أميركا
27 كانون الثاني 2019, 15:00

البابا فرنسيس للشّباب: لا تخافوا من أن تفتحوا قلوبكم ليسوع

لمناسبة الاحتفال باليوم العالميّ الرّابع والثّلاثين للشّباب الذي تستضيفه باناما؛ ترأّس البابا فرنسيس مساء السّبت أمسية صلاة في Campo San Juan Pablo II- Metro Park. تخلّلت الأمسية ثلاث شهادات، وقد وجّه البابا فرنسيس كلمةً قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"العرض الجميل الذي شاهدناه حول شجرة الحياة، والذي يُظهر لنا كيف أنّ الحياة التي يعطينا إيّاها يسوع هي قصّة حب، قصّة حياة. الخلاص الذي يهبه الرّبّ لنا هو دعوة للمشاركة في قصّة حب تتداخل مع قصصنا...

أمّا بالنّسبة لقوّة "النَعَم" التي قالتها مريم العذراء، فهي بكلمات قليلة تحلّت بشجاعة أن تقول "نَعَم" وأن تثق بمحبّة ووعود الله، القوّة الوحيدة القادرة على جعل كلّ شيء جديدًا. وهذا المساء سنسمع أيضًا كيف يتردّد ويتكاثر صدى "نَعَم" مريم من جيل إلى جيل.

وأنا أشكر روخيليو وإيريكا على الشّهادة التي قدّماها. هما تشاركا المخاوف والمصاعب والخطر الذي عاشاه بانتظار ولادة ابنتهما إينيس "عندما وُلدت ابنتنا قرّرنا أن نحبّها من كلّ قلبنا". إذ قبل ولادتها، وأمام المصاعب التي كانت مطروحة، قرّرا أن يحبّا ابنتهما. وأمام حياة ابنتهما الضّعيفة، كان الجواب "نَعَم".

 

أن قول "نَعَم" للرّب يعني التّحلّي بشجاعة معانقة الحياة كما تأتي، بكلّ ضعفها وصغرها، ومرّات كثيرة مع جميع تناقضاتها، وذلك بالمحبّة نفسها التي تحدّث عنها روخيليو وإيريكا... وانّ محبّة الرّبّ أكبر بكثير من ضعفنا... إنّه يعانقنا دائمًا بعد سقوطنا مساعدًا إيّانا على النّهوض مجدّدًا.

 

إنّ السّقوط الحقيقيّ الذي بإمكانه أن يدمّر حياتنا هو ألّا ننهض وألّا نجعل أحدًا يساعدنا. وإنّ الخطوة الأولى تكمن في عدم الخوف من معانقة الحياة!

 

وأنا أشكر أيضًا الشّاب ألفريدو على الشّهادة التي قدّمها، وتأثّرت جدًّا بكلماته حين قال إنّه بدأ العمل في مشروع بناء حتّى انتهائه. وأصبحت الأمور من ثمّ مختلفة بدون عمل ومدرسة. ومن المستحيل أن ينمو أحد إن لم تكن لديه جذور قويّة. فما أسهل انتقاد الشّباب حين نحرمهم من فرص العمل والتّعليم التي يمكنهم أن يتعلّقوا بها ويحلموا بالمستقبل. فبدون تعليم يصعُب الحلم بالمستقبل؛ وبدون عمل من الصّعب جدًّا الحلم بالمستقبل؛ وبدون عائلة وجماعة يصبح الحلم بالمستقبل شبه مستحيل...

 

والقدّيس دون بوسكو الذي تعلّم أن يرى كلّ ما يحدث في المدينة بعيني اللّه، وتأثر هكذا عندما رأى مئات الأطفال والشّباب المتروكين بدون مدرسة وعمل ويد جماعة صديقة. أناس كثيرون كانوا يعيشون في تلك المدينة، وكثيرون كانوا ينتقدون أولئك الشّباب، لكنّهم لم يعرفوا النّظر إليهم بعيني الله. أمّا دون بوسكو فقد استطاع أن يقوم بالخطوة الأولى، أن يعانق الحياة كما هي، ولم يخَف القيام بالخطوة الثّانية وهي أن يُنشئ معهم جماعة، عائلة حيث يشعرون من خلال العمل والدّراسة بأنّهم محبوبون...

أن نقول "نَعَم" لقصّة الحبّ هذه يعني أن نقول "نَعَم" لكي نكون أدوات من أجل أن نبني في أحيائنا جماعات كنسية قادرة على السّير في طرقات المدينة ومعانقة ونسج علاقات جديدة.

 

أيُّها الشّباب! كونوا حرّاسًا لكلّ ما يسمح لنا بالشّعور بأنّنا ننتمي إلى بعضنا البعض. وأُريدُ أن أتوقّف كذلك عند شهادة التي قدّمتها الشّابة نيرمين التي تحدثت عن مشاركتها في اليوم العالميّ للشّباب في كراكوفيا؛ بحيث التقت جماعة حيّة وفرحة، جعلتها تشعر أنّها جزء منها، وتعيش فرح اللّقاء بيسوع. أأنتم مستعدون لتقولوا "نَعَم"؟

أدعوكم أخيرًا إلى عدم الخوف، والتّحلّي بشجاعة أن تفتحوا قلوبكم ليسوع، كي يجدّد نار محبّته ويدفعكم لمعانقة الحياة في كلّ ضعفها وصغرها، ولكن أيضًا بكلّ عظمتها وجمالها."