البابا يدعونا لنعيش "كأصدقاء للرّبّ"
وتابع الأب الأقدس يقول نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان": "وهذه الدّعوة عينها قد نالها الرّسل. جميعنا نحن المسيحيّين قد نلنا هذه العطيّة: الانفتاح والوصول إلى قلب يسوع والصّداقة معه. لقد نلنا بالقرعة عطيّة صداقته ونصيبنا هو أن نكون أصدقاءه. إنّها عطيّة يحفظها الرّبّ على الدّوام وهو أمين لها. لكن غالبًا ما لا نكون أمناء معه ونبتعد عنه بخطايانا ونزواتنا ولكنّه أمين لصداقته، وبالتّالي وكما يذكّرنا إنجيل اليوم الّذي تقدّمه لنا اللّيتورجيّة من القدّيس يوحنّا يقول لنا يسوع "لا أَدعوكم عَبيدًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي"، وهو أمين لكلمته حتّى النّهاية، حتّى يهوذا هو صديقه والكلمة الأخيرة الّتي وجّهها له لم تكن "إليك عنّي". يسوع هو صديقنا. ويهوذا، كما يقول بطرس في القراءة الأولى قد اختار مصيره الجديد واختاره بحرّيّة وابتعد عن يسوع: "كانَ لا بُدَّ أَن تَتِمَّ آيةُ الكِتابِ الَّتي قالَها الرُّوحُ القُدُسُ مِن قَبْلُ بِلِسانِ داود، على يَهوذا الَّذي أَمْسى دَليلاً لِلَّذينَ قَبَضوا على يسوع. فقَد كانَ واحِدًا مِنَّا ونالَ نصيبه في هذه الخدمة"؛ وبالتّالي فالإلحاد هو الابتعاد عن يسوع. ويصبح الصّديق عدوًّا أو غير مبالٍ أو حتّى خائنًا.
كما تخبرنا القراءة الأولى من أعمال الرّسل اقتَرع الرّسل فوَقَعَتِ القُرعَةُ على مَتِّيَّا، فضُمَّ إِلى الرُّسُل الأَحَدَ عَشَر، ليخلف يهوذا ويكون معهم شاهدًا لقيامة يسوع؛ شاهد لعطيّة الحبّ هذه. إنّ الصّديق هو الّذي يتقاسم المرء أسراره معه، ويسوع قد قال: "فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي"، وبالتّالي فهذه الصّداقة الّتي نلناها كنصيب هي تمامًا كتلك الّتي نالها يهوذا ومتيّا.
لنفكّر بهذا الأمر، هو لا يرفض هذه العطيّة ولا يرفضنا، بل ينتظرنا حتّى النّهاية، وعندما نسقط بسبب ضعفنا نبتعد عنه ولكنّه ينتظرنا ويقول لنا على الدّوام: "يا صديقي أنا أنتظرك. ماذا تريد يا صديقي؟ لماذا تسلِّمني بقبلة يا صديقي؟". هو أمين في الصّداقة وعلينا أن نطلب منه نعمة الثّبات في محبّته وفي صداقته، في تلك الصّداقة الّتي نلناها كعطيّة ونصيب منه".