البابا في المقابلة العامّة: "رأيت إيمانًا حيًّا وفرحًا في آسيا وأوقيانوسيا"
الكنيسة أكبر بكثير وأكثر حيويّة!"
قدّم البابا فرنسيس هذا التذكير إبّان مقابلته العامّة يوم الأربعاء في ساحة القدّيس بطرس، مستذكرًا رحلته الرسوليّة الأخيرة إلى إندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقيّة وسنغافورة.
شكر البابا، في كلمته، الله على عطيّة هذه الزيارة، حيث تعجّب من أنّه "التقى بالعديد من الجماعات المسيحيّة الكبيرة والنابضة بالحياة".
أشار الأب الأقدس إلى أنّ البابا بولس السادس، صار، سنة 1970، البابا الأوّل الذي يطير "نحو الشمس المشرقة"، حينما زار الفلبّين وأستراليا على نطاق واسع، بينما توقّف أيضًا في العديد من البلدان الآسيوية وجزر ساموا
وقال البابا: "حاولت أن أحذو حذوه، ولكن مع بضع سنوات أكثر ممّا كان عليه في ذلك الوقت، وقصرْت زيارتي على أربع دول: إندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقيّة وسنغافورة".
وتابع: "أشكر الربّ الذي منحني الفرصة للقيام كبابا مسنّ بما كنت أرغب في القيام به كيسوعيّ شابّ!"
بعد أن أمضى وقتًا مع الجماعات (المسيحيّة) واستمع إلى شهادات الكهنة والراهبات والعلمانيّين وملقّني التعليم المسيحيّ، أشاد البابا بهذه الكنائس التي تنمو "ليس بالتبشير"، "ولكن بالجذب".
أشار الأب الأقدس إلى أنّ المسيحيّين في إندونيسيا يشكّلون حوالى 10٪، والكاثوليك حوالى 3٪، من السكّان.
"لكن ما قابلته هو كنيسة حيّة وديناميكيّة، قادرة على عيش الإنجيل ونقله في ذلك البلد، الذي يتمتّع بثقافة نبيلة للغاية تميل إلى التوفيق بين الاختلافات، وفي الوقت عينه لديه أكبر حضور إسلاميّ في العالم".
وقال إنّ "الإيمان والأخوّة والرحمة" كان شعار زيارة إندونيسيا. من خلال هذه الكلمات، يدخل الإنجيل كلّ يوم، بطريقة ملموسة حياة هؤلاء الناس، ويحتضنهم ويقدّم لهم نعمة يسوع، الذي مات وقام ثانية".
وقال البابا إنّ هذه الكلمات "مثل الجسر" و"مثل النفق الذي يربط كاتدرائيّة جاكرتا بأكبر مسجد في آسيا".
"هناك"، أشاد البابا، "رأيت أنّ الأخوة هي المستقبل"، للعمل من أجل السلام وضدّ الحرب.
وبالانتقال إلى بابوا غينيا الجديدة، قال البابا إنّه وجد هناك "جمال الكنيسة التبشيريّة".
"لقد فرح قلبي لوجودي مع المبشّرين وملقّني التعليم المسيحيّ. وقد تأثّرت لسماع أغاني الشباب وموسيقاهم: رأيت فيها مستقبلًا جديًدا، من دون عنف قبليّ، من دون تبعيّات، من دون استعمار اقتصاديّ أو أيديولوجيّ. مستقبل من الأخوّة والعناية بالبيئة الطبيعيّة الرائعة".
وقال إنّ بابوا غينيا الجديدة يمكن أن تكون "مختبرًا" لهذا النموذج من التنمية المتكاملة، المستوحى من "خميرة" الإنجيل.
وانتقل البابا إلى تيمور الشرقيّة، البلد الأكثر كاثوليكيّة في آسيا، وأقرّ بأنّه، كما فعل البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني، أكّد من جديد العلاقة المثمرة بين الإيمان والثقافة.
قال: "لكن قبل كلّ شيء، أدهشني جمال هؤلاء الناس: شعب تمّ اختباره ولكنّه فرح، شعب حكيم في المعاناة. شعب لا ينجب العديد من الأطفال فحسب، بل يعلّمهم الابتسام".
أخيرًا، تحوّل البابا إلى المركز الاقتصاديّ الحديث للغاية في سنغافورة.
وفي حين أنّ المسيحيّين هناك أقلّيّة، فقد أثنى على أنّهم يشكّلون كنيسة حيّة، ملتزمة بتوليد الانسجام والأخوّة بين مختلف الأعراق والثقافات والأديان.
وأشار إلى أنْ "حتّى في سنغافورة الغنيّة، هناك "الصغار" الذين يتبعون الإنجيل ويصبحون ملحًا ونورًا، وشهودًا على رجاءٍ أكبر من ذلك الذي يمكن أن تضمنه المكاسب الاقتصاديّة".
واختتم الأب الأقدس كلمته بشكر الله على هذه المسيرة ومدّ بركته الرسوليّة إلى الذين زارهم جميعهم.