الفاتيكان
08 شباط 2019, 14:29

البابا فرنسيس: تحتاج السّجون لأن تكون مؤنسنة على الدّوام

"السّجن هو مكان ألم بمعناه المزدوج للعقوبة والعذاب ويحتاج للكثير من الاهتمام والإنسانيّة. إنه مكان يدعى فيه الجميع للمهمّة الصّعبة لمداواة جراح الّذين، وللأخطاء الّتي قاموا بها، يجدون أنفسهم قد حرموا من حرّيّتهم الشّخصيّة". هكذا وصف البابا فرنسيس السّجن في كلمة توجّه بها إدارة سجن ريجينا كويلي وموظّفيه خلال استقبالهم، وتابع قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز":

 

"إنّ الضّغط النّفسيّ الّذي تسبّبه نوبات العمل والبعد عن العائلة هما غالبًا عاملان يثقِّلان عملاً يتضمّن في ذاته تعبًا نفسيًّا. مع ذلك فإنّ أشخاصًا مثلكم يحتاجون لتوازن شخصيّ ولدوافع متجدّدة على الدّوام؛ وبالتّالي أنتم مدعوّون في الواقع لا لتضمنوا حراسة ونظام وأمان المؤسّسة وحسب وإنّما وغالبًا لتضميد جراح الرجال والنّساء الّذين تلتقون بهم يوميًّا في أقسامهم.

لا يمكن لأحد أن يحكم على الآخر بسبب الأخطاء الّتي اقترفها، ولا أن يُنزل به عقابات تجرح الكرامة البشريّة. تحتاج السّجون لأن تكون مؤنسنة على الدّوام لكنّه من المؤلم أن نشعر أنّها غالبًا ما تعتبر أماكن عنف وعدم شرعيّة، حيث تتفشّى الشّرور البشريّة. في الوقت عينه، لا يمكننا أن ننسى أنّ العديد من المساجين هم أشخاص فقراء لا مرجعيّة لهم ولا ضمانات، ليس لديهم عائلة ولا الوسائل لكي يدافعوا عن حقوقهم، هم مهمّشون ومتروكون لمصيرهم.

لكنَّ الخبرة تظهر أنَّه بإمكان السّجن أن يصبح فعلاً مكانًا للافتداء والقيامة وتغيير الحياة، وهذا كلّه بفضل مسيرات إيمان وعمل وتنشئة مهنيّة ولكن وبشكل خاصّ من خلال القرب الرّوحيّ والشّفقة على مثال السّامريّ الصّالح الّذي انحنى ليداوي الأخ الجريح. أشجّعكم على القيام بعملكم المهمّ بمشاعر الوفاق والوحدة. أنتم مدعوّون معًا لتسيروا في اتّجاه واحد ولتساعدوا الّذين، وللأسف، سقطوا في فخاخ الشّرّ، على النّهوض والنّموّ في الرّجاء.

من جهتي، أنا أرافقكم بمحبّتي وصلاتي لكي تتمكّنوا من المساهمة من خلال عملكم لكي يصبح السّجن، مكان العقوبة والألم، مختبرًا للبشريّة والرّجاء".