الفاتيكان
29 كانون الثاني 2020, 06:00

البابا فرنسيس: كلمة الله لا تخجل من الاحتفال

تيلي لوميار/ نورسات
في مستهلّ نهاره يوم أمس، دعا البابا فرنسيس في قدّاسه الصّباحيّ إلى عدم الخجل في التّعبير عن فرح اللّقاء بالرّبّ، منطلقًا من سفر صموئيل الثّاني الّذي يخبرنا عن فرح داود وشعب إسرائيل بعودة تابوت الله إلى مكانه أيّ إلى هيكل أورشليم، فقال نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

"كان تابوت الله قد سُرق ولدى عودته كان هناك فرح كبير للشّعب. لقد شعر الشّعب أنّ الله كان قريبًا منه ولذلك أقام احتفالاً، ومعه الملك داود الّذي كان يَرقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمامَ الرَّبّ، ثمّ ذبح الشّعب ثَورًا وَكِبشًا مُسَمَّنًا، وَأَصعَدَ داوُدُ وَجَميعُ آل إِسرائيلَ تابوتَ الرَّبّ، بِالهُتافِ وَصَوتِ البوق.

لقد كان هناك عيد: فرح شعب الله لأنّ الله كان معهم. أمّا داود فكان يرقص. رقص أمام الشّعب معبِّرًا عن فرحه بدون أن يخجل، إنّه الفرح الرّوحيّ للّقاء مع الرّبّ: لقد عاد الله بيننا وهذا الأمر يمنحنا فرحًا كبيرًا. إنّ داود لم يفكّر أبدًا أنّه الملك وأنّه ينبغي عليه أن يكون بعيدًا عن الشّعب لكونه جلالة الملك، لا... لقد كان داود يحبّ الرّبّ وكان سعيدًا لحدث حمل تابوت الله، وقد عبّر عن سعادته وفرحه بالرّقص ولكنّه كان بالتّأكيد يغنّي أيضًا كجميع الشّعب.

إنّ هذا الأمر قد يحصل لنا نحن أيضًا بأن نشعر بالفرح عندما نكون مع الرّبّ، وفي الرّعايا قد يحتفل النّاس أيضًا.  

يتابع نصّ النّبيّ صموئيل واصفًا عودة داود إلى بيته حيث كانت موجودة إحدى زوجاته، ميكال ابنة شاول. فاستقبلته بازدراء واحتقار. لأنّها وإذ حين رأت الملك يرقص شعرت بالخجل منه ووبخته قائلةً: "ألا تشعر بالخجل من الرّقص بهذه الطّريقة المهينة كواحد من الشّعب؟". إنّه الاستهزاء الدّينيّ تجاه عفويّة الفرح مع الرّبّ. أمّا داود فقد شرح لها: "أنظري، كان الهدف بدافع من الفرح. الفرح بالرّبّ لأنّنا أعدنا تابوت الله إلى بيته" أمّا هي فكانت تستهزئ. ويخبر الكتاب المقدّس أنَّ ميكال لم تُرزق بأبناء لهذا السّبب. إنَّ الرّبّ قد عاقبها. عندما يغيب الفرح في المسيحيّ، يكون ذلك المسيحيّ عقيمًا، عندما يغيب الفرح في قلوبنا تغيب أيضًا الخصوبة.

إنّ التّعبير عن الحفلة لم يكن روحيًّا فقط بل أصبح أيضًا مشاركة. فداود في ذلك اليوم بعد البركة، قد قام بتوزيع "جَردَقَةَ خُبزٍ وَقِطعَةَ لَحمٍ وَقُرصًا"، لكي يذهب كلُّ واحد ويحتفل في بيته. إنَّ كلمة الله لا تخجل من الاحتفال، وصحيح أنّ خطر الفرح أحيانًا هو الذّهاب أبعد والاعتقاد بأنّه كلّ شيء، ولكن لا، لأنّ هذا هو جوّ الاحتفال... إنّ القديس بولس السّادس في الإرشاد الرّسوليّ "إعلان الإنجيل" يتحدّث عن هذا الجانب ويحثّ المؤمنين على التّحلّي بالفرح.

إنَّ الكنيسة لن تمضي إلى الأمام، والإنجيل لن يمضي إلى الأمام مع مبشّرين مملّين وتعساء. لا! يمكن للكنيسة أن تسير قدمًا فقط مع مبشّرين فرحين مُفعمين بالحياة. وبالتّالي علينا أن نتحلّى بالفرح في استقبال كلمة الله، وفرح أن نكون مسيحيّين، وفرح أن نسير قدمًا والقدرة على الاحتفال من دون أن نشعر بالخجل وبدون أن نكون كتلك السّيّدة ميكال، مسيحيّين رسميّين ومسيحيّين سجناء للرّسميّات".