البابا: نحن حرّاس للخليقة ولسنا متنافسين على غنائمها
وقال البابا في رسالته هذه6 بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد اخترتم الرّجاء والعمل بدلًا من اليأس، وبنيتم جماعة عالميّة تعمل معًا. لقد حقّق هذا الأمر تقدّمًا، ولكنّه ليس كافيًا. وبالتّالي يجب تجديد الرّجاء والعزيمة، ليس فقط بالكلمات والتّطلّعات، وإنّما أيضًا بالإجراءات الملموسة.
إنَّ الخليقة تصرخ في الفيضانات والجفاف والعواصف والحرارة الّتي لا ترحم. وواحد من كلّ ثلاثة أشخاص يعيشون في ضعف شديد بسبب هذه التّغيّرات المناخيّة. بالنّسبة لهم، لا يمثّل تغيّر المناخ تهديدًا بعيدًا، وتجاهل هؤلاء الأشخاص هو إنكار لإنسانيّتنا المشتركة. لا يزال هناك وقت للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالميّة أقلّ من ١٫٥، ولكن النّافذة الزّمنيّة آخذة في الإغلاق. كحرّاس لخليقة الله، نحن مدعوّون للتّحرّك بسرعة، بإيمان ونبوّة، لحماية الهبة الّتي ائتمننا الله عليها.
لقد قدّم اتّفاق باريس تقدّمًا حقيقيًّا ولا يزال أقوى أداة لدينا لحماية النّاس والكوكب. ولكن يجب أن نكون صادقين: ليس الاتّفاق هو الّذي يفشل، وإنّما نحن نفشل في استجابتنا. ما يفشل هو الإرادة السّياسيّة للبعض. إنَّ القيادة الحقيقيّة تعني الخدمة، والدّعم على نطاق يحدث فرقًا حقيقيًّا. والإجراءات المناخيّة الأقوى ستخلق أنظمة اقتصاديّة أقوى وأكثر عدلًا. والإجراءات والسّياسات المناخيّة القويّة، كلاهما، هو استثمار في عالم أكثر عدلًا واستقرارًا.
نحن نسير جنبًا إلى جنب مع العلماء والقادة والرّعاة من كلّ أمّة وعقيدة. نحن حرّاس للخليقة، ولسنا متنافسين على غنائمها. لنرسل معًا إشارة عالميّة واضحة: دول تقف بتضامن لا يتزعزع خلف اتّفاق باريس وخلف التّعاون المناخيّ. ولنتذكّر متحف الأمازون هذا على أنّه المساحة الّتي اختارت فيها البشريّة التّعاون على الانقسام والإنكار. ليُبارك الله جهودكم جميعًا لمواصلة رعاية خليقة الله. باسم الآب والابن والرّوح القدس. آمين."
