أميركا
27 كانون الثاني 2019, 12:00

البابا يكرّس مذبح كاتدرائيّة وبازيليكSanta Maria La Antigua

توجّه البابا فرنسيس السّبت إلى كاتدرائيّة وبازيليكSanta Maria La Antigua ، في العاصمة باناما، والتي يعود تاريخ تشييدها إلى بداية القرن السّابع عشر؛ حيث احتفل بالقدّاس وقام برتبة تكريس المذبح الجديد، بحضور حشد غفير من الكهنة والمكرّسين والعلمانيّين المنتمين إلى مختلف الحركات الكنسيّة. وبعد الإنجيل، ألقى فرنسيس عظةً جاء فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"في لقاء الرّبّ يسوع بالمرأة السّامريّة، إنّ الرّب كان قد تعب من المشي وجلس عند البئر ليرتاح ويروي عطشه. وقد اختبر التّلاميذُ بأنفسهم جهوزيّة الرّبّ وتفانيه من أجل حمل البشرى السّارّة إلى الفقراء وتضميد جراح القلب وإعلان الحريّة للأسرى. وهذه الأوضاع تتطلّب جهدًا كبيرًا. إنّ العديد من الأشخاص اليوم يشاركون الرّبّ تعبَه ومشقاته، وهذا الأمر ينطبق بشكل رئيسيّ على الأشخاص المكرّسين والكهنة والحركات الكنسيّة، الذين يعملون لساعات طويلة ولا يجدون الوقت لتناول الطّعام والاستراحة، وهذا الأمر يُنهك القلب.

 

من المستحيل أن نعانق كلّ الأوضاع التي تفتّت حياة المكرّسين، لكنّنا نشعر بالحاجة الملحّة لإيجاد بئر نروي منها عطشنا وحيث نرتاح من مشقّة السّفر. إنّنا بحاجة إلى بئر ننطلق منها من جديد.

 

وهذا التّعب الذي قد تشعر به جماعتنا، لا يمتّ بصلة إلى تعب الرّبّ، لأنّه يمكن أن نُطلق على هذا التّعب اسم "تعب الرّجاء"، التّعب الذي نواجه فيه المستقبل عندما يحبطنا الواقع، ويجعلنا نشكّ بقوانا، وبالموارد وبعمل الرّسالة في عالم يتغيّر بسرعة.

 

إنّه تعب يشلّ الإنسان، يولد من النّظر قدّامنا بدون أن نعرف كيف نتفاعل إزاء التّغيّرات التي تعيشها مجتمعاتنا. وهذه التّغيّرات قد تجعلنا نشكّ في جدوى الحياة الدّينيّة في عالم اليوم. وبهذه الطّريقة يعتاد البعض على العيش مع رجاء منهَكٍ إزاء مستقبل مجهول وغير أكيد، وهكذا يضمحلّ الإيمان ويتآكل. وقد يصل بنا الأمر إلى اعتبار أنّ الرّبّ وجماعتنا ليس لديهم ما يُقال أو ما يُعطى في هذا العالم.

وإنّ مشقّات السّفر قد تدفع بالبعض إلى البحث عن الارتواء من مياه هذا العالم، لا من الينبوع الذي تتدفّق منه الحياة الأبديّة. من الأهميّة بمكان أن نفتح بابَ رجائنا التّعِب كي نعود بلا مخافة إلى البئر التي تأسّس عليها حبُّنا الأوّل، عندما مرّ يسوع على دربنا، ونظر إلينا برحمة، وطلب منا أن نتبعه.

 

وينبغي أن نستعيد ذكرى اللّحظة التي تقاطعت فيها نظراتنا معه، وعندما جعلنا نشعر بحبه لنا، كأفراد وكجماعة. من الضّروري أن نتسلح بالشّجاعة اللّازمة كي نترك أنفسنا نطهَّر ونستعيد مواهبنا الأصليّة، ونرى كيف يمكن أن نعبّر عنها اليوم. لا بد أن يجعل منّا الرّوح القدس رجالًا ونساءً يتذكّرون مشروع اللّه الخلاصيّ. وهكذا يُداوى الرّجاءُ التّعب ولا يخشى من الرّجوع إلى الحبّ الأوّل.

وهذه الكاتدرائيّة تُعيد فتح أبوابها بعد فترة طويلة من إعادة التّرميم. وقد استمرّت عبر العصور كشاهدٍ أمين لتاريخ هذا الشّعب، وشاءت أن تهدينا اليوم مجدّدًا رونقها، بفضل مساعدة وعمل الكثيرين. هذه الكاتدرائيّة كانت قد فتحت أبوابها للأجيال الغابرة، وهي تفتحها لأجيال اليوم، إنّها تنتمي إلى الماضي وتعكس جمال الحاضر. وهي تحفّزنا اليوم على تجديد رجائنا وتغذيته، لندرك كيف يمكن لجمال الأمس أن يصبح أساسًا لجمال الغد."