الفاتيكان
22 كانون الأول 2018, 06:00

البابا فرنسيس: لا نخافنَّ من القداسة، إنّها درب الفرح

إلتقى البابا فرنسيس ظهر يوم الجمعة في قاعة بولس السّادس موظفيّ الكرسيّ الرسوليّ ودولة حاضرة الفاتيكان لتّبادل التّهانيّ بعيد الميلاد المجيد.

 

 

 

وبحسب "فاتيكان نيوز"، وجه للمناسبة كلمة قال فيها: "الميلاد هو عيد فرح بإمتياز ولكن غالبًا ما نتنبّه أنّ النّاس، وربما نحن أيضًا، نؤخذُ بأمور كثيرة وفي النهاية لا نجد الفرح وإن وجدناه يكون سطحيًّا. لماذا؟ تأتي إلى ذهني تلك العبارة للكاتب الفرنسي ليون بلوا "لا يوجد إلّا تعاسة واحدة وهي ألّا نكون قدّيسين"، وبالتّالي فعكس التّعاسة هو الفرح وهو مرتبط بالقداسة. وكذلك فرح الميلاد.

لننظر إلى المغارة. من هو سعيد في المغارة؟ يطيب لي أن اسألكم هذا السّؤال أيّها الأطفال، أنتم الذين تراقبون الأشخاص في المغارة... وربّما أيضًا تحرّكوها وتغيّروا لها مكانها وتُغضبوا بذلك أباكم الّذي رتّبها بعناية كبيرة. إذًا من هو سعيد في المغارة؟ العذراء والقدّيس يوسف هما مفعمان بالفرح: ينظران إلى الطّفل يسوع وهما سعيدان لأنّهما، وبعد آلاف الهموم، قبلا هديّة الله هذه بإيمان ومحبّة كبيرين. هما يفيضان بالقداسة وبالتّالي بالفرح أيضًا. قد تقولون لي: "إنّه أمر بديهيّ! إنّهما العذراء والقدّيس يوسف!" نعم ولكن لا يجب أن نفكّر أنّ الأمر كان سهلاً بالنّسبة لهما: نحن لا نولد قدّيسين، بل نصبح كذلك، وهذا الأمر يصلح لهما أيضًا.

يفيض بالفرح الرّعاة أيضًا، وهم أيضًا قدّيسون بالتّأكيد لأنّهم أجابوا على إعلان الملائكة وأسرعوا فورًا إلى المغارة وعرفوا علامة الطّفل في المذود. لم يكن أمرٌا مسلّمًا به. غالبًا ما نجد بين الرّعاة راع شابّ ينظر إلى المغارة بدهشة: ذلك الرّاعي يعبّر عن فرح من يقبل بدهشة سرّ يسوع بروح طفل؛ وهذا أحد جوانب القداسة: أن نحافظ على القدرة على الاندهاش إزاء عطايا الله ومفاجآته، والعطيّة الأكبر والمفاجأة الجديدة على الدّوام هي يسوع!

من ثمَّ وفي بعض المغارات، تلك الكبيرة مع شخصيّات كثيرة نجد أيضًا أصحاب المهن: صانع الأحذية والحدّاد والخبّاز... وجميعهم سعداء؛ لماذا؟ لأنّ فرح الحدث الّذي يشاركون فيه، أي ولادة يسوع، يعديهم. وهكذا أيضًا يتقدّس عملهم بحضور يسوع ومجيئه بيننا. وهذا الأمر يجعلنا نفكّر بعملنا. من الطّبيعي أن يكون هناك على الدّوام جزء متعب من العمل ولكن إن عَكَسَ كلٌّ منّا قليلاً من قداسة يسوع، ويكفي القليل مجرّد شعاع صغير – ابتسامة، أو اهتمام أو تصرّف لطيف أو إعتذار – وسيصبح جوُّ العمل بأسره أكثر سلامًا.

حتّى في بيئات العمل نجد "قداسة الأشخاص الذين يعيشون بقربنا"، حتّى هنا في الفاتيكان ويمكنني أن أشهد على ذلك. هذه هو الميلاد السّادس لي كأسقف روما ويجب أن أقول أنَّني تعرّفت على العديد من القدّيسين الذين يعملون هنا. عادة هم أشخاص لا نراهم، بسطاء ومتواضعين يقومون بعملهم بشكل جيّد وكذلك علاقاتهم جيّدة مع الآخرين. هم أشخاص فرحين، لا يضحكون على الدّوام لا، ولكنّهم يملكون سلامًا داخليًّا كبيرًا ويعرفون كيف ينقلونه للآخرين. ومن أين يأتي سلامهم هذا؟ من يسوع دائمًا. إنّه مصدر فرحنا.

لذلك فأمنيتي لكم هي هذه: أن تكونوا قدّيسين لتكونوا سعداء. قدّيسون وقدّيسات بلحم وعظم، بأطباعنا ونواقصنا وخطايانا أيضًا وإنّما مستعدّين لنسمح بأن يعدينا حضور يسوع في وسطنا، ومستعدّين لنسرع إليه على مثال الرّعاة! أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء لا نخافنَّ من القداسة. إنّها درب الفرح! ميلادًا مجيدًا للجميع!"