البطريركيّة اللّاتينيّة: حان الوقت لكي يرفع قادة العالم أصواتهم لوضع حدّ لهذه المأساة
"في تمام السّاعة العاشرة والثّلث من صباح هذا اليوم (الخميس)، تعرّضت كنيسة العائلة المقدّسة في غزّة، التّابعة للبطريركيّة اللّاتينيّة، لقصف من الجيش الإسرائيليّ. وحتّى هذه اللّحظة، استشهد ثلاثة أشخاص على أثر الإصابات الّتي تعرّضوا لها، وأُصيب تسعة آخرون، أحدهم في حالة حرجة واثنان في حالة خطيرة. وقد عانى كاهن الرّعيّة، الأب غابرييل رومانيلي، من إصابات طفيفة.
نزح الكثيرون إلى كنيسة العائلة المقدّسة ليجدوا فيها ملاذًا آمنًا، يحميهم من أهوال الحرب، لاسيّما وقد فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وكرامتهم.
ونحن، نيابة عن كنيسة الأرض المقدّسة بأكملها، نقدّم أحرّ التّعازي للعائلات الثّكلى، ونصلّي لشفاء الجرحى.
وقد أرسل قداسة البابا برقيّة يعبّر فيها عن تعازيه القلبيّة وتضامنه مع الضّحايا وصلاته من أجلهم.
إنّ البطريركيّة اللّاتينيّة تدين وتشجب بشدّة استهداف المدنيّين الأبرياء والاعتداء على أحد بيوت العبادة. إلّا أنّ هذه المأساة، رغم فداحتها، ليست أشدّ قسوة مقارنة بالعديد من المآسي الّتي أصابت غزّة. فقد تضرّر وشُرّد وقُتل عشرات الآلاف من المدنيّين الأبرياء. فالموت والألم والدّمار يجول ويصول في كلّ مكان.
وقد حان الوقت لكي يرفع قادة العالم أصواتهم ويفعلوا كلّ ما هو ضروريّ لوضع حدّ لهذه المأساة، الّتي تطعن القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة في الصّميم، ولا يبرّرها أيّ مبرّر.
يجب أن تتوقّف هذه الحرب البشعة- حتّى نبدأ مسيرة طويلة لاستعادة الكرامة الإنسانيّة.
نعانق كلّ المعتصمين الآن في الكنيسة ونقف إلى جانبهم في هذه السّاعة الأليمة، الّتي فيها يودّعون أحبّاءهم إلى مثواهم الأخير.
كما نعبّر عن امتناننا لكلّ من واسانا وشاركنا في هذا المصاب. وسنواصل الوقوف إلى جانب أهلنا في غزّة وسنبذل كلّ ما في وسعنا لمساعدتهم.
لتسترح أرواح الضّحايا في السّلام الأبديّ، وليمنحكم الرّبّ جميعًا عزاءه وسلامه."