أميركا
25 كانون الثاني 2019, 13:30

البابا فرنسيس يفتتح اللّقاء العالميّ للشّبيبة ويدعو إلى المحبّة

إفتتح البابا فرنسيس عصر الخميس اليوم العالميّ للشّباب في باناما، في "Campo Santa María La Antigua" ، حيث استقبله رئيس أساقفة باناما المطران خوسي دومينغو أولّوا ميندييتا الّذي رحّب بالبابا فرنسيس قائلاً: "لقد صلّينا كثيرًا من أجل هذه اللّحظة التّاريخيّة"، شاكرًا الأب الأقدس على اختياره باناما وأميركا الوسطى لاستضافة هذا اليوم العالميّ.

 

ثمّ كان تعريف بشفعاء هذه الأيّام وقراءة لإنجيل يوحنّا 2/ 2- 11، قال بعدها البابا كلمة بحسب "فاتيكان نيوز" جاء فيها: "ما أجمل أن نلتقي مجدّدًا! إنّ اليوم العالميّ للشّباب هو مرّة جديدة عيد فرح ورجاء للكنيسة بأسرها، وشهادة إيمان كبيرة للعالم. إنّنا نريد معًا إعادة اكتشاف شباب الكنيسة المتواصل من خلال الانفتاح على عنصرة جديدة"، مذكرًّا بسينودس الأساقفة حول الشّباب مسلّطًا الضّوء على السّير من خلال الإصغاء المتبادل".

وتابع: "إنّ التّلميذ ليس فقط من يصل إلى مكان ما، إنّما من يبدأ بعزم ومن لا يخشى السّير. هذا هو فرحه الكبير: أن يكون في مسيرة... إنّنا نأتي من ثقافات وشعوب متعدّدة ونتكلّم لغات عديدة، وكلّ شعب عاش قصصًا وأوضاعًا مختلفة، غير أنّ لا شيء من هذا كلّه قد حال دون تمكّننا من اللّقاء وفرح أن نكون معًا، لقد قمتم بتضحيات كثيرة لكي تلتقوا وتصبحوا هكذا معلّمي وصانعي ثقافة اللّقاء الّتي تجعلنا نسير معَا. إنّ ثقافة اللّقاء هي نداء ودعوة للتّحلّي بشجاعة أن نبقي حيًّا حلمًا مشتركًا. حلم كبير قادر على إشراك الجميع... حلم اسمه يسوع... حلم يجري في عروقنا ويحرّك قلوبنا كلّ مرة نسمع "أحبُّوا بعضُكم بعضًا. كما أنّ أحببتُكم أحبُّوا أنتم أيضًا بعضُكم بعضًا. إذا أحبَّ بعضُكم بعضًا عرفَ النّاسُ جميعًا أنَّكم تلاميذي".(يوحنّا 13، 34 - 35)

قد نتساءل: ما الّذي يبقينا متّحدين؟ ولماذا نحن متّحدون؟ ما الّذي يدفعنا إلى أن نلتقي؟ اليقين أنّنا أُحببنا بمحبّة عميقة تدفعنا للإجابة بالطّريقة نفسها: بمحبّة. إنّها محبّة المسيح الّتي تأخذُ بمَجامعِ قلبِنا (راجع 2 قورنتس 5، 14). إنّها محبّة الرّبّ، محبّة يوميّة. محبّة تشفي وترفع... أينما وُجدنا، نستطيع دائمًا أن ننظر إلى العلى قائلين: "يا ربّ علّمني أن أُحبّ كما أحببتنا"."

واختتم البابا هذا اللّقاء الأوّل بدون توجيه الشّكر إلى جميع من أعدّوا بحماس كبير هذا اليوم العالميّ للشّباب، خاصًّا بالذّكر رئيس أساقفة باناما ومعاونيه.

وكان البابا قد التقى أساقفة أميركا الوسطة في كنيسة القدّيس فرنسيس الأسيزيّ، وقد تحدّث أمامهم عن القدّيس أوسكار روميرو الّذي شكّلت حياته وتعاليمه "مصدر وحي دائم لكنائسنا ولاسيّما لنا نحن الأساقفة"، متأمّلاً بشعاره الأسقفيّ "الشّعور مع الكنيسة"، هو الّذي "أحبّ الكنيسة كأمّ ولدته في الإيمان فشعر بأنّه عضو وفرد منها". من هنا دعا البابا الأساقفة إلى "الشّعور مع الشّعب الأمين شعب الله الّذي يتألّم ويرجو"، فالشّعور مع الكنيسة "هو أن نعرف أن هويّتنا الكهنوتيّة تولد ويمكن فهمها في ضوء هذا الانتماء الفريد الّذي يكوّننا. وبهذا المعنى أرغب في أن أتذكّر معكم ما كتبه القدّيس إغناطيوس لنا نحن اليسوعيّين: "الفقر هو أمّ وحصن" يلد ويعضد. الفقر هو أمّ وحصن لأنّه يحرس قلبنا لكي لا يسقط في مساومات تضعف الحرّيّة الّتي يدعونا الرّبّ إليها".