البابا فرنسيس يكتب إلى جامعة يوحنّا بولس الثّاني الحبريّة في كراكوف، والمناسبة؟
إنّنا نحتفل اليوم بذكرى حدث تاريخيّ وهو بداية هذه الجامعة الشّابّة نسبيًّا، ونشكر الله على هذا التّراث الّذي يمتدّ لأكثر منذ ستّة قرون وما صاحبه من مكاسب علميّة وتربويّة، وأيضًا الجانب الرّوحانيّ الّذي شكّله مؤسّسو الجامعة وأساتذتها وطلّابها.
إنّ التّاريخ الّذي يُبنى عليه الحاضر اليوم يتمتّع بأهمّيّة كبيرة، إلى جانب كونه تاريخًا ملزِمًا. فزمن اليوم يتطلّب منّا جميعًا ألّا ننسى التّقاليد ولكن أيضًا النّظر برجاء في الوقت عينه إلى المستقبل وصُنع هذا المستقبل."
وبحسب "فاتيكان نيوز"، "ذكّر الأب الأقدس بشعار الجامعة ألا وهو كلمات يسوع "اذهبوا وتلمذوا"، وأيضًا بالوثيقة الخاصّة برسالة هذه الجامعة ومهمّتها، والّتي تؤكّد أنّ نشاطها يكمن في التّأمّل العلميّ حول محتوى الوحي الإلهيّ وذلك باستخدام أساليب بحث كلاسيكيّة ومعاصرة. وتابع قداسة البابا فرنسيس مشيرًا إلى تأكيد البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني على الحاجة الضّروريّة إلى "خدمة الفكر" هذه، والّتي تتّحد عبرها الأوساط الجامعيّة بمهمّة الكنيسة في نشر رسالة المسيح في العالم. ودعا الأب الأقدس بالتّالي إلى قراءة علامات الأزمنة في أمانة لقرون من التّقاليد، وإلى تقبّل التّحدّيات الجديدة بشجاعة من أجل نقل حقيقة الإنجيل بكفاءة إلى الإنسان المعاصر والعالم. وواصل داعيًا إلى أن تكون هذه الجامعة مكانًا لتنشئة أجيال جديدة من المسيحيّين لا فقط عبر الدّراسة العلميّة والبحث عن الحقيقة، بل وأيضًا من خلال الشّهادة الاجتماعيّة لعيش الإيمان. على الجامعة، حسب ما واصل قداسة البابا أن تكون جماعة يمتزج فيها اكتساب المعرفة مع تعزيز احترام كلّ إنسان على أساس محبّة الله الّذي خلقه، ومع الاهتمام بتنشئة القلوب فاتحين إيّاها على ما هو أكثر أهمّيّة، أيّ ما يستمرّ، لا الزّائل.
هذا وتحدّث البابا فرنسيس في رسالته عن أنّ لدى الشّباب أحلامهم وأهدافهم، وعلى جامعة كاثوليكيّة أن تساعدهم على تحقيقها وذلك على أساس الحقيقة والخير والجمال الّتي تعود أصولها إلى الله. وأكّد قداسته في هذا السّياق أنّ "خدمة الفكر" الّتي تقدّمها الجامعة والبحث عن الحقيقة هما ضروريّان اليوم بالنّسبة للكنيسة في بولندا وفي العالم. ودعا إلى السّير قدمًا بحسّ مسؤوليّة، وذلك للتّمتّع بالأمانة لرسالة الجامعة "اذهبوا وتلمذوا."
وفي الختام، أكّد البابا فرنسيس إيكاله في صلاته إلى الله رئيس الكلّيّة وأساتذتها وطلّابها والعاملين فيها، وذلك بشفاعة القدّيسة إدفيج مؤسِّسة كلية اللّاهوت والقدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني، ثمّ منح الجميع البركة الرّسوليّة.