الفاتيكان
01 كانون الأول 2022, 08:50

البابا فرنسيس وجّه رسالة إلى برتلماوس الأوّل والمناسبة؟

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة الاحتفال بعيد القدّيس أندراوس وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى بطريرك القسطنطينيّة المسكونيّ برتلماوس الأوّل، حمّلها باقة من المحبّة والتّمنّيات القلبيّة والصّلوات والرّغبة في مواصلة العمل معًا من أجل الشّركة كاملة.

في بداية الرّسالة، أعرب البابا عن سعادته لكونه ممثَّلاً في الفنار بوفد كنيسة روما للمشاركة في الاحتفال بعيد شفيع كنيسة القسطنطينيّة والبطريركيّة المسكونيّة، والّذين سألهم نقل محبّته الأخويّة وصلاته القلبيّة للبطريرك وكنيسته.  

بعدها، وبحسب "فاتيكان نيوز"، "تحدّث الأب الأقدس عن اللّقاء التّقليديّ لكنيستَي روما والقسطنطينيّة لمناسبة الاحتفال بشفيعَيهما، فوصفه بتعبير عن عمق الأواصر الموحِّدة بينهما وعلامة مرئيّة للرّجاء في شركة أكثر عمقًا دائمًا. وذكَّر البابا فرنسيس بأنّ الشّركة الكاملة بين جميع المؤمنين بيسوع المسيح هي التزام بالنّسبة لكلّ مسيحيّ، وأضاف أنّ وحدة الجميع ليست فقط رغبة الله بل هي أيضًا أولويّة عاجلة في عالم اليوم الّذي هو حاجة كبيرة إلى المصالحة والأخوّة والوحدة. وعاد الأب الأقدس في هذا السّياق إلى ما جاء في الوثيقة المجمعيّة الدّستور العقائديّ في الكنيسة Lumen Gentium (نور الأمم) والّذي يصف الكنيسة بـ"العلامة والأداة في الاتّحاد الصّميم بالله ووحدة الجنس البشريّ برمته".

ثمّ توقّف البابا فرنسيس في رسالته إلى البطريرك المسكونيّ عند الاهتمام الّذي تمّ إيلاؤه إلى الأسباب التّاريخيّة واللّاهوتيّة للانقسام، وأشار إلى ضرورة مواصلة هذا البحث المشترك وتطويره بروح حوار صادق وانفتاح متبادل. وواصل أنّ من الضّروريّ من جهة أخرى الاعتراف بأنّ الانقسامات هي نتاج أفعال ومواقف خطيئة تعيق عمل الرّوح القدس الّذي يقود المؤمنين إلى وحدة في التّنوّع المشروع، وأضاف قداسته أنّ فقط النّموّ في قداسة الحياة يمكنه أن يقود إلى وحدة صادقة ودائمة. نحن مدعوّون إذًا، قال البابا فرنسيس، إلى العمل سعيًا إلى استعادة الوحدة بين المسيحيّين لا بمجرّد اتّفاقيّات موقَّعة بل عبر الأمانة إلى رغبة الآب وتمييز تحفيز الرّوح القدس. وتابع متحدّثًا عن الامتنان لله على أن كنائسنا لا تستسلم إلى خبرات الانقسام الماضية والحالية بل تسعى، على العكس، من خلال الصّلاة والمحبّة الأخويّة إلى بلوغ الشّركة الكاملة الّتي ستمَكّننا يومًا ما، بتوقيت الله، أن نجتمع حول المائدة الإفخارستيّة ذاتها.

وتابع البابا فرنسيس مشيرًا إلى أنّه وفي المسيرة نحو هذا الهدف هناك بالفعل الكثير من الجوانب الّتي تعمل فيها الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة المسكونيًة معًا من أجل الخير العامّ للعائلة الإنسانيّة، وذلك من خلال حماية الخليقة والدّفاع عن كرامة كلّ شخص، مكافحة الأشكال الحديثة للعبوديّة، وتعزيز السّلام. ومن بين الجوانب المثمرة بشكل أكبر لهذا التّعاون، قال الأب الأقدس، هناك الحوار بين الأديان. وعاد البابا في حديثه إلى اللّقاء الأخير بينه وبين البطريرك المسكونيّ في إطار ملتقى البحرين للحوار بين الشّرق والغرب من أجل التّعايش الإنسانيّ. وشدّد قداسته على كون الحوار واللّقاء الطّريق الوحيد لتجاوز النّزاعات وكلّ أشكال العنف. وتابع الأب الأقدس مؤكّدًا إيكاله إلى رحمة الله كلّي القدرة مَن فقدوا حياتهم أو جُرحوا خلال الهجوم الأخير الّذي تعرّضت له اسطنبول، كما وأكّد صلاته كي يبدّل الله قلوب مَن يشجّعون ويدعمون مثل هذه الأفعال الشّرّيرة".

ثمّ أنهى البابا فرنسيس مستمطرًا على البطريرك برتلماوس الأوّل "عطيّة السّكينة والفرح"، ثمّ جدّد أفضل التّمنّيات مبادلاً إيّاه عناقًا أخويًّا، عناق سلام في الرّبّ.