الفاتيكان
25 أيار 2020, 08:45

البابا فرنسيس لكاثوليك الصّين: كونوا أقوياء وثابتين!

تيلي لوميار/ نورسات
"نتّحد روحيًّا مع المؤمنين الكاثوليك في الصّين الّذين يحتفلون اليوم، بعبادة خاصّة، بعيد الطّوباويّة مريم العذراء معونة المسيحيّين وشفيعة الصّين الّتي تُكرّم في مزار شيشان في شنغهاي. لنوكل لرعاية وحماية أمّنا السّماويّة رعاة ومؤمني الكنيسة الكاثوليكيّة في ذلك البلد العظيم، لكي يكونوا أقوياء في الإيمان وثابتين في الاتّحاد الأخويّ وشهودًا فرحين ومعزّزين للمحبّة الأخويّة ومواطنين صالحين".

بهذه الكلمات، توجّه البابا فرنسيس بعد صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء"، ظهر الأحد عبر الشّبكة، إلى كاثوليك الصّين في عيد الطّوباويّة مريم العذراء معونة المسيحيّين وشفيعة الصّين، وتابع يقول بحسب "فاتيكان نيوز":

"أيّها الإخوة والأخوات الكاثوليك الأعزّاء في الصّين، أرغب في أن أؤكّد لكم أنّ الكنيسة الجامعة الّتي تشكّلون جزءًا منها تتقاسم رجاءكم وتعضدكم في محن الحياة. هي ترافقكم بالصّلاة من أجل حلول جديد للرّوح القدس لكي يسطع فيكم نور وجمال الإنجيل، قوّة الله لخلاص الّذين يؤمنون. وإذ أعبّر لكم مجدّدًا عن محبّتي الكبيرة والصّادقة أمنحكم بركة رسوليّة خاصّة. لتحفظكم العذراء مريم على الدّوام.  

نوكل ختامًا إلى شفاعة العذراء مريم سيّدة المعونة جميع تلاميذ الرّبّ وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصّالحة الّذين يعملون في هذه المرحلة الصّعبة في جميع أنحاء العالم بشغف والتزام من أجل السّلام والحوار بين الأمم ومن أجل خدمة الفقراء وحماية الخليقة ومن أجل انتصار البشريّة على جميع أمراض الجسد والقلب والنّفس."

وكان البابا قد استهلّ لقاء الأحد بكملة قبل تلاوة الصّلاة توقّف فيها عند صعود الرّبّ، فقال: "يُحتفل اليوم في إيطاليا وفي بلدان أخرى بعيد صعود الرّبّ إلى السّماء. يُظهر لنا الإنجيل الرّسل الّذين يجتمعون في الجليل على "الجَبَلِ الَّذي أَمَرَهم يسوعُ أَن يَذهَبوا إِليه". وهنا يتمّ اللّقاء الأخير للرّبّ القائم من الموت مع تلاميذه. يشكّل الجبل علامة رمزيّة قويّة. على الجبل أعلن يسوع التّطويبات، على الجبل كان ينفرد ليصلّي، وهناك كان يستقبل الجموع ويشفي المرضى. ولكنّ هذه المرّة، على الجبل، يسوع ليس المعلمّ الّذي يتصرّف ويعلّم، بل هو الّذي يطلب من الرّسل أن يعملوا ويبشّروا ويوكلهم وصيّة متابعة عمله".

"يوكل إليهم يسوع رسالة الذّهاب إلى جميع الأمم ويقول: "إذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به". هذه هي محتويات الرّسالة الّتي أوكلت إلى الرّسل: الإعلان والتّعميد وتعليم المسيرة على الدّرب الّتي يرسمها المعلّم أيّ الإنجيل. إنّ رسالة الخلاص هذه تستلزم أوّلاً واجب الشّهادة الّتي دعينا إليها نحن أيضًا، رسل اليوم، لكي نقدّم دليلاً لإيماننا. إزاء مهمّة ملزمة كهذه، وبالتّفكير بضعفنا نشعر أنّنا غير مناسبين كما شعر الرّسل أيضًا بالتّأكيد؛ ولكن لا يجب أن نيأس وأن نتذكّر الكلمات الّتي وجّهها يسوع لهم قبل أن يصعد إلى السّماء: "هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم".

هذا الوعد يؤكّد الحضور الدّائم والمعزّي ليسوع بيننا. ولكن بأيّة طريقة يتحقّق هذا الحضور؟ بواسطة روحه الّذي يقود الكنيسة لكي تسير في التّاريخ كرفيقة درب لكلّ إنسان. ذلك الرّوح، الّذي أُرسل من المسيح والآب، يمنح مغفرة الخطايا ويقدّس جميع التّائبين الّذي ينفتحون بثقة على عطيّته. بوعده بأن يبقى معنا طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم يُدشِّن يسوع أسلوب حضوره في العالم كقائم من الموت: حضور يظهر في الكلمة والأسرار والعمل الدّائم والدّاخليّ للرّوح القدس. يقول لنا عيد الصّعود أنّ يسوع وبالرّغم من صعوده إلى السّماء ليقيم بالمجد عن يمين الآب لا يزال بيننا على الدّوام ومن هنا تأتي قوّتنا ومثابرتنا وفرحنا.  

لترافق العذراء مريم مسيرتنا بحمايتها الوالديّة ولنتعلّم منها اللّطف والشّجاعة لكي نكون شهودًا في العالم للرّبّ القائم من الموت".