الفاتيكان
15 حزيران 2021, 06:30

البابا فرنسيس: العامل الأساسيّ للنّهضة من الأزمة الّتي تضربنا هو اقتصاد محوره الإنسان

تيلي لوميار/ نورسات
حذّر البابا فرنسيس من خطر تفاقم أعداد المعرّضين إلى غياب حادّ للأمن الغذائيّ والمحتاجين إلى مساعدات فوريّة في المستقبل، علمًا أنّ العام المنصرم قد سجّل الرّقم الأعلى خلال السّنوات الأخيرة، داعيًا بالتّالي إلى مواجهة حالات الضّعف المتعاظمة من خلال سياسات قادرة على التّعامل مع الأسباب الهيكليّة لهذه الأزمات.

كلام البابا جاء في رسالة وجّهها إلى المشاركين في أعمال الدّورة الثّانية والأربعين لمؤتمر منظّمة الأغذية والزّراعة "فاو"، والّتي انطلقت أمس الإثنين وتستمرّ لغاية 18 من الجاري، تحت عنوان "تحويل النّظم الزّراعيّة والغذائيّة: من الاستراتيجيّة إلى العمل". 

في بداية الرّسالة، توقّف البابا عند عند الوضع الحاليّ الّذي تطبعه الأزمة الصّحّيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة النّاتجة عن وباء كوفيد- 19 والّتي أبرزت الأهمّيّة الخاصّة لما تقوم به المنظّمة من عمل لتقديم إجابات ملائمة على مشكلة غياب الأمن الغذائيّ وسوء التّغذية، مذكّرًا بأنّه "ورغم ما تمّ التّوصّل إليه من نتائج خلال العقود الأخيرة فلا يزال الكثير من أخوتنا وأخواتنا يفتقدون إلى إمكانيّة الحصول على الغذاء الضّروريّ سواء على صعيد الكمّ أو النّوعيّة"، متحدّثًا عن النّزاعات والظّواهر المناخيّة القصوى والأزمات الاقتصاديّة والّتي تشكّل إلى جانب الأزمة الصّحّيّة الحاليّة مصدر قحط وجوع لملايين الأشخاص. 

ولذا، رأى الأب الأقدس أنّه "من المهمّ في المقام الأوّل ضمان أن تكون النّظم الزّراعيّة والغذائيّة مرنة وتشمل الجميع ومستدامة، موفِّرة إمكانيّة تغذية سليمة للجميع. ومن وجهة النّظر هذه فإنّه من المفيد تطوير اقتصاد دائريّ يوفّر الموارد للجميع بما في ذلك للأجيال القادمة ويعزّز استخدام الطّاقة المتجدّدة". ولفت إلى أنّ "العامل الأساسيّ للنّهضة من الأزمة الّتي تضربنا هو اقتصاد محوره الإنسان لا يقوم على الرّبح فقط، اقتصاد مترسّخ في الخير العامّ، صديق للأخلاقيّات ومحترِم للبيئة". 

وإعتبر البابا أنّ إعادة البناء ما بعد الجائحة تقدّم فرصة للتّحوّل إلى نظام غذائيّ عالميّ قادر على مقاومة الأزمات المستقبليّة، "وتندرج في هذا الإطار زراعة مستدامة ومتنوّعة تأخذ بعين الاعتبار الدّور الثّمين للنّشاط الزّراعيّ للعائلات والجماعات الرّيفيّة". وأشار بحسب "فاتيكان نيوز" إلى مفارقة ألا وهي "أنّ مَن يعاني من غياب أو شحّ الأغذية هم مَن ينتجونها، حيث يعيش ثلاثة أرباع فقراء العالم في مناطق ريفيّة، وعلى الزّراعة يتوقّف تمكّنهم من العيش. إنّ أخوتنا وأخواتنا هؤلاء هم الأكثر عرضة للمعاناة من انعدام الأمن الغذائيّ وذلك بسبب عدم التّمكّن من بلوغ الأسواق وامتلاك الأراضي، الاستفادة من الموارد الماليّة والبنى التّحتيّة والتّقنيّات".

وحيّا البابا جهود الجماعة الدّوليّة من أجل أن يتمكّن كلّ بلد من تطبيق الآليّات اللّازمة لبلوغ استقلاليّة غذائيّة، مشدّدًا على أهمّيّة الاستفادة من التّجديد لدعم صغار المنتجين وتحسين قدرتهم على المقاومة.

ومن جهة أخرى، حثّ الحبر الأعظم على بناء ثقافة سلام عبر مبادرات تشمل جميع جوانب الحياة البشريّة وتساعدنا على رفض فيروس اللّامبالاة، مركّزًا أخيرًا على ضرورة تطبيق أفعال ملموسة تنطلق من الانتماء المشترك إلى العائلة البشرية وتعزيز الأخوّة.