سوريا
29 تشرين الثاني 2015, 22:00

البطريرك افرام من دمشق" نريد سلاما مبنيا على مشيئة الرب وليس على اتفاقات ومصالح"

مع بدء العد العكسي لاستقبال ولادة المخلص، لم يخف الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع وبطريرك انطاكية وسائر المشرق مار اغناطيوس أفرام الثاني مخاوفه من ان نستفيق على يوم يكون الشرق قد أفرغ من مسيحييه، وبالتالي أسف البطريرك افرام لتفاقم عامل الهجرة وترك أرض الآباء والأجداد أو الغرق في البحار بسبب قساوة الظروف والهجرة المذكورة ويصف الصورة المشهدية المؤلمة "بالكارثة الكبيرة".

وفي حديث لتيلي لوميار ونورسات من بطريركية السريان الأرثوذكس بدمشق أكد البطريرك افرام ان" الدول الكبرى لم ترد على الكنيسة حتى الآن كما ان مطالب الكنيسة من الدول تقع على آذان صماء، وهذا ما لمسه من خلال الزيارات التي قام بها الى العديد من الدول التي حمل اليها مشاعر وهموم ابناء سوريا والعراق وتوقهم الى السلام المنشود، مضيفا غبطته، اننا نطالب الدول المعنية صاحبة القرار بضرورة العمل على ايجاد حل سلمي او توافقي لأننا نريد ان نحيا ونعيش حياة كريمة ومصانة الحقوق، فالرب خلقنا حتى نعيش بكرامة وعلى الدول ان تقضي على الارهاب والجماعات التكفيرية وأن تمد يدها الى روسيا ليعملوا سويا من اجل بناء سوريا المحبة والألفة والتسامح"، مشيرا الى ان هناك تغييرات كثيرة قد حصلت في الكثير من الدول والأفراد ما ادى الى تزايد الوقفات التضامنية والتعاطف مع الأحداث السورية لما شاهدوا من تدمير وخراب وتهجير".
وعن مطالب الشعب السرياني بعد الأزمة قال غبطته" من المؤكد أن الشعب السوري اليوم يختلف عن الشعب السوري الذي كان قبل 5سنوات لذلك وبعد نهاية الازمة في سوريا فان الأمن والأمان يدخلان في صلب هموم ومطالب الشعبين السوري والسرياني".
وعن التطور الأخير الذي تداوله الاعلام حول تسلح الشباب المسيحي، اوضح غبطته أنه ومن حيث المبدأ فان الكنيسة ترفض ولا تحبذ ان يحمل أي من ابنائها سلاح لأن ذلك يدخل ضمن اختصاص الدولة والجيش والقوات المسلحة المعنية بالدفاع عن البلاد وحماية ابنائها، ولكن بما ان الجيش غير قادر على حماية كل سوريا من يد الارهاب فباركنا عمل كل متطوع يحمل سلاح من اجل الدفاع عن بيته واعراضه واسرته وعدا ذلك فالكنيسة لم تطلب من احد ان يحمل سلاحا".
وعن رسالته الى المهجرين والمختطفين وعلى رأسهم المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، عبر البطريرك افرام عن حزنه للوضع المأساوي الذي وصل اليه ابناء الكنيسة من تهجير وخطف مؤكدا ان الكنيسة هي الى جانبهم كانت ولا تزال، والى المطرانين المخطوفين توجه بالقول:" اشتقنالكم واشتقنا نعيد مع بعضنا عيد الميلاد، فأنتما بذلتما انفسكما من اجل الآخر واننا ننتظر عودتكما ونامل ان يكون العام الجديد حاملا معه كل ايجابية في ما يخص قضيتكما".
وعن رسالته في زمن الميلاد المجيد، اوضح البطريرك افرام أن" الله احب العالم واحب ان يظهر هذه المحبة، المحبة التي اجبرته ان يكون مثلنا كأشخاص باستثناء الخطيئة لنرتقي من عالم الخطيئة الى العالم السماوي، متابعا، في زمن الميلاد نستذكر كل شيء من حولنا نجدد حياتنا ونكرس المصالحة بين الناس وان اتى الميلاد في ظروف قاسية وبالتالي وبحسب البطريرك افرام، علينا أن نقبل ارادة الرب بكل شيء وان لا تسلك عكسها ونلجأ الى ظروف اخرى قد تؤدي الى هلاكنا، فعلينا ان نتحمل الصعوبات لان الرب موجود في قلوبنا دائما وابدا".