الفاتيكان
02 حزيران 2023, 13:20

البابا فرنسيس قابل ثلاث ممثّلات عن المجلس الكنسيّ لمنطقة الأمازون تلبية لطلبهنّ

تيلي لوميار/ نورسات
بعد توجيههنّ رسالة إلى البابا فرنسيس في الرّابع من آذار/ مارس الماضي من أجل مقابلته ليشرحن له عن المخاوف حيال الانتهاكات الّتي تتعرّض لها أراضي السّكّان الأصليّين في الإكوادور وكولومبيا وبيرو، وبعد أن جاء الرّدّ على رسالتهنّ بعد خمسة أيّام على تسلّمها ودعوتهنّ من قبل إدارة شؤون البيت البابويّ إلى جلسة مع الأب الأقدس وجهًا لوجه في الفاتيكان، تمّ اللّقاء أمس الخميس بين الممثّلات عن المجلس الكنسيّ لمنطقة الأمازون باتريسيا غولينغا ولاورا فيكونيا ويزيكا باتياكاي والبابا فرنسيس الّذي حسّهنّ على المضيّ قدمًا.

وفي أعقاب اللّقاء، كان لموقع "فاتيكان نيوز" حديث مع النّسوة الثّلاث، وفي تفاصيله كما أورده الموقع: "وصفت يزيكا باتياكاي الحوار مع البابا بالممتع والهادئ والمفعم بالثّقة، وقالت إنّها تأثّرت عندما أطلعت الحبر الأعظم على التّعدّيات الّتي تتعرّض لها أراضي السّكّان الأصليّين في المنطقة. أمّا لاورا فيكونيا فأكّدت أنّ اللّقاء مع البابا شكّل مصدر فرح كبير بالنّسبة لها، مع العلم أنّها راهبة تنتمي إلى الرّهبنة الفرنسيسكانيّة، وهي مجازة في الأنتروبولوجيا وعلم النّفس الاجتماعيّ. لفتت إلى أنّ اللّقاء كان تاريخيًّا، موضحة أنّ البابا برغوليو يمثّل بالنّسبة لها نفحة الرّوح القدس وربيع الكنيسة. وأضافت غولينغا تقول: إنّنا نعيش مرّة جديدة هذا الرّبيع، وأشعر بأنّ البابا فرنسيس يقود هذه التّحوّلات، إنّها تحوّلات واقعيّة ولا يمكن أن نعود إلى الوراء، لأنّها مستوحاة من الأساس الّذي هو يسوع المسيح".

من جهتها أشارت باتريسيا غولينغا إلى أنّ البابا أعطى النّسوة الثّلاث الكثير من الأمان والثّقة، مع العلم أنّها تشغل منذ حزيران يونيو ٢٠٢٠ منصب نائبة رئيس المجلس الكنسيّ لمنطقة الأمازون، والّذي ترأّسه لغاية وفاته الكاردينال البرازيليّ كلاوديو هوميس، وأبصر النّور بعد خمس سنوات على صدور الإرشاد الرّسوليّ ما بعد السّينودس الخاصّ بالأمازون Querida Amazonia.

غولينغا هي من السّكّان الأصليّين المقيمين في الإكوادور، وهي معروفة بالتزامها في الدّفاع عن الأراضي المهدّدة من قبل شركات النّفط الأجنبيّة، وقد كرّست حياتها لهذه الغاية. وقد شاركت في العديد من الفعاليّات الدّوليّة، من بينها مؤتمرات المناخ Cop، بالإضافة إلى مشاركتها، كأخصّائيّة، في سينودس الأساقفة الخاصّ بالأمازون الّذي التأم في الفاتيكان في خريف العام ٢٠١٩. وفي تلك المناسبة تمكّنت من معانقة البابا فرنسيس، وقد تحدّثت عن هذا اللّقاء المؤثّر في مقال نشرته صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانيّة ضمن عدد خاصّ في الذّكرى العاشرة لانتخاب البابا فرنسيس. وتقول غولينغا: "لقد شعرنا بداية بشيء من التّوتّر لأنّنا لم نكن نعرف ماذا يجب أن نقول وأن نفعل. وقمنا بتسليم البابا الهدايا العديدة الّتي أرسلها له سكّان تلك الأراضي، وكثيرون منهم سلّمونا الرّسائل وطلبوا منّا أن ننقل تحيّاتهم إلى البابا". وتابعت قائلة: "عندما جلسنا للحديث جرى كلّ شيء على ما يرام، وكان الحوار هادئًا وتميّز بالمودّة الكبيرة".

ثلاث هي النّقاط الأساسيّة الّتي تمّ التّطرّق إليها خلال النّقاش مع البابا فرنسيس: عمل النّساء المنتميات إلى الكنيسة في تلك المنطقة، إقرار المؤسّسة الكنسيّة بهذا النّشاط، فضلاً عن واقع السّكّان الأصليّين والتّعليم. النّساء الثّلاث عبّرن لأسقف روما عن مخاوفهنّ كي يكون مطّلعًا عليها، وأكّدن أنّ المخاوف الأكبر هي تلك النّاتجة عن السّياسات المطبّقة في العديد من الأماكن والّتي تمثّل تعدّيًا على حقوق الإنسان على المستوى الدّوليّ ولاسيّما على حقوق سكّان منطقة الأمازون، كما تقول غوالينغا مضيفة أنّ الهدف من الجزء الأكبر من تلك السّياسة هو تجاريّ بحت".

وفي ختام الحديث، أكّدت النّسوة الثّلاث أنّهن سيعقدن خلال الأيّام المقبلة لقاءات مع ممثّلين عن ثماني دوائر فاتيكانيّة قبل أن يتوجّهن إلى أسيزي ليطلبن من القدّيس فرنسيس عطيّة الارتداد الإيكولوجيّ الّذي دعا إليه دومًا البابا برغوليو، والّذي اختار لنفسه اسم قدّيس أسيزي.