الفاتيكان
07 آذار 2024, 13:40

البابا: لا يمكننا مساعدة الآخرين على تحمل أعبائهم ما لم نتحمّلها بأنفسنا

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس صباح اليوم في الفاتيكان المشاركين في أعمال الجمعيّة العامّة للّجنة الحبريّة المعنيّة بحماية القاصرين. وللمناسبة، وجّه البابا كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"لقد كرّس العديد منكم حياتهم لرعاية ضحايا الانتهاكات، وهي دعوة شجاعة تنبع من قلب الكنيسة وتساعدها على التّطهير والنّموّ. وذكّر بأنّه طلب من اللّجنة الحبريّة التّركيز على المساعدة في جعل الكنيسة مكانًا آمنًا بشكل متزايد للقاصرين والبالغين الضّعفاء. وشجع الحاضرين على الاستمرار في هذه الخدمة بروح الفريق، وبناء الجسور والشّبكات التي يمكن أن تجعل رعايتهم للآخرين أكثر فعالية.

لقد كرّستم الكثير من الوقت والجهد لاستكمال التّقرير السّنويّ حول سياسات وإجراءات الحماية في الكنيسة، وينبغي ألّا تكون هذه مجرّد وثيقة، بل لا بدّ أن تساعدنا على تقدير العمل الذي لا يزال أمامنا. في مواجهة فضيحة الانتهاكات ومعاناة الضّحايا، قد نشعر بالإحباط، لأنّ التّحدّي المتمثّل في استعادة نسيج الحياة المحطمة وشفاء الألم هائل ومعقّد. مع ذلك، يجب ألّا يتضاءل التزامنا، بل عليه أن يكون أكثر فعالية". وشجع "على المضي قدمًا كي تكون الكنيسة، دائمًا وفي كلّ مكان، مكانًا يشعر فيه الجميع بأنهم في بيتهم ويُعامل فيه كلّ شخص على أنّه مقدّس".

ولفت إلى أنّ "القيام بهذه الخدمة بشكل جيد، يقتضي أن نجعل مشاعر المسيح خاصة بنا: رحمته، وطريقته في لمس جراح البشريّة، وقلبه المثقوب بمحبّته لنا. يسوع هو الذي اقترب منّا، وفي جسده كسر الله الآب كلّ حواجز، وهكذا أظهر أنّه قريب منّا في كلّ احتياجاتنا واهتماماتنا. في يسوع، أخذ الله آلامنا على عاتقه وحمل جراحنا. ومن هذا المنطلق لا يمكننا مساعدة الآخرين على تحمل أعبائهم ما لم نتحمّلها بأنفسنا، ما لم نظهر قربًا وتعاطفًا حقيقيّين.

في خدمتنا الكنسيّة لحماية القاصرين، نعلم أنّ القرب من ضحايا الانتهاكات ليس مفهومًا مجرّدًا بل هو واقع ملموس يتألّف من الإصغاء والتّدخّل والوقاية والمساعدة. إنّنا جميعًا، ولاسيّما السّلطات الكنسيّة، مدعوّون إلى الاعتراف مباشرة بتبعات الانتهاكات، وإلى التّأثر العميق بمعاناة الضّحايا، والإصغاء مباشرة إلى أصواتهم وإظهار التّقارب القادر، من خلال قرارات عمليّة، على أن يرفعهم ويساعدهم ويمهّد مستقبلًا مختلفًا للجميع.

شكرًا لكم على كلّ ما تقومون به لمرافقة الضّحايا والنّاجين. يتمّ تنفيذ الكثير من هذه الخدمة بشكل سرّيّ احترامًا للخصوصيّات، لكن ينبغي أن تصبح ثمار الخدمة مرئية، ولا بد أن يعرف النّاس ويروا كيف ترافقون الكنائس المحلّيّة في خدمتها لحماية القاصرين، كما أن قربكم سيعزز دور السّلطات الكنسيّة المحلّيّة من أجل تبادل أفضل للممارسات والتّحقق من اتّخاذ التّدابير المناسبة.

أعلم أنّ خدمتكم للكنائس المحلّيّة تأتي بثمار كثيرة، ويشجعني أن أرى مبادرة Memorare تتبلور، بالتّعاون مع الكنائس في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، وهذه طريقة ملموسة جدًّا للجنة كي تظهر قربها من قيادات هذه الكنائس بينما تعملون على تعزيز الجهود الحاليّة للوقاية، ومع مرور الوقت سيخلق ذلك شبكة تضامن مع الضّحايا وأولئك الذين يروجون لحقوقهم، لاسيّما عندما تكون الموارد والخبرات محدودة."

وشدّد البابا في الختام على "أهميّة متابعة السّير في الاتجاه الصّحيح، حتّى تستمرّ الكنيسة في الالتزام الكامل بمنع الانتهاكات وإدانتها بحزم وتوفير الرّعاية الرّحيمة للضّحايا والالتزام المستمرّ بأن تكون مكانًا مضيافًا وآمنًا".