الفاتيكان
13 كانون الثاني 2023, 06:55

البابا فرنسيس لموظّفي الشّرطة: خدمتكم هي طريقة ملموسة لكي تكونوا صانعي سلام

تيلي لوميار/ نورسات
"يمكن لخدمتكم أيضًا أن تكون علامة على قرب الله من الإخوة والأخوات الّذين تلتقون بهم يوميًّا والّذين ينتظرون منكم بادرة مجاملة واستقبال. إنها طريقة ملموسة لكي تكونوا صانعي سلام". بهذه الكلمات وصف البابا فرنسيس رسالة قسم الشّرطة الإطاليّة المولج بحفظ الأمن في الفاتيكان خلال استقبال مدرائه وموظّفيه صباح الخميس، في قاعة كليمينتينا في القصر الرّسوليّ، متوجّهًا إليهم بكلمة قال فيها نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

"يتيح لي هذا اللّقاء الفرصة لكي أجدّد لكلّ واحد منكم التّعبير عن امتناني الصّادق للخدمة الّتي تقدّمونها بإنكار ذات وروح تضحية. إنّ حضوركم في ساحة القدّيس بطرس وفي المنطقة المجاورة للفاتيكان مهمّ جدًّا لحماية النّظام العامّ. أنا معجب بالعمل الّذي تمّ القيام به خلال تجمّعات المؤمنين والحجّاج الّذين يأتون من جميع أنحاء العالم لمقابلة البابا وزيارة قبر الرّسول بطرس والصّلاة على قبور خلفائه، ومعظمها موجود في البازيليك الفاتيكانيّة.

كذلك، لا يمكنني أن أنسى التزامكم السّخيّ بمناسبة تنقّلاتي في مدينة روما والزّيارات الرّعويّة في إيطاليا. من أجل هذا كلِّه، أُعيد التّأكيد بصدق على تقديري للجهوزيّة والخدمة المُتنبِّهة والمؤهّلة. وهذا الأمر يُظهر بينما تقومون بواجباتكم كمسؤولين في الدّولة الإيطاليّة، العلاقات الجيّدة القائمة بين إيطاليا والكرسيّ الرّسوليّ. أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أشجّعكم على المثابرة في المثل والقرارات الّتي تلهم حياتكم وسلوككم في ممارسة المهام الدّقيقة الموكلة إليكم. آمل أن تُحرِّك عملكم، الّذي غالبًا ما يتمّ بالتّضحيات والمخاطر، الرّغبة في مساعدة القريب والجماعة. ولتحافظ ولادة الرّبّ يسوع، الّتي احتفلنا بها، على المعنى المسيحيّ للأخوَّة والتّضامن حيًّا فيكم على الدّوام. أدعوكم لكي تكتشفوا مجدّدًا جمال وقوّة الإنجيل المُتجدّدة على الدّوام، وأن تُدخلوه بشكل حاسم في ضمائركم وحياتكم، وتشهدوا بشجاعة لمحبّة الله في كلّ مجال حتّى في مجال العمل.

في رسالتي بمناسبة اليوم العالميّ للسّلام، سلّطتُ الضّوء على أنّه حتّى عندما تكون أحداث حياتنا والتّاريخ مليئة للأسف بالصّعوبات وأحيانًا مأساويّة أيضًا، نحن مدعوّون لكي نُبقي قلوبنا مفتوحة على الرّجاء، واثقين في الله الّذي يحضُرُ، ويرافقنا بحنان، ويعضُدنا في التّعب، ويوجِّه مسيرتنا. يمكن لخدمتكم أيضًا أن تكون علامة على قرب الله من الإخوة والأخوات الّذين تلتقون بهم يوميًّا والّذين ينتظرون منكم بادرة مجاملة واستقبال. إنّها طريقة ملموسة لكي تكونوا صانعي سلام. وما أحوجنا اليوم لأشخاص يعملون من أجل السّلام ليس بالكلام الجميل، وإنّما بالأفعال، ويقومون بواجبهم بعناية في خدمة الخير العامّ!

وبهذه الأُمنيات، أودّ أن أقدّم أطيب أُمنياتي بالعام الجديد لكم ولأفراد عائلتكم. أوكلكم جميعًا لحماية العذراء مريم الكلّيّة القداسة والقدّيس ميخائيل رئيس الملائكة، لكي يشفعا لكم لدى الرّبّ وينالا لكم الرّخاء والانسجام ويحمياكم من كلّ خطر. ولترافقكم بركتي الّتي أمنحها لكم من كلِّ قلبي؛ ومن فضلكم لا تنسوا أن تُصلّوا من أجلي."