الفاتيكان
16 كانون الأول 2019, 15:00

البابا فرنسيس يصلّي مع الجالية الفلبّينيّة في روما

تيلي لوميار/ نورسات
بحضور الجالية الفلبينيّة في روما، ترأّس البابا فرنسيس عصر الأحد، القدّاس الإلهيّ في بازيليك القدّيس بطرس- الفاتيكان.

خلال القدّاس، ألقى البابا عظته أشار فيها إلى أنّ القراءة الأولى من سفر النّبيّ أشعياء تدعو إلى الابتهاج بمجيء الرّبّ الّذي يحمل الخلاص لشعبه، وإلى أنّ الرّبّ يأتي ليفتح أعين العميان وآذان الصمّ، ويشفي البكم والعرج. 

وأكّد البابا في هذا السّياق أنّ "الخلاص مقدّم للجميع، لكن الرّبّ يُبدي حنانًا خاصًّا ومميّزًا للأشخاص الأكثر هشاشة، والأكثر فقرًا في العالم. وإنّ كلمات صاحب المزامير تذكّرنا بأنّ الأشخاص الضّعفاء يستأهلون نظرة محبّة خاصّة من الله، وهؤلاء هم المضطهدون والجياع، والسّجناء، والغرباء، والأيتام والأرامل. إنّهم سكّان الضّواحي الوجوديّة، اليوم وبالأمس".

وتابع الأب الأقدس يقول: "في المسيح يسوع صارت محبّة الله المخلّصة ملموسة "العميان يبصرون والعرج يمشون مشيًا سويًّا، البرص يبرأون والصّمّ يسمعون، الموتى يقومون والفقراء يبشّرون". هذه هي العلامات الّتي ترافق تحقيق ملكوت الله، وهي ليست عبارة عن انتصارات عسكريّة، أو أحكام بحقّ الخطأة، إنّها تحرير من الشّرّ وإعلان للرّحمة والسّلام.

إنّنا نستعدّ في زمن المجيء هذا العام للاحتفال مجدّدًا بسرّ التّجسّد، بـالـ"عمّانوئيل"، الله معنا، الّذي يصنع المعجزات لصالح شعبه، وخصوصًا من أجل الصّغار والضّعفاء. إنّ هذه المعجزات هي في الواقع علامة لحضور ملكوته. وبما أنّ سكّان الضّواحي الوجوديّة ما يزال عددهم كبيرًا، لا بدّ أن نطلب من الرّبّ أن يجدّد معجزة الميلاد كلّ عام، مقدّمًا إيّانا كأدوات لمحبّته الرّحومة حيال الآخِرين".

وحثّ البابا، بحسب "فاتيكان نيوز"، على أهمّيّة الاستعداد بشكل ملائم لانتشار النّعمة، "إنّ هذا الأمر يتطلّب أن نسعى، في زمن المجيء، إلى إيقاظ الانتظار في القلوب، وتكثيف الصّلوات. ولهذا السّبب بالذّات وضمن غنى تنوّع التّقاليد الكنسيّة، أطلقت الكنائس الخاصّة كمًّا متنوّعًا من ممارسات العبادة"، لافتًا إلى "وجود تساعيّة في الفلبّين، منذ قرون، تهدف إلى الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وتُسمّى Simbang-Gabi وتعني هذه الكلمة "قدّاس اللّيل".

وخلال تسعة أيّام يجتمع المؤمنون الفلبينيّون فجرًا في رعاياهم، للمشاركة في احتفال إفخارستيّ خاصّ. وخلال العقود الماضية، وبفضل انتشار المهاجرين الفلبينيّين، تخطّى هذا التّقليد الحدود الوطنيّة ووصل إلى العديد من البلدان الأخرى. ومنذ سنوات طويلة يتمّ الاحتفال بهذا التّقليد الكنسيّ الفلبّينيّ في أبرشيّة روما، ويتمّ اليوم في البازيليك الفاتيكانيّة.

من خلال هذا الاحتفال نريد أن نستعدّ لاستقبال عيد الميلاد المجيد بحسب روح كلمة الله الّتي سمعناها للتّوّ، محافظين على ثباتنا لغاية المجيء النّهائيّ للرّبّ. ولا بدّ أن نلتزم في التّعبير عن محبّة الله وحنانه حيال جميع الأشخاص، لاسيّما تجاه الآخِرين. إنّنا مدعوّون لنكون خميرةً في مجتمع بات عاجزًا عن تذوّق جمال الله واختبار نعمة حضوره.

أيّها الأخوة والأخوات، لقد تركتم أرضكم بحثًا عن مستقبل أفضل، ولديكم اليوم رسالة خاصّة، ألا وهي أن يكون إيمانكم خميرة في الجماعات الرّعويّة الّتي تنتمون إليها اليوم. إنّي أشجّعكم على تكثيف فرص اللّقاء كي تتقاسموا مع الآخرين غناكم الثّقافيّ والرّوحيّ وتغتنوا– في الوقت نفسه– من خبرات الغير.

نحن كلّنا مدعوّون إلى بناء هذه الشّركة في التّنوّع الّذي يشكّل سمةً مميِّزة لملكوت الله، والّذي أطلقه يسوع المسيح، ابن الله الّذي صار إنسانًا. إنّنا مدعوّون جميعًا إلى ممارسة المحبّة حيال سكّان الضّواحي الوجوديّة مستخدمين مواهبنا المتنوّعة، كي نجدّد علامات حضور الملكوت. إنّنا مدعوّون جميعًا لأن نعلن سويًّا الإنجيل، الّذي هو الخبر السّارّ، وذلك بكلّ اللّغات كي نبلغ أكبر عدد ممكن من الأشخاص".

وفي الختام، سأل طفل المغارة أن يبارك الحاضرين، ويمنحهم قوّة الاستمرار في الشّهادة لإيمانهم بفرح.