الفاتيكان
17 حزيران 2025, 08:45

البابا للشّباب: كونوا نور الرّجاء في عالم اليوم!

تيلي لوميار/ نورسات
في فترات العزلة والمصاعب، سواء في العائلة أم في عالم اليوم، دعا البابا لاون الرّابع عشر الشّباب إلى النّظر داخل قلبهم وإدراك أنّ الله حاضر بأشكال مختلفة كثيرة، مذكّرًا بأنّ "الله يستمرّ بسخاء في غمرنا بمحبّته بينما لا نفعل نحن شيئًا لنستحقّها، وبمنحنا محبّته فإنّه يطلب منّا أن نتقاسم ما وَهَبَنا مع الآخرين بسخاء"، وبأنّه يريدنا أن نكونون "نور الرّجاء في عالم اليوم".

كلام البابا جاء في رسالة مصوّرة وجّهها إلى شباب شيكاغو والعالم كلّه في إطار مبادرة أبرشيّة شيكاغو للاحتفال بانتخابه حبرًا أعظم، فتوجّه إلى كلّ واحد بينهم قائلًا بحسب "فاتيكان نيوز": "الله يمدّ لك يديه، ويدعوك إلى معرفة ابنه يسوع المسيح من خلال الكتاب المقدّس أو ربّما من خلال صديق أو قريب أو الجدّ"، مشدّدًا على "أهمّيّة هذه النّظرة إلى أعماق القلب لاكتشاف أهمّيّة أن يتنبّه كلُّ منّا إلى حضور الله في قلوبنا، إلى هذا التّطلّع إلى المحبّة في حياتنا، وإلى بحث صادق للوصول إلى الطّريقة الّتي يمكننا بها أن نفعل شيئًا لخدمة الآخرين بحياتنا".

وواصل: "إنّ في خدمتنا هذه للآخرين يمكننا من خلال كوننا مع الآخرين في صداقة وبناء جماعة أن نعثر نحن أيضًا على معنى حقيقيّ لحياتنا. فإنّ أشخاصًا كثيرين ممّن يعانون من القلق أو الوحدة أو خبرات اكتئاب وحزن قد يكتشفون هكذا أنّ محبّة الله هي مداواة حقيقيّة تحمل الرّجاء، وأنّ الكون معًا كأصدقاء، كأخوة وأخوات في الجماعة أو الأبرشيّة، هو خبرة عيش مشترك لإيماننا، ويمكننا اكتشاف أنّ نعمة الرّبّ ومحبّته يمكنهما مداواتنا بالفعل ومنحنا ما نحن في حاجة إليه من قوّة، أن يكونا ينبوع الرّجاء الّذي نحتاج إليه جميعنا في حياتنا." 

وشدّد البابا على أنّ "تقاسم رسالة الرّجاء هذه أحدنا مع الآخر، في قرب وخدمة وبحث عن طرق لجعل عالمنا مكانًا أفضل، يهب حياة حقيقيّة لنا جميعًا وهو علامة رجاء للعالم كلّه."

ووصف البابا الشّباب بـ"وعد رجاء لكثيرين منّا"، إذ أنّ العالم يقول لهم: "نحن في حاجة إليكم، نريد أن تكونوا معنا ككنيسة وكمجتمع في هذه الرّسالة المشتركة لإعلان رسالة رجاء حقيقيّ وتعزيز السّلام والتّناغم بين الشّعوب".

وحثّ الأب الأقدس على ضرورة النّظر إلى ما هو أبعد من تصرّفاتنا الفردانيّة، والبحث عن طرق لنكون معًا ونعزّز رسالة رجاء، فـ"باتّحادهم كجماعة إيمان للاحتفال في الأبرشية وتقديم خبرة الفرح والرّجاء يمكنهم اكتشاف أنّهم هم أيضًا فنارات رجاء، وأنّ هذا النّور سيكبر وسيصبح أكثر بريقًا كلّما كبرنا في الوحدة والشّركة، هذا النّور هو إيماننا بيسوع المسيح."

وأنهى رسالته قائلًا: "حين أرى كلّ واحد منكم وأراكم جميعكم، حين أرى كيف يتجمّع الأشخاص للاحتفال بإيمانهم أكتشف أنا أيضًا كم هناك رجاء كثير في العالم. إنّ المسيح رجاؤنا وفي هذا اليوبيل، في سنة الرّجاء هذه، يدعونا جميعًا إلى أن نكون معًا لنكون ذلك المَثل الحيّ الحقيقيّ: نور الرّجاء في عالم اليوم".