الفاتيكان
23 حزيران 2022, 05:00

البابا فرنسيس: كلّ عائلة لديها رسالة عليها أن تحقّقها في العالم وشهادة عليها أن تقدّمها

تيلي لوميار/ نورسات
تحت عنوان "جمال العائلة" عُقد عند السّاعة السّادسة مساءً، في قاعة بولس السّادس بالفاتيكان، عيد العائلات الّذي يفتتح اللّقاء العالميّ العاشر للعائلات الّذي يُعقد من الثّاني والعشرين وحتّى السّادس والعشرين من حزيران/ يونيو.

الإفتتاح كان بمقابلة مع فرانشيسكو حفيد شفيعي اللّقاء الزّوجين الطّوباويّين لويجي وماريا بيلتراميه كواتروكّي، والطّبيب جيلبيرتو غروسي الّذي شُفي بشفاعتهما.

وبعد وصول الأب الاقدس إلى القاعة عند حوالي السّاعة السّادسة والنّصف، ألقى عميد دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة الكاردينال كيفين فاريل كلمة رحّب فيها بالأب الأقدس والعائلات الّتي قدمت من مختلف أنحاء العالم، ثمّ قدّمت خمس عائلات شهادات حياتها تمحورت حول مواضيع الزّواج والصّليب والمغفرة والضّيافة والأخوّة.

وقبل ختام اللّقاء بالبركة، ألقى البابا كلمة متوجّهًا إلى العائلات قائلاً بحسب "فاتيكان نيوز": "أيّتها العائلات العزيزة! إنّه لمن دواعي سروري أن أكون هنا معكم اليوم، بعد الأحداث المروّعة الّتي طبعت حياتنا في الآونة الأخيرة: أوّلاً الجائحة والآن الحرب في أوروبا، والّتي تضاف إلى الحروب الأخرى الّتي تضرب العائلة البشريّة. أشكر الكاردينال فاريل والكاردينال دي دوناتيس وجميع معاوني دائرة العلمانيّين والعائلة والحياة وأبرشيّة روما، الّذين بتفانيهم جعلوا هذا اللّقاء ممكنًا. كما أودّ أن أشكر العائلات الحاضرة الّتي أتت من أنحاء كثيرة من العالم. ولاسيّما الّذين قدّموا لنا شهادتهم: شكرًا جزيلاً! ليس من السّهل أن تتحدّثوا أمام مثل هذا الجمهور الكبير عن حياتكم، عن الصّعوبات أو العطايا الرّائعة الحميمة والشّخصيّة الّتي نلتموها من الرّبّ. لقد كانت شهاداتكم بمثابة "مكبّرات صوت": لقد أعطيتم صوتًا لخبرة العديد من العائلات الأخرى في العالم، الّتي تعيش مثلكم نفس الأفراح والقلق والمعاناة والآمال.

لهذا السّبب أتوجّه الآن إليكم أنتم الحاضرين هنا وإلى الأزواج والعائلات الّذين يستمعون إلينا في العالم. أودّ أن أجعلكم تشعرون بقربي أينما كنتم، في ظروف حياتكم الملموسة. تشجيعي قبل كلّ شيء هو هذا بالتّحديد: أن تنطلقوا من وضعكم الحقيقيّ وأن تحاولوا من هناك أن تسيروا معًا: معًا كزوجين، معًا في عائلتكم، مع العائلات الأخرى، ومعًا مع الكنيسة. أفكّر في مثل السّامريّ الصّالح، الّذي يلتقي برجل جريح على الطّريق، فيقترب منه، ويأخذه على عاتقه ويساعده على استئناف مسيرته. أودّ أن تكون الكنيسة هكذا بالنّسبة لكم! سامريّ صالح يقترب منكم ويساعدكم على مواصلة مسيرتكم والقيام بـ"خطوة إضافيّة"، حتّى ولو كانت صغيرة. سأحاول أن أشير إلى هذه "الخطوات الإضافيّة" الّتي علينا أن نقوم بها معًا، مستعيدًا الشّهادات الّتي سمعناها.

1- "خطوة إضافيّة" نحو الزّواج. أشكركما، يا لويجي وسيرينا، لأنّكما رويتما خبرتكما بصدق كبير، بما فيها من صعوبات وتطلّعات. أعتقد أنّ ما قلتماه هو مؤلم للجميع: "لم نجد جماعة تعضدنا بأذرع مفتوحة لما نحن عليه". على هذا الأمر أن يجعلنا نفكّر. علينا أن نرتدّ وأن نسير ككنيسة، لكي تصبح أبرشيّاتنا ورعايانا أكثر فأكثر "جماعات تعضد الجميع بأذرع مفتوحة". هناك حاجة ماسّة لذلك! وأنتما، بفضل العناية الإلهيّة، وجدتما الدّعم في عائلات أخرى، هي في الواقع كنائس صغيرة.

لقد تعزَّيتُ جدًّا عندما أوضحتما السّبب الّذي دفعكما إلى منح المعموديّة لأبنائكما. قلتما جملة جميلة جدًّا: "على الرّغم من أنبل الجهود البشريّة، إلّا أنّنا لا نكفي أنفسنا". هذا صحيح، يمكن أن يكون لدينا أجمل الأحلام، وأثمن المثل العليا، لكنّنا في النّهاية نكتشف أيضًا محدوديّتنا، الّتي لا نتخطّاها وحدنا، وإنّما بالانفتاح على الآب، وعلى محبّته، ونعمته. هذا هو معنى سرَّي المعموديّة والزّواج: إنّهما المساعدة الملموسة الّتي يمنحنا الله إيّاها لكي لا يتركنا وحدنا، لأنّنا "لا نكفي أنفسنا".

يمكننا القول إنّه عندما يقع رجل وامرأة في الحبّ، يقدّم لهما الله هديّة: الزّواج. عطيّة رائعة تحتوي على قوّة المحبّة الإلهيّة: قويّة، دائمة، أمينة، قادرة على التّعافي من بعد كلِّ فشل أو هشاشة. إنّ الزّواج ليس إجراء شكليًّا يجب الوفاء به. أنت لا تتزوّج لكي تكون كاثوليكيًّا "مع دمغة"، أو طاعة لقاعدة، أو لأنّ الكنيسة تقول ذلك؛ نتزوّج لأنّنا نريد أن نبني الزّواج على محبّة المسيح الرّاسخة كالصّخر. في الزّواج، يهب المسيح نفسه لكم، لكي يكون لديكم القوّة لكي تعطوا ذواتكم لبعضكم البعض. تشجّعوا، إذن، الحياة العائليّة ليست مهمّة مستحيلة! بنعمة السّرّ، يجعلها الله رحلة رائعة نقوم بها معه، وأبدًا بمفردنا. العائلة ليست مثالاً جميلاً بعيد المنال في الواقع. لأنّ الله يضمن وجوده في الزّواج وفي العائلة، ليس فقط في يوم الزّفاف وإنّما لمدى الحياة. وهو يعضدكم كلّ يوم في مسيرتكم.

2- "خطوة إضافيّة" لمعانقة الصّليب. أشكركما، يا روبرتو وماريا أنسيلما، لأنّكما رويتما لنا القصّة المؤثّرة لعائلتكما ولاسيّما قصّة كيارا. لقد تكلّمتما عن الصّليب، الّذي هو جزء من حياة كلّ شخص وكلّ عائلة. وشهدتما أنّ الصّليب القاسي لمرض كيارا وموتها لم يدمِّر العائلة ولم يُزِل الصّفاء والسّلام من قلبيكما. ويمكننا أن نرى ذلك أيضًا في نظراتكما. أنتما لستما شخصين محبطين ويائسَين وغاضبَين من الحياة. على العكس تمامًا! يمكننا أن نرى فيكما صفاء عظيمًا وإيمانًا كبيرًا.

لقد قلتما: "إن هدوء كيارا فتح لنا نافذة على الأبديّة". لقد ساعدتكما رؤية كيف عاشت تجربة المرض لكي ترفعا نظركما إلى الأعلى ولا تبقيا أسيرَين للألم، وإنّما لكي تنفتحا على شيء أعظم: مخطّطات لله السّرّيّة، الأبديّة، السّماء. أشكركما على شهادة الإيمان هذه! لقد ذكرتما تلك الجملة الّتي كانت كيارا تقولها: "الله يضع الحقيقة في كلّ فرد منّا ومن المستحيل أن يساء فهمها". لقد وضع الله في قلب كيارا حقيقة حياة مقدّسة، ولذلك أرادت أن تحافظ على حياة ابنها على حساب حياتها. وكزوجة، سارت جنبًا إلى جنب مع زوجها في طريق إنجيل العائلة بطريقة بسيطة وعفويّة. في قلب كيارا دخلت حقيقة الصّليب أيضًا كعطيّة للذّات: حياة بذلتها لعائلتها والكنيسة والعالم أجمع. نحن بحاجة على الدّوام إلى أمثلة رائعة لنتطلّع إليها: لتكن كيارا مصدر إلهام في مسيرتنا للقداسة، وليعضد الرّبّ ويخصِّب كلّ صليب يجب على العائلات أن تحمله.

3- "خطوة إضافيّة" نحو المغفرة. بول وجيرمين، لقد تحلَّيتما بالشّجاعة لكي تخبرانا عن الأزمة الّتي عشتماها في زواجكما. نشكركما على هذا. لم تريدا أن تحلِّيا الواقع بقليل من السّكر! لقد سمّيتم جميع أسباب الأزمة بأسمائها: غياب الصّدق، والخيانة، والاستعمال الخاطئ للمال، وأصنام السّلطة والوظيفة، وتزايد الحقد وتصلّب القلب. أثناء حديثكما، أعتقد أنّنا استرجعنا جميعًا خبرة الألم الّتي عشناها إزاء مواقف مماثلة للعائلات المنقسمة. إنّ رؤية عائلة تنهار هي مأساة لا يمكنها أن تتركنا غير مبالين. تختفي ابتسامة الزّوجين، ويضيع الأطفال، ويختفي صفاء الجميع. وفي معظم الأوقات لا نعرف ما علينا فعله. لذلك تنقل قصتكما الرّجاء. قال بول إنّه في أحلك لحظات الأزمة، استجاب الرّبّ لأعمق رغبات قلبه وأنقذ زواجه. وهكذا هو الأمر. إنّ الرّغبة الكامنة في أعماق قلب كلّ شخص هي أنّ الحبّ لا ينتهي، وأنّ التّاريخ الّذي نبنيه مع الشّخص الّذي نحبّه لا ينقطع، وأنَّ الثّمار الّتي تنتج عنه لا تضيع. جميعنا لدينا هذه الرّغبة. لا أحد يريد حبًّا "قصير الأمد" أو "لفترة محدّدة". ولذلك نحن نتألّم كثيرًا عندما تتسبّب النّواقص والإهمال والخطايا البشريّة في تحطيم الزّواج. ولكن حتّى في خضمّ العاصفة، يرى الله ما في القلب. وبفضل العناية الإلهيّة، قابلتما مجموعة من العلمانيّين المكرّسين للعائلات. وهناك بدأت مسيرة اقتراب وشفاء لعلاقتكما. لقد استأنفتما الحديث مع بعضكما البعض، وانفتحتما بصدق على بعضكما البعض واعترفتما بأخطائكما وصلّيتما معًا مع الأزواج الآخرين، وجميع هذه الأمور أدّت إلى المصالحة والمغفرة.

إنَّ المغفرة تشفي كلَّ الجراح، إنّها عطيّة تنبع من النّعمة الّتي يملأ بها المسيح الزّوجين والعائلة بأسرها عندما نسمح له بأن يعمل وعندما نلجأ إليه. من الجميل جدًّا أنّكما احتفلتما بـ"عيد المغفرة" مع أولادكما وجدّدتما عهود الزّواج في الاحتفال الإفخارستيّ. لقد جعلني هذا الأمر أفكّر في العيد الّذي نظّمه الأب للابن الضّالّ في مثل يسوع. لكن هذه المرّة كان الوالدان هما اللّذان ضاعا وليس الابن! لكن هذا الأمر جميل أيضًا ويمكنه أن يكون شهادة رائعة للأبناء. في الواقع، يدرك الأبناء، فيما يخرجون من سنّ الطّفولة، أنّ والديهم ليسوا "أبطالًا خارقين"، وأنّهم ليسوا كلّيّي القدرة، ولاسيّما أنّهم ليسوا كاملين. وأبناءكما قد رأوا شيئًا أكثر أهمّيّة فيكما: لقد رأوا التّواضع لطلب المغفرة والقوّة الّتي نلتماها من الرّبّ لكي تنهضا من سقطتكما. هم يحتاجون إلى ذلك حقًّا! في الواقع، هم أيضًا سيرتكبون الأخطاء في الحياة وسيكتشفون أنّهم ليسوا كاملين، لكنّهم سيتذكّرون أن الرّبّ يُنهضنا، وأنّنا جميعًا خطأة قد غُفر لهم، وعلينا أن نطلب المغفرة من الآخرين وعلينا أيضًا أن نغفر لأنفسنا. هذا الدّرس الّذي تعلّموه منكما سيبقى في قلوبهم إلى الأبد. شكرًا على شهادة المغفرة هذه!

4- "خطوة إضافيّة" نحو الضّيافة. أشكركما، يا إيرينا وصوفيا، على شهادتكما. لقد أعطيتما صوتًا للعديد من الأشخاص الّذين انقلبت حياتهم رأسًا على عقب بسبب الحرب في أوكرانيا. نرى فيكما وجوه وقصص العديد من الرّجال والنّساء الذين اضطرّوا إلى الهرب من أراضيهم. نشكركما لأنّكما لم تفقدا الثّقة في العناية الإلهيّة، وقد رأيتما كيف يعمل الله لصالحكما أيضًا من خلال أشخاص ملموسين جعلكما تلتقيان بهم: العائلات المضيفة والأطبّاء الّذين ساعدوكما والعديد من الأشخاص الآخرين أصحاب القلوب الطّيِّبة. لقد وضعتكما الحرب أمام التّهكُّم والوحشيّة البشريّة، لكنّكما قابلتما أيضًا أشخاصًا ذوي إنسانيّة عظيمة. لقد عرفتما أسوأ وأفضل ما في الإنسان! لكن من المهمّ لنا جميعًا ألّا نتوقّف عند الأسوأ، وإنّما أن نقدِّر الأفضل، الخير العظيم الّذي يمكن لكلّ إنسان أن يفعله، وأن ننطلق مجدّدًا من هناك. أشكركما أيضًا، يا بيترو وإريكا، على سرد قصّتكما وعلى السّخاء الّذي استضفتما به إيرينا وصوفيا في عائلتكما الكبيرة. لقد أخبرتمانا أنّكما فعلتما ذلك من منطلق الامتنان لله وبروح الإيمان، كدعوة من الرّب. وقالت إيريكا إنّ الضّيافة كانت "بركة من السّماء". إنَّ الضّيافة في الواقع، هي "موهبة" العائلات، ولاسيّما العائلات الكبيرة! قد نعتقد أنَّ في المنزل الّذي يوجد فيه العديد من الأشخاص، يصعب استضافة آخرين؛ لكن في الواقع ليس الأمر هكذا، لأنّ العائلات الّتي لديها العديد من الأبناء هي مُدرّبة على إفساح المجال للآخرين. وهذه، في العمق، هي ديناميكيّة العائلة. تعيش العائلة ديناميكيّة الاستقبال، لأنّ الزّوجين أوّلاً قد قبلا بعضهما البعض، مثلما قالا لبعضهما البعض في يوم زفافهما: "أنا أقبَلُك". ومن ثمَّ، من خلال إنجاب الأبناء، قبلا حياة مخلوقات جديدة. وبينما غالبًا ما يتمّ في سياقات مجهولة رفض الأشدَّ ضعفًا، إلّا أنّه من الطّبيعيّ قبوله في العائلات: ابنٌ معاق، شخص مسنّ يحتاج للرّعاية، قريب يعاني من صعوبة وليس لديه أحد... وهذا الأمر يعطي الرّجاء. العائلات هي أماكن استقبال وضيافة، والويل لنا إذا غابت! لأنّه بدون عائلات مضيافة سيصبح المجتمع باردًا وغير قابل للعيش.

5- "خطوة إضافيّة" نحو الأخوَّة. شكرًا لك زكيّة على إخبارنا بقصّتك. إنّه لأمر جميل ومعزّي أن نرى أنّ ما بنيتماه معًا أنتِ ولوكا لا يزال حيًّا. لقد ولدت قصّتكما وتأسّست على مشاركة المثل العليا، والّتي وصفتِها على النّحو التّالي: "لقد أسّسنا عائلتنا على الحبّ الأصيل، مع الاحترام والتّضامن والحوار بين ثقافتينا". ولم يضِع أيّ شيء من هذا، ولا حتّى بعد وفاة لوكا المأساويّة. في الواقع، لا يبقى فقط مثال لوكا وإرثه الرّوحيّ حيّين ويتحدّثان إلى ضمير الكثيرين، وإنّما تسير المنظّمة الّتي أسّستها زكية، بمعنى ما، قدمًا برسالته أيضًا. لا بل، يمكننا القول إنّ رسالة لوكا الدّبلوماسيّة أصبحت الآن "رسالة سلام" لجميع أفراد العائلة. يمكننا أن نرى جيّدًا في قصّتكما كيف يمكن لما هو بشريّ وما هو دينيّ أن يتشابكا ويؤتيا ثمارًا جميلة. في زكية ولوكا نجد جمال الحبّ البشريّ، والشّغف للحياة، الإيثار وإنّما أيضًا الأمانة لإيمان كلِّ فرد وتقاليده الدّينيّة، مصدر الإلهام والقوّة الدّاخليّة. في عائلتكما يتمّ التّعبير عن المثال الأعلى للأخوَّة. فبالإضافة إلى كونكما زوجًا وزوجة، عشتما كإخوة في الإنسانيّة، وإخوة في مختلف الخبرات الدّينيّة، وكإخوة في الالتزام الاجتماعيّ. هذه أيضًا مدرسة نتعلّمها في العائلة. أن نعيش مع هو مختلف عنّي، في العائلة نتعلّم أن نكون إخوة وأخوات. نتعلّم أن نتخطّى الانقسامات والأحكام المسبقة والانغلاقات وأن نبني شيئًا رائعًا وجميلًا معًا، انطلاقًا من القواسم المشتركة بيننا. إنَّ أمثلة الأخوَّة المعاشة، كمثل لوكا وزكية، تمنحنا الرّجاء وتجعلنا ننظر بثقة أكبر إلى عالمنا الّذي تمزّقه الانقسامات والعداوات. شكرًا لكما على مثال الأخوَّة هذا!

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، كلّ عائلة لديها رسالة عليها أن تحقّقها في العالم، شهادة عليها أن تقدّمها. نحن المعمَّدون، بشكل خاصّ، مدعوّون لكي نكون رسالة أنّ الرّوح القدس يستمدّ من غنى يسوع المسيح ويعطيه لشعبه. لهذا أقترح أن تطرحوا على أنفسكم هذا السّؤال: ما هي الكلمة الّتي يريد الرّبّ أن يقولها من خلال حياتنا للأشخاص الّذين نلتقي بهم؟ ما هي "الخطوة الإضافيّة" الّتي يطلبها من عائلتنا اليوم؟ ضعوا أنفسكم في الإصغاء. وإسمحوا له أن يحوِّلكم لكي تتمكّنوا أنتم أيضًا من أن تحوِّلوا العالم وتجعوله "بيتًا" للّذين يحتاجون للضّيافة، والّذين يحتاجون لأن يلتقوا بالمسيح ويشعروا بأنّهم محبوبون. علينا أن نعيش وأعيننا موجّهة نحو السّماء: كما كان الطّوباويّان ماريا ولويجي بلتراميه كواتروكي يقولان لأبنائهما بأن يواجهوا تعب الحياة وأفراحها "وهم ينظرون دائمًا من السّقف وإلى أعلى". شكرًا لحضوركم هنا. أشكركم على التزامكم بالمضيِّ قدمًا بعائلاتكم. سيروا قدمًا بشجاعة وفرح ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."