الفاتيكان
05 حزيران 2023, 07:50

البابا فرنسيس في أحد الثّالوث الأقدس: هل نشهد لله- المحبّة؟

تيلي لوميار/ نورسات
تلا البابا فرنسيس صلاة التّبشير الملائكيّ مع وفود الحجّاج، وألقى على مسامعهم كلمة لمناسبة أحد الثّالوث الأقدس، فتوقّف عند إنجيل القدّيس يوحنّا (٣، ١٦ – ١٨) مسلّطًا الضّوء على حوار يسوع مع نيقوديمس الّذي "كان عضوًا في السّنهدريم وشغوفًا بسرّ الله: يرى في يسوع معلّمًا إلهيًّا ويذهب في الخفاء، ليلاً، ليتحدّث معه. أصغى يسوع إليه وفاجأه أوّلاً مجيبًا أنّه لدخول ملكوت الله ينبغي الولادة من جديد، ثمّ كشف له جوهر السّرّ قائلاً إنّ الله أحبّ البشريّة كثيرًا حتّى أنّه أرسل ابنه إلى العالم. يسوع، الابن، يحدّثنا عن الآب ومحبّته الكبيرة".

وأضاف البابا فرنسيس: "أب وابن. إنّها صورة مألوفة، وإنّ فكرنا فيها تهزّ تصوّرنا حول الله. إنّ كلمة "الله" نفسها تقدّم لنا واقعًا فريدًا ومهيبًا وبعيدًا، بينما الكلام عن أب وابن يذكّرنا بالمنزل. ونستطيع التّفكير بالله من خلال صورة عائلة مجتمعة حول المائدة حيث تتمّ مقاسمة الحياة. في الواقع إنّ المائدة الّتي هي في الوقت نفسه مذبح، هي رمزٌ تُصوّر به بعض الأيقونات الثّالوث الأقدس. إنّها صورة تحدّثنا عن إله شركة، الآب والإبن والرّوح القدس. ولكن ليست صورة فقط، إنّها واقع، لأنّ الرّوح القدس، الرّوح الّذي سكبه الآب من خلال يسوع في قلوبنا (راجع غلاطية ٤، ٦)، يجعلنا نتذوّق حضور الله: حضور قريب، رؤوف وحنون. وإنّ الرّوح القدس يفعل معنا ما فعله يسوع مع نيقوديمس: يُدخلنا في سرّ الولادة الجديدة، ويكشف لنا قلب الآب ويجعلنا نشارك في حياة الله نفسها.

وبإستطاعتنا القول إنّ الدّعوة الّتي يوجّهها إلينا هي الجلوس إلى المائدة مع الله لنتقاسم محبّته. وهذا ما يحصل في كلّ قدّاس، على مذبح مائدة الإفخارستيّا حيث يقدّم يسوع ذاته للآب ويقدّم ذاته من أجلنا. إنّ إلهنا هو شركة محبّة، هكذا أظهره لنا يسوع. هل تعرفون كيف نستطيع أن نتذكّر ذلك؟ من خلال علامة بسيطة تعلّمناها منذ طفولتنا، هي علامة الصّليب، فمن خلال رسم إشارة الصّليب نتذكّر أنّ الله أحبّنا حتّى أنّه بذل حياته من أجلنا، ونكرّر لأنفسنا أنّ محبّته تغمرنا بالكامل كعناق لا يتركنا أبدًا. ونسعى في الوقت نفسه كي نشهد لله– المحبّة.

نستطيع اليوم إذًا أن نسأل أنفسنا: هل نشهد لله– المحبّة؟ هل تشهد جماعاتنا أنّ الله محبّة؟ هل تعرف جماعاتنا أن تحبّ؟ هل ندع الباب مفتوحًا دائمًا، ونعرف استقبال الجميع كإخوة وأخوات؟".

هذا وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكيّ ظهر اليوم الأحد، وجه البابا فرنسيس كلمة أكّد فيها صلاته من أجل ضحايا حادث القطار الّذي وقع في الهند يوم الجمعة، وعبّر عن قربه من الجرحى وعائلاتهم.  

وكان البابا قد أبرق إلى السّفير البابويّ في الهند المطران ليوبولدو جيريلّي معزّيًا، بحسب ما ذكر موقع "فاتيكان نيوز".