الفاتيكان
30 تشرين الثاني 2020, 12:50

البابا فرنسيس يصلّي من أجل البلدان الّتي ضربتها الأعاصير

تيلي لوميار/ نورسات
عبّر البابا فرنسيس ظهر الأحد عن قربه من شعوب أميركا الوسطى "الّتي ضربتها أعاصير قويّة"، وبخاصّة من سكّان جزر سان أندريس وبروفيدنسيا وسانتا كاتالينا. وكذلك ساحل المحيط الهادئ لشمال كولومبيا، رافعًا صلاته من أجل جميع البلدان الّتي تعاني من هذه النّكبات.

وقبل صلاة التّبشير الملائكيّ، ألقى البابا كلمة أمام المؤمنين، قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "اليوم، الأحد الأوّل من زمن المجيء، تبدأ سنة ليتورجيّة جديدة. فيها، تطبع الكنيسة مسار الزّمن بالاحتفال بالأحداث الرّئيسيّة لحياة يسوع وتاريخ الخلاص. وبهذه الطّريقة، تنير كأمّ مسيرة حياتنا وتعضدنا في أعمالنا اليوميّة وتوجّهنا نحو اللّقاء النّهائيّ مع المسيح. تدعونا ليتورجيا اليوم لكي نعيش "الزّمن القويّ" والأوّل من السّنة اللّيتورجيّة، زمن المجيء، الّذي يهيّئ لعيد الميلاد، كزمن انتظار وزمن رجاء.
يشير القدّيس بولس إلى موضوع الانتظار، وما هو؟ ظهور الرّبّ. ويدعو الرّسول مسيحيّي كورنتس، ونحن أيضًا، إلى تركيز الانتباه على اللّقاء مع شخص يسوع، الّذي سيأتي في نهاية العالم والّذي يأتي كلّ يوم، لكي نتمكّن بنعمته من صنع الخير في حياتنا وحياة الآخرين. إلهنا هو الإله الّذي يأتي: هو لا يخيب انتظارنا! لقد جاء في مرحلة تاريخيّة معيّنة وصار إنسانًا لكي يأخذ خطايانا على عاتقه؛ وسيأتي في نهاية الزّمان كديّان عالميّ؛ ويأتي كلّ يوم ليزور شعبه، ويزور كلّ رجل وامرأة يستقبله في الكلمة والأسرار المقدّسة وفي الإخوة والأخوات.
نحن نعلم جيّدًا أنّ الحياة مكوّنة من صعود وهبوط، ومن أنوار وظلال. يختبر كلّ فرد منّا لحظات من الإحباط والفشل والخسارة. كذلك، يولّد الوضع الّذي نعيشه، والمطبوع بالوباء، القلق والخوف واليأس لدى الكثيرين؛ ونواجه خطر الوقوع في التّشاؤم والانغلاق واللّامبالاة. فكيف يجب أن نتفاعل مع هذا كلّه؟ يقدّم لنا الجواب مزمور اليوم: "أَنفُسُنَا انتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرسُنَا هُوَ. لِأَنَّهُ بِهِ تَفرَحُ قُلُوبُنَا، لِأَنَّنَا عَلَى اسمِهِ القُدُّوسِ اتَّكَلنَا". إنّ انتظار الرّبّ الواثق يجعلنا نجد الرّاحة والشّجاعة في لحظات الوجود المظلمة. ومن أين تولد هذه الشّجاعة وهذا الرّهان الواثق؟ يولدان من الرّجاء.
إنّ زمن المجيء هو دعوة متواصلة إلى الرّجاء: فهو يذكّرنا بأنّ الله حاضر في التّاريخ ليقوده إلى هدفه النّهائي وإلى ملئه، الّذي هو الرّبّ يسوع المسيح. الله حاضر في تاريخ البشريّة، إنّه "الله معنا"، ويسير إلى جانبنا لكي يعضدنا. إنَّ الرّبّ لا يتركنا أبدًا، بل يرافقنا في أحداث حياتنا لكي يساعدنا على اكتشاف معنى المسيرة، ومعنى الحياة اليوميّة، ولكي يبعث فينا الشّجاعة في التّجارب والألم. في خضمّ عواصف الحياة، يمدّ لنا الله يده على الدّوام ويحرّرنا من كلِّ ما يهدّدنا.
لترافق مريم الكلّيّة القداسة، امرأة الانتظار، خطواتنا في هذه السّنة اللّيتورجيّة الجديدة الّتي نبدأها، ولتساعدنا على إنجاز مهمّة تلاميذ يسوع، الّتي أشار إليها القدّيس بطرس الرّسول، وما هي هذه المهمّة: أن نقدّم دَليلَ ما نحن علَيه مِنَ الرَّجاء".