الفاتيكان
15 تشرين الثاني 2019, 07:30

البابا فرنسيس يدعو إلى الحكمة والعهد والانطلاق

تيلي لوميار/ نورسات
"الحكمة والعهد والانطلاق" ثلاث كلمات دعا البابا فرنسيس الجماعة الأكاديميّة لمعهد صوفيا الجامعيّ إلى الارتكاز عليها في مسيرتهم، وذلك خلال استقبالهم في الفاتيكان أمس.

وللمناسبة توجّه إليهم بكلمة قال فيها نقلاً عن "فاتيكان نيوز": "تفرحني المسيرة الّتي قمتم بها خلال هذه السّنوات الاثني عشر على نشأتكم! سيروا قدمًا لأنّ المسيرة قد بدأت للتّو!

لا تغيبنَّ أبدًا النّقاط المرجعيّة عن المسيرة الّتي تجدونها أمامكم ولاسيّما إلهام موهبة الوحدة الّتي منها ولدت جامعتكم بالإضافة إلى الخطوط الّتي رسمتُها في الدّستور الرّسوليّ "الفرح في الحقيقة" والّتي يجد فيها مشروعكم الأكاديميّ والتّربويّ انعكاسه. كذلك تدخل في هذا السّياق مشاركتكم في التّحضير للعهد التّربويّ الشّامل وتنميته. وبالتّالي سأترك لكم ثلاث كلمات أحثُّكم فيها على الاستمرار بفرح ورؤية وحزم في مسيرتكم وهي: الحكمة والعهد والانطلاق.

الحكمة: جامعتكم تدعى"صوفيا"لأنَّ هدفها قبل كلِّ شيء هو نقل الحكمة وتعليمها لتخصيب جميع العلوم. فالحكمة في الواقع هي نور وجه الله الّذي ينير وجه الإنسان: خدمته وتساؤلاته وآلامه ومصيره. إنَّ الحكمة بالنّسبة لنا نحن المسيحيّين هي يسوع المصلوب والقائم من الموت ولكن نوره يضيء على جميع البشر: جميع الدّيانات والثّقافات وجميع الأعمال الإنسانيّة الحقيقيّة. لذلك نحن مدعوّون لنسير مع الجميع من أجل بناء ثقافة لقاء متناغمة وحقيقيّة.

من هنا تأتي الكلمة الثّانية: العهد. العهد هو نقطة التّحوّل الأساسيّة للخليقة والتّاريخ، كما تعلّمنا كلمة الله: العهد بين الله والبشر، العهد بين الأجيال، العهد بين الشّعوب والثّقافات، العهد في المدرسة بين الأساتذة والتّلاميذ، العدّ بين الإنسان والحيوانات والنّبات وحتّى مع الوقائع الجامدة الّتي تجمّل وتزيّن بيتنا المشترك. إنّ كلَّ شيء يرتبط ببعضه البعض، كلّ شيء قد خُلق ليكون أيقونة حيّة لله الّذي هو ثالوث محبّة! إنّها مهمّة أساسيّة اليوم، وبالتّالي علينا أن نربّي على عيش هذا العهد لا بل علينا أن نكون هذا العهد في جميع هذه الأبعاد: لكي نفتح دروب المستقبل نحو حضارة جديدة تعانق البشريّة والكون في أخوّة شاملة.

وختامًا الكلمة الثّالثة هي الانطلاق. بدون الانطلاق والخروج لا يمكننا أن نجد الحكمة، بدون الانطلاق إلى العهد لا يمكننا أن نبلغ الجميع بواسطة حلقات متراكزة أوسع وأشمل على الدّوام. بالخروج والانطلاق فقط يمكننا أن نلتقي بالوجوه الملموسة للإخوة والأخوات، بجراحهم وطموحاتهم، بتساؤلاتهم وعطاياهم. علينا أن نتعلّم بواسطة القلب والعقل واليدين– كما تقول الرّسالة إلى العبرانيّين– أن "نخرج من المخيّم" (عبرانيّين 13، 13) لكي نلقى هناك في الخارج وجه الله في وجه كلِّ أخ وأخت. 

أيّها الأصدقاء الأعزّاء أشكركم مجدّدًا على التزامكم، وأوكلكم إلى العذراء مريم، كرسيّ الحكمة وأمّ الوحدة، وأبارككم جميعًا وأسألكم أن تصلّوا من أجلي".