الفاتيكان
23 أيلول 2022, 13:50

البابا يتحدّث عن واجبات رعاة الكنيسة

تيلي لوميار/ نورسات
كتاب جديد كتب توطئته البابا فرنسيس قد أبصر النّور قبل أيّام. عنوانه: "رعاة في الدّاخل: الكنيسة والمجتمع والشّخص"، كاتبه: الرّئيس السّابق لمجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال أنجيلو بانياسكو، إصدار: دار النّشر San Paolo Edizioni.

في سطور التّوطئة، عبّر البابا فرنسيس عن سروره لما يحتويه الكتاب من "درس" بشأن الولاية الثّانية الّتي أمضاها الكاردينال الكاتب كرئيس لمجلس أساقفة إيطاليا، والّذي يتطرّق إلى مجموعة من المسائل كالتّربية والعائلة والفقر والسّياسة، محاولاً إعادتها إلى مبدئها الأساسيّ: إعلان الرّبّ يسوع.

وفي هذا السّياق، وبحسب "فاتيكان نيوز"، قال الأب الأقدس: "إزاء التّحوّل الأنتروبولوجيّ الّذي نشهده اليوم، والّذي لا يتعلّق فقط بالسّياق الأوروبيّ بل بالعالم كلّه، تكمن الدّرب الواجب اتّباعها في التّربية على الإيمان من أجل إعادة اكتشاف مفهوم الشّخص انطلاقًا من سرّ المسيح.

بعدها اعتبر فرنسيس أنّ مطالعة صفحات الكتاب تساعد القارئ على إعادة النّظر في القضايا الآنيّة والتّعرّف عليها من وجهة نظر الرّاعي. وذكّر البابا بأنّ الرّاعي هو الشّخص المدعوّ قبل كلّ شيء إلى خدمة الأخوة والأخوات في الرّبّ، مدركًا أنّ حياته لا تنتمي إليه لأنّه وهبها إلى الله، الآب المحبّ والسّخيّ والرّحوم. وشدّد الحبر الأعظم على أنّ الرّاعي مدعوّ أيضًا إلى إظهار الرّحمة الإلهيّة كي تتألّق الحقيقة كخير عامّ، لافتًا إلى أنّ الحقيقة تحرّر والرّحمة تشفي. كما يتعيّن على الرّاعي أن يُعلن كلمة الله، ويجسّدها في الحياة الكنسيّة والشّخصيّة.

هذا ثمّ أشار البابا إلى أنّ مسيرة تبنّي الإنجيل تقود إلى فرح القلب، فرح التّعمّق في سرّ الله من خلال قول كلمة "نعم" للحياة. وفي هذا الإعلان والمسيرة الّتي تليه يكمن فرح الرّعاة الّذين تفوح منهم رائحة الخراف؛ رعاة يعيشون وسط خرافهم، ويكونون أيضًا صيّادي بشر. والرّاعي في الدّاخل، كما جاء في عنوان الكتاب، هو من يعيش داخل حياة الأشخاص والجماعات والبلاد، وداخل نظرة الشّخص الجريح والمهمّش، ومن ينظر إلى المستقبل محاولاً العيش مع الآخرين ومن أجل الآخرين. هكذا يكون الرّاعي داخل الشّعب وداخل الكنيسة.

وأضاف البابا في توطئة الكتاب أنّ الكاردينال بانياسكو تمكّن من أن يُظهر الكنيسة كجسم حيّ، لا كمنظّمة بيروقراطيّة كما يسعى أن يجعلها البعض. ومع أنّنا نعيش في أزمنة صعبة ثمّة الفرح الّذي لا ينضب وهو الفرح النّابع من الإنجيل. وأضاف أنّ المجلّد يسلّط الضّوء أيضًا على الطّريقة الّتي ينبغي أن يعيش فيها الرّاعي خدمته الكنسيّة، إذ لا بدّ ألّا يهمّش أحدًا، ويجب أن يذهب لملاقاة كلّ شخص باندفاع وسخاء، تحرّكه رأفة الآب الرّحوم. وذكّر البابا هنا بما كتبته القدّيسة تيريزا الطّفل يسوع "المحبّة وحدها قادرة على جعل أعضاء الكنيسة تتحرّك، إذا انطفأت شعلة المحبّة توقّف الرّسل عن إعلان الإنجيل ورفض الشّهداء أن يذرفوا دماءهم".

وفي ختام توطئته، شكر البابا الكاردينال بانياسكو على الخدمة الّتي قدّمها للكنيسة ولإيطاليا، مشيرًا إلى أنّ "هذا العمل ليس موجّهًا فقط للأساقفة ومعاونيهم، بل إلى العلمانيّين داخل الجماعات المسيحيّة، والأشخاص الّذين يشعرون أنّهم بعيدون، كي يجدوا تأمّلات تحفّزهم على التّفكير وتساعدهم على العيش وسط هذه الأزمنة الّتي نمرّ بها".