البابا للعاملين الصّحّيّين: كونوا حرّاسًا للحياة البشريّة خصوصًا في مراحلها الأكثر هشاشة وضعفًا
وفي سطور الرّسالة، لفت البابا إلى "الثّورة الرّقميّة الّتي باتت تلعب دورًا مركزيًّا وتصقل ما سمّاه البابا الرّاحل فرنسيس بالتّغيير التّاريخيّ"، محذّرًا من خطر "ألّا ننظر إلى أوجه الأشخاص من حولنا، وألّا نتمتّع بكلّ ما هو إنسانيّ حقًّا".
وهنا، لفت الأب الأقدس إلى أنّه وبالرّغم ممّا يحمله التّطوّر التّكنولوجيّ من فوائد بشريّة، لاسيّما في مجال الطّبّ والصّحّة، "لا بد أن يبقى الخير العامّ والكرامة البشريّة في طليعة الأولويّات بالنّسبة للجميع، بالنّسبة للأفراد والمؤسّسات على حدّ سواء" بغية تحقيق التّقدّم الحقيقيّ والأصيل.
وأضاف أنّه من المهمّ "ألّا ننسى أبدًا أنّ الكرامة البشريّة تتأتّى من كون الإنسان موجودًا لأنّ الله خلقه وأحبّه. لذا فإنّ للعاملين في القطاع الصّحّيّ دعوة ومسؤوليّة أن يكونوا حرّاسًا للحياة البشريّة وأن يخدموها، خصوصًا في مراحلها الأكثر هشاشة وضعفًا. وهذا المبدأ ينطبق أيضًا على المسؤولين عن استخدام الذّكاء الاصطناعيّ في هذا المجال". وأكّد أنّ "مهنة الطّبّ لا تتطلّب الخبرات الضّروريّة وحسب، بل تحتاج إلى القدرة على التّواصل مع الآخرين وعلى القرب منهم"، محذّرًا من مغبّة أن تقتصر هذه المهنة على حلّ المشاكل وحسب.
وخلص البابا إلى الدّعوة إلى "أن يسعى الذّكاء الاصطناعيّ، كي يوضع فعلًا في خدمة الكرامة البشريّة، إلى تعزيز العلاقات بين الأشخاص، فضلًا عن الرّعاية الصّحّيّة المطلوبة"، وإلى تخطّي المصالح الاقتصاديّة كما إلى تعاون واسع النّطاق بين الأطراف كافّة، في حقل الطّبّ كما في الحقل السّياسيّ، تتخطّى الحدود الوطنيّة".
