلان الإنجيل للفرح الّذي تحملونه للنّاس من خلال عروضكم. لهذا السّبب، أشجّعكم لكي تحافظوا على قلوبكم وحياتكم منفتحين دائمًا على منظور إيمان يولد من اللّقاء مع المسيح الحاضر والعامل في كنيسته. من خلال التّوقّف في البلدات والمدن، أنتم تقدّمون للأطفال والكبار لحظات من التّسلية، وتشتِّتون انتباههم قليلاً عن المخاوف الّتي تُثقِّل حياتهم اليوميّة. إنّ فرح الطّفل في مدينة الملاهي هي صورة فرح خالص تنتمي إلى ذاكرة كلّ عائلة.

إنّ شعور الفرح والعيد الّذي تنشروه ينبع من الإبداع والخيال، ولا يتبع النّماذج المصطنعة والمطابقة الّتي تنتشر في وسائل الإعلام؛ ولا يتغذّى من البحث عن أحاسيس جديدة، وإنّما من البساطة والأصالة الّتي يمكننا أن نتنفَّسهما في مدينة الملاهي. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، امضوا قدمًا في عملكم المتجوّل! في عالم يسوده غالبًا مناخ رماديّ وثقيل، أنتم تذكّروننا أنّ السّبيل لكي نكون سعداء هو البساطة؛ وكذلك شكل من أشكال التّرفيه في الهواء الطّلق وفي رفقة الآخرين: على عكس ما نراه اليوم غالبًا، كلّ شخص بمفرده مع هاتفه المحمول أو جهاز الكمبيوتر. أنتم تدعوننا لكي نخرج ونلتقي في السّاحات ونستمتع معًا. أنا أقدّر لكم ذلك. وأشكركم لأنّكم تذكّروننا في العُمق، أنّنا لم نُخلق للعمل فقط وإنّما أيضًا لكي نحتفل ونفرح، والله يفرح عندما نحتفل معًا كأخوة وأخوات في البساطة.

أوكلكم إلى شفاعة العذراء مريم "أمّ المُتنقِّلين"، والمرشد الأكيد الّذي يقودنا إلى يسوع. وليعضدكم أيضًا شفيعكم القدّيس يوحنّا بوسكو وخادم الله الأب دينو توريجياني رسول القوافل. أبارككم من كلِّ قلبي، وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي!".