أوروبا
07 آب 2023, 11:15

البابا لمليون ونصف مليون شابّ وشابّة: لا تخافوا، فالفشل يكون فشلاً عندما لا يجد الإنسان القوّة على النّهوض

تيلي لوميار/ نورسات
أمام ميلون ونصف مليون شابّ وشابّة وقف البابا فرنسيس قائلاً: "لا تخافوا، فالفشل يكون فشلاً عندما لا يجد الإنسان القوّة على النّهوض"، خلال أمسية صلاة أقيمت السّبت مساءً لمناسبة اليوم العالميّ للشّبيبة، في حديقة تيجو- لشبونة، دعاهم فيها إلى السّير قدمًا في الحياة.

كلمات البابا جاءت في خطاب أخذ شكل حوار، إذ وبحسب "فاتيكان نيوز"، "طرح فرنسيس على الحاضرين أسئلة اقتضت منهم الأجوبة. وقد شرح الحبر الأعظم المعنى العميق للعمل الّذي قامت به مريم، الّتي نهضت وتوجّهت مسرعة عند نسيبتها أليصابات، مع أنّها كانت قد تلقّت للتّوّ بشارة الملاك. ولفت البابا إلى أنّ العذراء، وعوضًا عن التّفكير بنفسها، فكّرت بالشّخص الآخر، فكّرت بنسيبتها لأنّ الفرح هو إرساليّ، ليس خاصًّا بنا بل يهدف إلى حمل شيء ما للآخرين.

شاء فرنسيس أن يتوقّف عند هذه الفكرة أكثر من مرّة طالبًا من الشّبّان أن يكرّروا القول إنّهم عازمون على حمل الفرح للآخرين، متذكّرين أنّ الآخرين أيضًا جهّزونا كي نناله. إنّهم الأشخاص الّذين حملوا النّور إلى حياتنا: الوالدون، الأجداد، الأصدقاء، الكهنة، الرّهبان، معلّمو الدّين، والمدرّسون. وطلب البابا من الحاضرين أن يقفوا دقيقة صمت يتذكّرون خلالها هؤلاء الأشخاص. وقال إنّ هؤلاء هم جذور الفرح، لأنّ الفرح الواجب نقله لا ينبغي أن يكون عابرًا أو مؤقّتًا، بل يجب أن يمدّ الجذور، وهذا الأمر لا يتحقّق داخل جدران المكتبة إذ لا بدّ من السّعي إليه واكتشافه في الحوار مع الآخرين.

بعدها سأل البابا الشّبّان والشّابّات المشاركين في أمسية الصّلاة ما إذا كانوا قد شعروا بالتّعب في بعض الأحيان، وقال إنّ الإنسان قد يشعر أحيانًا بالرّغبة في الاستسلام والتّوقّف عن السّير قدمًا، ويسقط أرضًا. بيد أنّ الفشل في الحياة ليس النّهاية. من المهمّ ألّا يبقى الإنسان أرضًا، وألّا يقفل الباب أمام الأمل في الحياة. وفي هذه الحالة ينبغي أن يُساعد الشّخص الّذي سقط كي يتمكّن من النّهوض. وهي جملة كرّرها البابا أكثر من مرّة وطلب من الحاضرين أن يتأمّلوا فيها وسط التّصفيق. وقال إنّ الطّريقة الوحيدة الّتي يمكن أن ننظر فيها إلى شخص ما من الأعلى إلى الأسفل، هي عندما نساعده على النّهوض.

هذا ثمّ لفت الحبر الأعظم إلى أنّ هذا الأمر يحتاج إلى التّمرين، تمامًا كلاعب الكرة الّذي يتمرّن على تسديد الأهداف. وقال إنّه لا توجد دورات دراسيّة تعلّمنا السّير في الحياة. إنّنا نتعلّم ذلك من والدينا، من أجدادنا وأصدقائنا الّذين يمسكون بيدنا. من هنا دعا البابا الحاضرين إلى وضع هدف لمسيرتهم، وإلى التّمرين كلّ يوم من أيّام حياتهم، لأنّه لا يوجد شيء مجّانيّ، فلكلّ شيء ثمنه، باستثناء محبّة يسوع، الّتي هي مجّانيّة. من هذا المنطلق شجّع البابا فرنسيس الشّبّان والشّابّات على السّير قدمًا والنّظر إلى الجذور بلا خوف."

القسم الأوّل من أمسية الصّلاة بدأ بعرض موسيقيّ ولوحات راقصة روت قصّة شابّة تركت الله يحاكيها، وقد بدّل هذا الاختبار حياتها، وترك أثرًا لدى جميع الأشخاص الّذين التقت بهم. وقد تخلّلت العرض الفنّيّ شهادتان إحداهما لكاهن تحدّث عن التزامه في حمل الفرح للآخرين ومساعدتهم على إيجاد المسيح، وروى أنّه تعرّض لحادث سير خطير نجا منه بأعجوبة وجعله يدرك المعنى العميق للحياة، فأصبح كاهنًا. أمّا الشّهادة الثّانية فكانت لشابّة جاءت من الموزمبيق، من منطقة كابو ديل غادو، الّتي تشكّل منذ خمس سنوات مسرحًا لأعمال عنف تمارسها مجموعات مسلّحة متطرّفة. وقالت إنّها "بعد أن فقدت والدها اضطرّت للهرب من الإرهابيّين مع والدتها وشقيقاتها الثّلاث، وقد صلّين كثيرًا، ولم يفقدن الإيمان، وطلبن من الله أن يساعدهنّ على إلغاء الشّرّ من العالم وصلّين كي يتبدّل الأشخاص المسؤولون عن هذه الحرب". وإختتمت بالقول: إنّنا، وعلى الرّغم من الآلام الكثيرة، لم نفقد قطّ الأمل بأنّنا سنتمكّن يومًا ما من بناء حياتنا مجدّدًا."