الفاتيكان
29 نيسان 2024, 13:10

البابا من البندقيّة: "العالم بحاجةّ إلى فنّانين"

تيلي لوميار/ نورسات
في إطار زيارته سجن جيوديكا للنساء في البندقيّة، ولقائه فنّاني جناح الكرسيّ الرسوليّ في البنالي للفنون، دعا البابا فرنسيس الجميع إلى تخيّل عالمٍ حيث لا أحد يُعتبر غريبًا

 

 "العالم بحاجةّ إلى فنّانين". تلك أتت كلمة البابا فرنسيس عندما التقى بمجموعةٍ من الفنّانين الذين يعرض الكرسي الرسوليّ أعمالهم في جناحه ضمن بينالي البندقيّة للفنون وقد وضعَ جناحه تحت عنوان "بِعينيّ"، وفق ما جاء في "أخبار الفاتيكان".  

تمّ اللقاء في كنيسة المجدليّة في سجن جيوديكا للنساء وهناك امتدح الأب الأقدس الفنّانين على قدرتهم أن يروا أبعد من حدود عالمنا وشكَرَهم على ما هم وعلى ما يفعلون.  

ومع ما يحمله من دفء المحبّة في قلبه، قال لهم "بالقرب منكم لا أشعر أنّني غريب، بل أشعر أنّني في بيتي". وأشار إلى أنّ هذا الإحساس ينطبق على البشر كلّهم لأنّ "الفنّ له مكانة - المدينة الملجأ، المدينة التي تشذّ عن قاعدة العنف، والتمييز لخلق أشكالٍ من الانتماء البشريّ القادر على الاعتراف بكلّ أحد، وضمّه، وحمايته، واحتضانه، بدءًا من الأصغر في المجتمع."  

ثمّ دعا الأب الأقدس الفنّانين إلى تخيّل مدنٍ "لم تُرسم بعد على الخرائط"، حيث "لا يُعتبر أيّ إنسانٍ غريبًا".  

وتمنّى لو أنّ الفنون تبني شبكةً من المدن الملاجئ التي تساهم في تخليص العالم من المتناقضات الفارغة التي تتغذّى من العنصريّة وكراهية الأجانب وعدم المساواة وعدم التوازن البيئيّ والخوف من الفقراء. وخلفيّة هذه كلّها، رفضُ الآخر، خلفها كلّها الأنانيّة التي تجعلنا نتصرّف كجُزُرٍ منعزلة بدل أن نكون أرخبيلاتٍ متعاونة.  

ثمّ ركّز البابا بعض الشيء على موضوع جناح الكرسي الرسوليّ "بعينيّ"، قال "نحتاج جميعنا إلى أن يُنظر إلينا، وإلى أن نتمتّع بالشجاعة لأن ننظر إلى ذواتنا وقد علّمنا يسوع ذلك: "فهو ينظر إلى كلّ أحد بكثافة الحبّ الذي لا يدين، بل يعرف كيف يدنو من الشخص ويشجّعه."  

الفنّ لا "يسعى إلى التملّك، ولا إلى تَشْييء الآخر، ولا هو غير مبالٍ أو سطحيّ. الفنّ يربّينا على النظرة المُتأمِّلة".  

ختم البابا فرنسيس كلمته بالقول "إنّ الفنّانين هم جزءٌ من العالم، لكنّهم مدعوّون إلى أن يذهبوا أبعد منه"، وأعرب عن أمله في أن يساعدنا الفنّ المعاصر أيضًا في تقدير مساهمة المرأة في البشريّة