الفاتيكان
23 آب 2022, 08:45

البابا فرنسيس: كم يحتاج زمننا للقاء أشخاص يخرجون إلى الشّارع لتقاسم تعب الحياة اليوميّ

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة اللّقاء الثّالث والأربعين للصّداقة بين الشّعوب الّذي يُعقد في مدينة ريميني الإيطاليّة حتّى الخامس والعشرين من الجاري تحت عنوان "شغف بالإنسان"، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس أساقفة المدينة المطران فرانشيسكو لامبيازي، موقّعة من أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، لفت فيها إلى رغبة منظّمي اللّقاء تذكّر حماس خادم الله المونسنيور لويجي جوساني في المئويّة الأولى لولادته، والّذي دفعه إلى أن يلتقي بأشخاص كثيرين ويحمل إلى كلّ واحد البشرى السّارّة ليسوع المسيح.

وبحسب "فاتيكان نيوز"، "ذكّرت الرّسالة بأنّ قداسة البابا فرنسيس كان قد أشار إلى أنّ هشاشة الأزمنة الّتي نعيش فيها هي أيضًا الاعتقاد بأنّه لا توجد يد تنهضك وعناق يخلّصك ويغفر لك ويرفعك ويغمرك بمحبّة لا متناهية وصبورة. إنّها النّاحية الأكثر ألمًا لخبرة كثيرين عاشوا الوحدة خلال الجائحة أو اضطُرّوا إلى ترك كلّ شيء للهرب من عنف الحرب. وسلّطت الرّسالة الضّوء بعد ذلك على مثل السّامريّ الصّالح الّذي هو اليوم- وأكثر من أيّ وقت مضى- جوهريّ، إذ من الواضح كيف أنّ النّاس ينتظرون في عمق أعماقهم أن يأتي السّامريّ ليساعدهم وينحني عليهم ويصبّ زيتًا على جراحهم ويعتني بهم. إنّهم يعلمون أنّهم يحتاجون إلى رحمة الله، إلى محبّة مخلّصة تُعطى مجّانًا.

وأضافت الرّسالة أنّ الإنجيل يشير إلى السّامريّ الصّالح كمثال لشغف غير مشروط بكلّ أخ وأخت يتمّ اللّقاء بهما على طول الطّريق. وتمّ التّذكير بما جاء في الرّسالة العامّة " Fratelli tutti" في الأخوّة والصّداقة الاجتماعيّة: فلنعتن بضعف كلّ رجل، وكلّ امرأة، وكلّ طفل وكلّ مسنّ، من خلال الموقف التّضامنيّ والمتنبّه، موقف قرب السّامريّ الصّالح. ولا يعني ذلك فقط السّخاء. فيسوع يريد أن يضعنا أمام الجذور العميقة للفتة السّامريّ الصّالح. ويصفها البابا فرنسيس على هذا النّحو: التّعرّف على المسيح نفسه في كلّ أخ متروك أو مُستَبعَد (را. متّى ٢٥، ٤٠. ٤٥)".

هذا وتوقّفت الرّسالة "عند تساؤلات عديدة وأشارت إلى أنّه يبدو أنّ الجائحة والحرب قد وسّعتا الفجوة من خلال تراجع المسيرة نحو إنسانيّة أكثر اتّحادًا وتضامنًا. وأضافت الرّسالة أنّنا نعلم أنّ درب الأخوّة ليست مرسومة على الغيوم، فهي تمرّ بالصّحاري الرّوحيّة الكثيرة الموجودة في مجتمعاتنا. ولا يتعب البابا فرنسيس من الإشارة إلى الدّرب الّتي تجتاز الصّحراء حاملة الحياة، وكما جاء في الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل": لا يكمن التزامنا حصرًا في أعمال أو برامج تنمية ومساعدة؛ فما يحرّكه الرّوح القدس ليس تدفّقًا من النّشاط، بل قبل كلّ شيء الاهتمام بالآخر. وهذا الاهتمام المُحبّ هو بداية اهتمام حقيقيّ بشخصه، وانطلاقًا من ذلك، أرغب في السّعي الفعليّ لخيره.

كما وأشارت الرّسالة إلى أنّه لا يستطيع شخص بمفرده القيام بمسيرة اكتشاف ذاته، فاللّقاء مع الآخر ضروريّ. وبهذا المعنى، يُظهر لنا السّامريّ الصّالح أنّ وجودنا مرتبط بشكل وثيق بوجود الآخرين. وطرحت الرّسالة بعد ذلك السّؤال التّالي: ما هي ثمرة مَن– باتّباع يسوع- يهب ذاته؟ وأضافت "الصّداقة الاجتماعيّة الّتي لا تستبعد أحدًا والأخوّة المنفتحة على الجميع". عناق يهدم الجدران ويذهب لملاقاة الآخر. ونحن مدعوّون كمؤمنين إلى تنمية هذه الصّداقة الاجتماعيّة من خلال شهادتنا. وأضافت الرّسالة: كم يحتاج رجال ونساء زمننا للقاء أشخاص لا يقومون بإعطاء دروس من على الشّرفة إنّما يخرجون إلى الشّارع لتقاسم تعب الحياة اليوميّ، يؤازرهم رجاء موثوق! ويشدّد البابا فرنسيس على دعوة المسيحيّين للقيام بهذه المهمّة التّاريخيّة."