مصر
19 أيار 2020, 07:50

البطريرك إسحق: فضيلة القوّة شهادة حتّى الاستشهاد

تيلي لوميار/ نورسات
ما هي الفضيلة؟ وما هو هدفها؟ وماذا تعني عبارة "إنسانٌ فاضلٌ"؟ على هذه النّقاط ركّز بابا الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق في كلمة ألقاها بالأمس في إكليريكيّة القدّيس لاون الكبير في المعادي، وركّز فيها على فضيلة القوّة"، وقال بحسب "المتحدّث الرّسميّ للكنيسة الكاثوليكيّة بمصر":

"أشكرُ الله معكم على نعمةِ هذا الوقت، وقت القيامة والفرح، لأنَّه أحبَّنا فوهبنا نعمة الحياة، ودعانا أن نكون على مثاله. في عالم اليوم، نواجهُ تحدّياتٍ كبيرةٍ حتَّى نعيشَ إيمانَنا المسيحيّ كما يجب، وحتَّى تقومَ الكنيسةُ برسالتِهَا كما أرادَهَا المسيحُ. فهناك فتورٌ في الحياةِ الرّوحيَّةِ، وانفلاتٌ أخلاقيّ وعنفٌ منتشرٌ وحرِّيَّةٌ غيرَ مسؤولة، ولا نغفلُ أيضًا التَّأثيرَ السَّلبيّ لسوءِ استخدامِ التُّكنولوجيا الَّذي يُفقدُ الإنسانَ إنسانيَّتَه وكرامتَه وقيمتَه.

كما أن هناك خطرًا أن تتحوَّلَ المسيحيَّةُ إلى مجرَّدِ أفكارٍ نظريَّةٍ، لكن والحمد لله، رغم سوء المشهد، لا يمكن إنكار وجود قدِّيسين وقدِّيسات في أناس اختبروا حبَّ الله فعاشوه بكلِّ قوَّةٍ وما زالوا له شهودًا في كلِّ مجالات الحياة. فالمسيح دخل إلى العالم ولم يخرج منه ولن يغادره.

نستعدُّ هذه الأيَّام للاحتفال بعيد العنصرة، وهو حلول الرّوح القدّوس على الرُّسل الَّذي هو عيد ميلاد الكنيسة المرسلة للشَّهادة بالمسيح القائم.

نقرأُ ونسمعُ كثيرًا عن الفضائل الإلهيّة: الإيمان والرَّجاء والمحبَّة، الَّتي يذكرها القدِّيس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (13: 13). هناك أيضًا ما نسمّيه هبات الرّوح (عطايا الرّوح) أو الفضائل الأدبيَّة أو الإنسانيَّة: الحكمة، والفهم، والمشورة، والقوَّة. الواردة في سفر أشعياء (أش11: 1-2). والَّتي أضاف إليها آباء الكنيسة فضائل أخرى: العلم، التَّقوى، الاعتدال، الأمانة، التَّواضع، القناعة... إلخ. وهناك أيضًا ثمار الرّوح: مَحبَّةُ، فَرَحُ، سلامُ، صبرُ، لُطْفُ، كَرَمُ أَخْلاق، إِيمانُ، وَداعةُ، عَفاف" المذكورة في رسالة بولس الرَّسول إلى أهل غلاطية، (غلا5: 22-23). إذن هناك: الفضائل الإلهيّة الثَّلاثة وهبات الرّوح وثمار الرّوح.

نتناول الحديث اليوم عن فضيلة القوَّة الَّتي هي هبة من هبات الرّوح وإحدى الفضائل الإنسانيَّة أو الأدبيَّة. في البداية نوضِّح ما هي الفضيلة؟ وما هو هدفها؟ وماذا تعني عبارة "إنسانٌ فاضلٌ"؟

أوَّلًا: ما هي الفضيلة؟ ما هو هدفها؟ وماذا تعني عبارة "إنسانٌ فاضلٌ"؟

بحسب التَّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيَّة، " الفضيلة هي استعدادٌ باطنيّ ثابت لفعل الخير تتيح للشَّخص ليس فقط أن يفعل أفعالًا صالحة وإنَّما أن يعطي أفضل ما فيه. والإنسان الفاضل يسعى بكلِّ قواه الحسّيَّة والرّوحيَّة إلى الخير، ويمضي وراءه ويختاره في أفعال واقعيَّة" (التّعليم المسيحيّ فقرة 1803).

أمَّا هدف الحياة الفاضلة فهو "أن نصير مثل الله" كما يقول القدِّيس غريغوريوس النّيصي (في التّطويبات 1). وبالطّبع فالفضيلة هي موقف اختيار حرّ وليس فرضًا أو أمرًا، وهذا الاختيار الحرّ هامٌّ جدًّا لأنَّه لا بدّ وأن تتبعه اختيارات أخرى عديدة والتزامات متجدّدة. كما أنَّ الفضيلة ليست مجرَّد مقاومة الخطيئة ورفضها، بل هي السُّلوك في عمل الخير. فلا يكفي أن لا أضرّ النَّاس، بل بالأكثر أن أخدمهم وأعينهم وأتعب من أجلهم.

كما أنَّ الفضيلة ليست مجرَّد فكرة ولا مثل أعلى، بل هي كالرّوح في الجسم يتفاعل معها الإنسان ويعيشُها في عراكٍ مع ذاته. فلا حياة للفضيلة إن لم تُصبح واقعًا حيًّا وتاريخًا شاهدًا؛ فحياة الشَّجرة في داخلها، ولكنّها تعبِّر عن وجود الحياة فيها بالخضرة والثّمر. ونحنُ نريدُ الفضيلةَ المثمرةَ بالعملِ الصَّالحِ وبالكلمةِ الطَّيبةِ والسُّلوكِ الحسنِ، والمحبَّةِ العمليَّةِ والقدرةِ المؤثِّرة.

عكس الفضيلة الرَّذيلة: وهي "موقف باطنيّ وعادة سلبيّة تخدِّر الضّمير وتُظلمه، وتفتح الإنسان على الشّرّ وتجعله مستعدًّا بشكل اعتياديّ لاقتراف الشَّرّ والخطيئة".

في كلُّ مرَّةٍ نتحدَّثُ فيها عن فضيلةٍ ما، علينا أن نوجِّهَ عيوننا صوب الرّوح القدس كنز المواهب والفضائل ونصلِّي إليه طالبين العون ليحرِّك فينا المحبَّةَ فنعيشَ الفضائلَ من أجلِ استقامةِ الحياةِ ونجاحِها؛ وننظرَ إلى القدِّيسين، الَّذين يجسِّدون ربَّنا يسوع المسيح المثال والنَّموذج، وبالأكثر أمّنا مريم العذراء، أمّ الكاهن الأعظم وأمّ الكنيسة.

ليباركَ الرَّبُّ بشفاعتها وبصلواتكم مسيرتَنا معًا هذه الأيَّام، فنتكلَّم لأنَّنا التقينا الحقَّ، والحقّ يُحرِّرُنا (يو8: 32)، ولأنَّنا نحاولُ أن نجدَهُ كلَّ يومٍ من جديد ونتأمَّلَ فيه، على أنَّه يخصُّ حياتَنا كمعمّدينَ ومسيحيِّينَ أوَّلًا ثمَّ كمسؤولينَ في أيّ موضع نتواجدُ فيه أو أيّ خدمةٍ نقومُ بها.

ثانيًا: فضيلة القوَّة

1- فضيلة القوَّة لا تقوم في العنف

إنَّ أوَّل ما يتبادر إلى ذهننا، عند سماع كلمة القوَّة هو القوّة العضليّة، السّيطرة، السّلاح والعنف، وهذا طبقًا للمفهوم البشريّ، أمَّا فضيلة القوَّة الّتي يهبها الرّوح فهي مختلفةٌ تمامًا.

لأنَّها قوَّةٌ داخليَّةٌ تحيي ولا تميت وتجعلُ الشَّخصَ أكثر شجاعة ليس ضدّ الآخرين وإنَّما ليختبر انتصار الخير على الشَّرّ، وفي نفس الوقت تجعلُهُ متواضعًا لأنّه لا ينسب شجاعتَهُ إلى نفسه بل إلى روح الله العامل فيه، "على أَنَّ هذا الكَنْزَ نَحمِلُه في آنِيَةٍ مِن خَزَف لِتَكونَ تِلكَ القُدرَةُ الفائِقَةُ لِلهِ لا مِن عِندِنا". (2كور4: 7) كما يقول بولس الرّسول.

إذا كانت هبة المشورة تعملُ على مستوى العقل أيّ أنَّها تساعدُ على معرفةِ واكتشاف إرادة الله، فإنَّ هبة القوَّة تعملُ على مستوى الإرادة، لأنَّ عملَ ما يوحي به الرّوح يحتاجُ إلى إرادةٍ تفوقُ قدرتَنَا الطَّبيعيَّة. وهبةُ القوَّة تمكِّن الإنسان من العمل في وسط المحن والمضايقات، وهي لا تُلغي مجهودَنَا الشَّخصيّ بل تُعيِّنُ ضُعفنَا ونقصنا لمواجهة الصِّعاب والخوف، وتجعلُ في قلبنا سلامًا عجيبًا ليس من هذا العالم "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ، سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ، لا كَمَا يُعْطِيه الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا، لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تفزع" (يو 14: 27).

- إليكم بعض الأمثلة على فضيلة القوَّة كهبة من الرّوح:

* قرارُ يوسفَ أن لا يُشهرَ أمرَ مريم العذراء (مت1: 19).

* قرارُ الشُّهداء تفضيلُ الموتِ على إنكار المسيح.

* قرارُ صاحبِ عملٍ يَرفضُ صفقةً مُربحةً بالغشِّ والاحتيالِ.

* في سرِّ التَّوبةِ والاعترافِ نحتاجُ إلى شجاعةٍ داخليَّةٍ للإقرارِ بخطايانا وطلبِ المغفرةِ، كما نحتاجُ أيضًا إلى شجاعةٍ وقوَّةٍ داخليَّةٍ لمسامحةِ الآخرين والغفران لهم.

2- فضيلة القوَّة شجاعة وصمود

مَنْ منَّا لم يختبر الخوف؟ مَنْ منَّا لم يعرف ساعات الألم والصّراع وتجربة الهروب عندما يُريد القيام بعمل الخير؟ فغالبًا ما يمنعنا الخوف من إنجاز ما نراه خيرًا أو عدلًا. وبالتّالي فإنَّ فضيلة القوَّة ضروريّة لمقاومة التّهديدات على اختلافِ أنواعها، وتجاوز الخوف ومواجهة الإعياء والملل من الحياة. وهبة القوَّة تمنح الإنسان الثِّقة والشَّجاعة والمثابرة الَّتي تناقض العناد والوهم والقساوة، ذلك لأنَّ قلب الإنسان يكون ثابتًا بالرَّبِّ. فالقوَّة المسيحيَّة ليست تجميع كل الطاقات النفسيَّة والأخلاقيَّة للقيام بعملٍ بطوليّ، إنَّما هي قبل كلّ شيء تسليم هادئ للذّات إلى الله وانتصاره، وهي انشراحُ القلبِ وسلامٌ داخليّ. (عمل قداسة).

يؤكِّدُ التَّقليدُ المسيحيَّ أنَّ فضيلةَ القوَّة تُعبِّرُ عن نفسها بالوجه الأفضل، لا في الهجوم أو العدوانيَّة بل في المقاومة والصُّمود. فالمقاومة تكون في وجه اليأس الباطنيّ والحزن والملل، وهي حالات تشكّل عقبة أمام إيفاء الخير حقّه. فالإنتصار الدَّاخليّ يسبق الانتصار الخارجيّ، على حدّ قول القدِّيس توما الأكوينيّ: "إنَّ بعضهم عندما يقاومون الحزن، يُعتبَرون أقوياء على وجه الخصوص".

يَظهرُ سموّ نفس المسيحيّ وقدرتُه على تحمُّل الظُّروف الأشدّ قساوة في الحياة اليوميَّة. فبفضل هبة القوَّة يتجسَّد الصُّمود والوفاء لواجباتنا بالرّغم من الأتعاب الجسديَّة والمعاناة النفسيَّة (الدّراسة- العمل- الحياة الزّوجيَّة- العلاقات الأسريَّة). وعند الالتباسات وانعدام الفهم والعبارات المؤذية والنّميمة، نقاومُ بوجهٍ مسالمٍ. ففي ذلك تكمن ضرورة عطيّة القوَّة في مجتمع غير متماسك يسيطرُ عليه الخوف، وهكذا فإنَّ القوَّة المسيحيَّة هي سلامُ النَّفس حتَّى في صُلب الأوضاع المثيرة للخوف.

3- فضيلة القوَّة: شهادةٌ حتَّى الاستشهاد

إنَّ الموتَ هو الجُرح الأكبر الَّذي يتعرَّض له كلِّ إنسان، والخوف منه هو مصدر كلّ أنواع الفزع، وهو يَظهرُ في إطار الآلام والمآسي والأمراض الَّتي تسبق الموت. في الواقع نحن لا نهرب من الموت الجسديّ فقط، بل نرفض المذلّات ونخاف الاتّهامات والافتراءات والسّجن والعزلة.

وهكذا فإنَّ فضيلة القوَّة الّتي يهبها الرّوح، تتيح لنا مواجهة كلّ رسائل الموت بدون خوف "أستطيع كلّ شيء بالمسيح الّذي يُقوِّيني" كما يقول بولس الرّسول (فل 4: 13). فالموت يفعل فعله فينا إلّا أنّنا نحافظ على ثقتنا بالله. فهبة القوَّة تتيح لنا ألّا نغرق في مواجهة الشّدّة والعواصف، حتّى في حضرة الموت عينه، "...يُضَيَّقُ علَينا مِن كُلِّ جِهَةٍ ولا نُحَطَّم، نَقَعُ في المآزِقِ ولا نَعجِزُ عنِ الخُروج مِنها، نُطارَدُ ولا نُدرَك، نُصرَعُ ولا نَهلَك، نَحمِلُ في أَجسادِنا كُلَّ حِينٍ مَوتَ يسوع لِتَظهَرَ حياتُه في أَجسادِنا". (2كور4: 7-10). لماذا؟ لأنَّنا ننظرُ إيجابيًّا إلى العون الَّذي يمدّنا به الله، والخير الَّذي نحن مدعوّون إلى إتمامه، والقوَّة الَّتي تأتينا من فوق.

إنَّ آباء الكنيسة الأوائل اعتبروا الاستشهاد فرصة سانحة، تعبِّر فيها فضيلة القوَّة بالمفهوم المسيحيّ عن نفسها بالوجه الأسمى، فهو الفعل الأشدّ خصوصيّة وامتيازًا في القوَّة المسيحيَّة. ومثال على ذلك استشهاد القدِّيس إسطفانوس "فدَفعوهُ إِلى خارِجِ المَدينة وأَخَذوا يَرجُمونَه. أَمَّا الشُّهود فخَلَعوا ثِيابَهم عِندَ قَدَمَي شابٍّ يُدْعى شاول. ورَجَموا إسطفانوس وهُو يَدْعو فيَقول: "رَبِّ يسوع، تَقبَّلْ روحيّ". ثُمَّ جَثا وصاحَ بِأَعْلى صَوتِه: "يا ربّ، لا تَحسُبْ علَيهم هذهِ الخَطيئَة". وما إِن قالَ هذا حتَّى رَقَد" (أع7: 58-60). فمن هو الأقوى القاتل أم الشّهيد؟

مثالٌ آخر: بولس وسيلا في السجن "وعِندَ نِصفِ اللَّيل، بَينَما بولُسُ وسيلا يُسَبِّحان اللهَ في صَلاتِهما، والسُّجَناءُ يُصغونَ إِلَيهما، إِذ حَدَثَ زِلزالٌ شَديدٌ تَزَعزَعَت له أَركانُ السِّجْن، وتَفَتَّحَتِ الأَبوابُ كُلُّها مِن وَقْتِها، وفُكَّت قُيودُ السُّجَناءِ أَجمَعين. فإستَيقَظَ السَّجَّان، فرأَى أَبوابَ السِّجْنِ مَفتوحَة، فاستَلَّ سَيفَه وهَمَّ بِقَتْلِ نَفْسِه لِظَنِّهِ أَنَّ المسَجونينَ هَرَبوا، فناداهُ بولُسُ بِأَعلى صَوتِه: "لا تَمَسْ نَفْسَكَ بِسُوء، فنَحنُ جَميعًا ههُنا". (أع16: 25-28). هنا تصل القوَّة ببعدها الإلهيّ بالقوَّة البشريَّة إلى كمالها، "تَكْفِيكَ نِعْمَتِي،‏ فَإِنَّ قُدْرَتِي تَكْمُلُ فِي ٱلضُّعْفِ" (2كو12: 9). وذلك يجعل من القوَّة بمفهومها المسيحيّ عطيّة ونعمة تأتي لتملأ النّفس وتمدُّها بالسّلام. وهي هبة علينا أن نطلبها متواضعين كلّ يوم، عارفين أنّنا لا نستطيع اكتسابها بمجهوداتنا الشّخصيّة وحدها، إذ أن نتائج الخطيئة الأصليّة، الخوف والأنانيّة والسّعي إلى التّراخي والهشاشة والمنفعة الخاصّة قد أصابتنا.

في زمن يسعى فيه الكثيرون إلى التّسويات السّهلة والحالات الَّتي توافقنا، ورفض كلّ ما يقتضي التّضحية والتّخلي عن الذّات والسّير عكس الاتّجاه، لا يستطيع أحد عمل الخير بوجه كامل من دون هبة القوَّة الّتي يمنحها الرّوح. وعندما نفقد فضيلة القوَّة يُصبح مجتمعنا جماعة أفراد مستائين محبَطين، لأنَّ من يشعر بالضّعف يستسلم إلى الإحباط.

في صلاة الأبانا نقول "لا تدخلنا في تجربة" كما لو كنّا نقول "تصرَّف يا ربّ بحيث لا أجد نفسي في حالة تدفعني إلى إنكار إيمانيّ" ثمّ نضيف "بل نجّنا من الشّرّير" كما لو كنّا نقول "تصرَّف يا ربّ بحيث تكون أنت لي الخير الأعظم فلا أنكرك على الإطلاق مهما كانت الأسباب والظُّروف.

ثالثًا: اقتراحات لممارسة فضيلة القوَّة

لكي نعيش فضيلة القوَّة إليكم بعض العوامل المُساعدة:

1- شُكر وعرفان:

• أشكر الله على كلّ ما هو إيجابيّ في حياتي.

• أشكر الله على كلّ المواقف المعاكسة الَّتي يمكن أن تطرأ على حياتي

(على كلّ حال وفي كلّ حال ومن أجل كلّ حال).

• أشكره لأنّه يعرف كيف يخرج من الجافي حلاوة أيّ من الشّرّ خيرًا.

2- تساؤل:

• هل أشعر بأنّني قويّ أمّ ضعيف؟ وما هو مصدر قوَّتي؟ وسبب ضعفيّ؟

• ما هي التّأثيرات السّلبيّة والدّوافع الّتي تعوقني عن العمل بمشيئة الله بصورة ثابتة؟

• ما معنى هذه الصّعوبة الّتي أمرّ بها؟

• الله يُحبُّني، ماذا يريد الرّبّ أن يقول لي عبر ما يحدث؟

3- صلاة وتأمُّل: (الكتاب المقدّس هو مصدر حقيقيّ ويوميّ للقوَّة)

* الإمتلاء من الله بالصَّلاة والعلاقة الحميمة، ففي الله وحده قوّتي، وهو وحده حصني وملجأي وترسي وخلاصي. (مز92: 2)

* التَّأمُّل في شخص يسوع المعلَّق على الصّليب والقائم من الموت. "لنسبح بمجده، نحن الَّذين جعلوا رجاءهم من قديم الزّمان في المسيح" (أف1: 12)

* كيف أستطيع أن أُطوّر فضيلة القوَّة أمام الإخفاقات والتّحدّيات والألم والموت؟".

وأنهى البطريرك إسحق كلمته بصلاة إلى الرّوح القدس مانح الهبات، قال فيها:  

"أيُّها الرّوح القدس الرَّبّ المحيي. أنت روح الحقّ، علِّمني أن أطلب يسوع الحقّ والحياة. أنت غذاء كلّ فكر عفيف، هلمَّ وكن معلِّمي. أنت ثراء الفقراء وأنا أفقر الفقراء. أنت ارتواء للعطاش وأنا دومًا في عطش إلى الله الحيّ. أنت عزاء الغرباء وأنا غريبٌ على الأرض، أتابعُ مسيرتي نحو الوطن السَّماويّ.  

أيُّها الرّوح القدس يا مانح القوَّة، هلمَّ وامنحني القوَّة والثّبات والغلبة على أعداء نفسي. أخرجني من الظّلمة إلى النُّور ومن الكسل إلى النّشاط، من التّردّد إلى الثّبات ومن الكذب إلى الصّدق. إجعلني شبيهًا بالمسيح، واطرد عنّي الخوف والتَّشاؤم والاضطراب. نمِّ فيَّ الكراهيّة للخطيئة، وازرع في قلبي المحبَّة والفرح والسَّلام.

علِّمني أن أنشدَ لك وللآب والابن نشيدًا جديدًا بكامل إيماني وحبِّي، بكامل عقلي وإرادتي وطموحي، بصدق توبتي وقصدي، فأسير في المحبَّة سيرة المسيح الحيّ المالك معك ومع الآب إلى دهر الدّهور. آمين!".