البطريركيّة المارونيّة تدعو "الضّمائر الوطنيّة" لإجراء المصالحة وصون وحدة الجبل
"أمام ما يُرسم من مخطّطات مستجدّة لهذا المشرق، ونحن على أبواب الاحتفال بالمئويّة الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير الّذي ساهمت البطريركيّة المارونيّة به بشخص المكرّم البطريرك الياس بطرس الحويّك، وقد رئس الوفد اللّبنانيّ إلى مؤتمر السّلام في فرساي سنة 1919، وناضل من أجل هذا الإعلان،
وبعد أحداث قبرشمون المؤسفة الّتي هزّت كيان الجبل، وأسقطت ضحيّتين وجرحى،
ترى البطريركيّة المارونيّة الّتي آلمتها هذه الأحداث، أن تخاطب الضّمائر الوطنيّة وتدعو المعنيّين وذوي الإرادات الطّيّبة للعمل على إجراء المصالحة وصون وحدة الجبل على تنوّع مكوّناته والّذي يشكّل حلقة أساسيّة في الكيان اللّبنانيّ ووحدته الوطنيّة. فإذا فعلوا ذلك بروح المسؤوليّة، متعالين عن الجراح الثّخينة، وعن المصالح الشّخصيّة، حالوا دون تسلّل خيوط الفتنة والمؤامرة إلى الجبل، ودون تحويل أبنائه إلى وقود لنيّات مبيّتة لا علاقة للبنان بها، وتصدّوا لجعل الجبل ممرًّا أو مقرًّا لثغرات أمنيّة تهزّ الكيان اللّبنانيّ وتزعزع استقرار الوطن.
إنّ غبطة البطريرك يؤكّد على أنّ الاستقرار في الجبل، كما في كلّ منطقة أخرى، يرتكز على وجود الدّولة الفاعل بكلّ مؤسّساتها الأمنيّة والقضائيّة والإداريّة. وإذ يدعم غبطته كلّ المساعي المشكورة من أجل تحقيق المصالحة وطيّ الصّفحة الأليمة الّتي عكّرت صفو الاستقرار في لبنان يعود ليشدّد على ثبات ما تمّ إنجازه من مصالحات أصبحت أمانة في أعناق كلّ اللّبنانيّين".