مصر
25 كانون الثاني 2021, 09:45

البطريرك إسحق للمطران توما حليم: الرّبّ اختارك كما اختار بطرس الرّسول وسائر الرّسل

تيلي لوميار/ نورسات
بوضع يد بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك، وخلال قدّاس احتفاليّ في كاتدرائيّة يسوع الملك- طهطا، نال المونسنيور توماس حليم السّيامة الأسقفيّة، ونُصّب مطرانًا على كرسيّ أبرشيّة سوهاج، واتّخذ للمناسبة إسم "الأنبا توما حليم" إسمًا له، و"متّحدون بالمحبّة" شعارًا لخدمته.

خلال القدّاس، ألقى إسحق عظة قال فيها بحسب "المكتب الإعلاميّ الكاثوليكيّ بمصر": "إخوتي الأساقفة والمطارنة أعضاء السّينودس البطريركيّ والأساقفة الكاثوليك، سيادة السّفير هنري نيقولاس، نيافة المدبّر البطريركيّ الأنبا يوسف أبو الخير والأخ المحتفى به نيافة الأنبا توما، الكهنة، والرّهبان والرّاهبات وشعب أبرشيّة سوهاج.

نبتهج اليوم ونفرح.. نبتهج اليوم بسيامة الأنبا توما ابن أبرشيّة سوهاج نشكر الله على مسيرة حياته وعمله في الكنيسة من أجل نموّها، ولتكون شاهدة لمحبّة الله ورحمته وسلامه...

سمعنا منذ قليل في القراءات من رسائل وإنجيل كلمة الله الّتي هى أساس غذاؤنا الرّوحيّ، تغذّينا وتعلّمنا أنّ الكنيسة هي جسد المسيح الحيّ، رأس الجسد ربّنا يسوع وكلّ المعمّدين هم الأعضاء. ولكلّ عضو في هذا الجسد له نصيبه ودوره من أجل بناء الجسد ولأجل خدمة الكنيسة ومن أجل نموّ هذا الجسد. هناك من يقوم بتجسيد رأس الجسد الرّاعي الصّالح وسمعنا في كلمة الله كيف يجب أن يكون الرّاعي.

يجب أن يكون خادم الله ممثّلاً لحضور المسيح ودور الرّأس يوجّه ويقود الجسد، والرّاعي الصّالح دوره أيضًا أن يبذل نفسه من أجل الخراف، فرحين اليوم مع الأنبا توما بعد مسيرة حياته وخدمته وعطائه للكنيسة في كلّ مراحل حياته الكهنوتيّة.

الدّور القياديّ في الكنيسة ليس تسلّطًا ولا امتلاكًا، إنّما هو خدمة بذل وعطاء ولكي تكون هكذا لا بدّ أن تكون الخدمة ثمرة حبّ. في إنجيل يوحنّا "21" دار حوار بين الرّب يسوع القائم والقدّيس بطرس سأله يسوع أتحبّني؟

وردّ بطرس أحبّك بفعل يختلف في المعنى عن الفعل الّذي استخدمه يسوع والّذي كان يعني أتحبّني أكثر من هؤلاء، بينما أجاب بطرس أحبّك حبّ الصّديق لصديقه، لكن أيضًا صيغة فعل يسوع أتحبّني، وهل أنت مستعدّ بهذا الحبّ أن تعطي حياتك لأجلي؟ وحينما سأل المسيح بطرس للمرّة الثّالثة أتحبّني؟ فهم بطرس المعنى أنّه مستعدّ أن يحبّه حتّى بذل الذّات.

وإختتم يسوع حواره بدعوة بطرس إتبعنى وأضاف حينما تعود "ثبّت إخوتك" في الكنيسة كلّ رتبة، كلّ خدمة، كلّ دور قياديّ ليس من أجل ذواتنا وليس اعتمادًا على مواهبنا الّتي أعطاها الله لنا بلا شكّ، بل استخدامها من أجل بنيان الجسد وأكون مستعدًّا أن أبذل، معناها أن أبذل من نفسي من أجل الجميع خاصّة من أجل أضعف الضّعفاء. الرّاعي عليه أن يبذل على مثال يسوع المسيح من أجل كلّ القطيع.

بإسم آباء السّينودس والأساقفة المجتمعين أقول لك أنبا توما: الرّبّ اختارك من أجل خدمة الكنيسة ومنحك مسيرة طويلة لتكوينك إداريًّا، أعطاك أسرة زرعت فيك أمورًا كثيرة وبالأكثر السّخاء وحبّ الغير وحبّ الكنيسة الرّبّ اختارك كما اختار بطرس الرّسول وسائر الرّسل.

فالأب المطران الجديد منذ نشأته ومنذ أن كان كاهنًا كان لديه دائمًا الاستعداد للرّعاية. فكلّ مكان خدم به أنشأ به كنيسة لخدمة المؤمنين فيها. عليك أن تذكر أنّ العمل الرّعويّ يكون ثمرة حبّ للمسيح نفسه المصدر الأوّل والأساس في حياتنا وحياة الكنيسة. الرّبّ معك ويقود خطواتك من أجل خدمة وبنيان أبرشيّة سوهاج.

إلى كهنة وشعب الأبرشيّة، نهنّئكم جميعًا على مطرانكم الجديد، أطلب منكم أن تصلّوا من أجله و من أجلنا، وأطلب منكم المشاركة الفعّالة من أجل نموّ أبرشيّتكم.

مبروك سيّدنا... مبروك للأسرة... نتذكّر الوالد والوالدة أكيد أنّهما ينظران إلينا من السّماء وفرحين، لأنّ الرّبّ كلّل تعبهما وعملهما، والرّبّ يباركك ويؤيّدك بروحه القدّوس."