لبنان
08 نيسان 2024, 08:45

البطريرك الراعي: الأحد الجديد هو أيضًا أحد الإنسان وأحد الجماعة

تيلي لوميار/ نورسات
هذا هو الأحد الثاني من زمن القيامة، هذا هو "الأحد الجديد" و"أحد الرحمة الإلهيّة". عنه شرح البطريرك الكردينال بشارة بطرس الراعي في عظته في بكركي، وكما في كلّ مرّة قسّم كلمته إلى قمسين: روحيٍّ ووطنيّ.

 

في الشقّ الروحيّ تكلّم عن الماء والدمّ اللذين سالا من جنب يسوع المطعون برمح أحد الجنود وهما علامتان على محبّته التي علّقته على الصليب، ورحمته التي غفرت لصالبيه وتغفر لكلّ تائب و"لو كانت خطاياه كالقرمز".  

ومن موت يسوع وقيامته، كانت لنا الحياة الجديدة؛ فالماء يرمز إلى المعموديّة التي تلدنا من جديد أبناء لله وبناتٍ له، والدم يرمز إلى محو خطايا البشر أجمعين واستمراِر ذبيحة الفداء في سرّ الإفخارستيّا. الأحد الثاني هو الأحد الجديد لأنْ فيه بدأ الزمن الجديد الذي أعلنه الربّ وهو فيه يرافقنا على الدوام، زمنُ الإنسان الجديد والثقافة الجديدة، ثقافةِ المحبّة والسلام "ها أنا جاعلٌ كلّ شيءٍ جديدًا" كما كتب يوحنّا في رؤياه. هو الأحد الجديد لأنّه صار يوم الربّ الذي تدعو إليه الوصيّة الثالثة من الوصايا العشر، وفيه يقف كلّ مؤمن في حضرة الله ويقيّم حياته ويأخذ المقاصد لإصلاح ما يلزم بقوّة نعمة الله.  

هو أيضًا "يوم الإنسان" لأنّ الإنسان يتصالح فيه مع الله ومع نفسه والبشر. وأيضًا "أحد الجماعة" وهي فيه تتكوكب حول سرّ المسيح وتقوم بأعمال المحبّة والرحمة والتضامن.  

كذلك، تحتفل الكنيسة في الأحد الثاني بعد القيامة بعيد الرحمة الإلهيّة، تابع البطريرك الراعي، وهو عيدٌ طلبه الربّ يسوع شخصيًّا من الراهبة القدّيسة البولّنديّة فاوستين في ظهوراته لها وطلب منها أن تدعو إلى عبادة الرحمة الإلهيّة كينبوع نِعَمٍ سماويّة لكلّ مؤمنٍ ومؤمنة يعترف بخطاياه فينالَ المحْوَ الكامل لها وللقصاصات التكفيريّة.  

أراد يسوع هذا العيد بكلماتٍ فاه بها للراهبة القدّيسة  "ها أنا أرسلكِ مع رحمتي إلى شعوب العالم كلّه. لا أريد أن أعاقب بشريّة متألّمة، بل أريد أن أشفيَها، ضامًّا إيّاها إلى قلبي الرحوم..."  

ثمّ اختصر البطريرك الراعي مراحل تعميم عيد الرحمة الإلهيّة ومراحل نشوء جماعات الرحمة وانتشارِها في لبنان والمحيط والعالم وتطرّق إلى مؤتمراتها وأعلن موعد انعقاد مؤتمرها المقبل في أيلول (سبتمبر) الآتي.  

وأعطى رأسُ الكنيسة المارونيّة بعض الشرح عن عبارة "السلام لكم" التي حيّا فيها يسوع التلاميذ بعد القيامة وهي ليست مجرّد تحيّةٍ اجتماعيّة بل تعني، بالأحرى" "أنا معكم"، "أنا مخلّصكم، وفاديكم، ورفيقُ دربكم"، فيا حبّذا لو نصغي إلى هذه الكلمات ونصدّقها ونعيشها لأدركنا فعلًا ما هو الأحد الجديد وما هو ملء الحياة الذي أعطانا يسوعُ إيّاه....

ثمّ انتقل البطريرك إلى الشقّ الوطنيّ وتوجّه فيه إلى من فقدوا صورةَ الله فيهم بالخطايا والشرور وذكّرهم بأنّ الله أحبّهم وجعلهم أصحاب قلبٍ للحبّ، وعقلٍ للحقيقة، وإرادة للخير، وحريّة لاختيار ما هو صالح وجميل:

وإلى أمراء الحرب مصوّبًا تقييمَهم وتقييم كلّ من يستقوي بالسلاح، بأنّ قوّة الإنسان بقلبه المحبّ وعقله المستنير وإرادته المكِفّةِ يدِه عن القتل والدمار، أنّ قوّة الإنسان بإنسانيّته وإنسانه المخلوق على صورة الله".  

وحذّر البطريرك من خطورة قرار الحرب الذي لا يكون إلّا بيد الدولة ومن خطورة مسؤوليّة مثلِ هذا القرار.  

في ختام كلمته، طلب البطريرك الراعي الصلاة من أجل تجنيب الجنوب اللبنانيّ المزيدَ من الحرب والدمار والتشريد ومن أجل وقف الحرب في غزّة.