البابا فرنسيس يتحدث عن الاحتفال الإفخارستيّ
وقال البابا إنّ القدّاس الإلهيّ "ينقسم إلى جزأين ألا وهما ليتورجيّة الكلمة وليتورجيّة الإفخارستية، وهما مترابطتان مع بعضهما لتشكلا عمل عبادة موحّد"، مؤكّدًا أنّه يبدأ ببعض الطّقوس التّحضيريّة ويُختتم بطقوس أخرى.
وسلّط البابا الضّوء على بعض النّواحي المتعلقة بهذا الاحتفال، التي تشمل كلّ واحدة منها بُعدًا من إنسانيّتنا، فمن المهمّ التّعرّف على هذه العلامات المقدّسة للتّمكّن من عيش القدّاس بالكامل وتذوّق جماله بأسره. وأردف البابا أنّ الاحتفال بالطّقوس التّحضيريّة يبدأ عندما يجتمع الشّعب، بما في ذلك الدّخول والتّحيّة وعمل التّوبة والـ"كرياليسون"، نشيد المجد، والصّلاة الجماعيّة.
وأكمل مؤكّدًا أنّ الهدف من هذه الطّقوس هو أن يشكّل المؤمنون المجتمعون مع بعضهم البعض جماعةً واحدة، ويستمعوا بإيمان إلى كلمة الله ويحتفلوا بالإفخارستيّة، مشيرًا إلى أن الكاهن المحتفل بالقدّاس يتقدّم من المذبح وينحني أمامه، علامةَ تكريم، ويقبّله ويبخّره، مشدّدًا على أهميّة هذه الأفعال لأنّها تعبّر من البدء عن القدّاس كونه لقاء محبّة مع المسيح، الذي قدّم جسده على الصّليب، وأصبح مذبحًا وضحيّة وكاهنًا. وأكد أنّ المذبح، الذي هو علامة للمسيح، هو محورُ عمل النّعم التي تتم من خلال الإفخارستيّة.
ومن ثمّ تحدّث البابا عن إشارة الصّليب، لافتاً إلى أنّ الكاهن وجماعة المؤمنين يرسمون إشارة الصّليب خلال القدّاس، مدركين أن العمل اللّيتورجيّ يتمّ باسم الآب والابن والرّوح القدس. مشيرًا إلى أنّ الصّلاة تتحرّك ضمن فضاء الثّالوث الأقدس، وهو فضاءُ شركة لامتناهية، مصدرُها ونهايتُها حبُّ الله الأوحد والثّالوث، الذي تجلّى لنا ووهب ذاته من أجلنا بشخص يسوع المسيح. وأكمل شارحًا أنّ السّرّ الفصحيّ الخاصّ به هو في الواقع عطيّة الثّالوث والأفخارستيّة التي تنبع دائمًا من قلبه الجريح. وأردف "عندما تقوم جماعة المؤمنين برسم إشارة الصليب فهي لا تتذكّر معموديتَها وحسب إنما تؤكّد على أنّ الصّلاة الليتورجيّة هي اللّقاء مع الله بشخص يسوع المسيح، الذي تجسّد من أجلنا، ومات على الصليب وقام من بين الأموات."
وأوضح البابا فرنسيس "أنّ الكاهن يُلقي التّحية على المؤمنين قائلاً لهم "الرّبّ معكم"، ويجيبونه بالقول "ومع روحك"، وأنّ بداية القدّاس هذه "تشكّل دخولاً إلى "سيمفونية"، تتعالى فيها أصوات مختلفة، وتتخلّلها أيضًا لحظات من الصّمت، بهدف خلق هذا التّناغم بين كلّ المشاركين في الاحتفال، مدركين أن روحًا واحدًا يحرّكهم وأنّهم يسيرون نحو الغاية نفسِها." وأكّد البابا "أنّ تحيّة الكّاهن وجواب الشّعب له يعبّران عن سرّ الكنيسة المجتمعة، وهكذا ينعكس الإيمان المشترك والرّغبة المتبادلة في المكوث مع الرّب وفي عيش الوحدة مع أفراد الجماعة كافة." وأكمل البابا "إنّ "سيمفونية الصّلاة" هذه تشكّل لحظة مؤثّرة للغاية عندما يدعو الكاهن المحتفل الجميع إلى الإقرار بخطاياهم من خلال فعل الندامة. ولا يتوقّف الأمر عند التفكير بالخطايا المرتكبة إذ لا بد أن يُقرّ الإنسان بأنه خاطئ أمام الله والأخوة، بتواضع وصدق، كما فعل العشار في الهيكل."
وفي الختام، ذكّر البابا الحاضرين "بأنّ الإفخارستية تُحضر أمامنا السّرّ الفصحي، ألا وهو عبور المسيح من الموت إلى الحياة، لذا علينا أن نُقرّ بأوضاع الموت الخاصّة بنا لكي نتمكن من القيامة معه والدّخول إلى حياة جديدة، ومن هذا المنطلق لا بدّ أن ندرك أهمية فعل الندامة. "