البطريرك الرّاعي تفقّد بيت داود للمسنّين ومخیّم الأطفال في حديقة البطاركة
وقد رافقه نائبه المطران جوزيف نفّاع، رئيس الدّيوان الخوري خليل عرب والوكيل البطريركيّ الخوري طوني الآغا، وكان في استقباله الأخت لينا الخوند، رئيسة دير مار اسطفان للرّاهبات الأنطونيّات في الموقع، والرّاهبات المساعدات في العناية بالمسنّين والأطفال، والمهندس مروان الحايك، الّذي أقام هذا المركز حاملًا اسم والده، وفاءً لذكراه وتوفيرًا للخدمة الّتي يؤمّنها في نطاق الوادي المقدّس، بالإضافة إلى العجزة والأطفال روّاد المركز.
بداية رحّبت الأخت الخوند بالبطريرك الرّاعي "في بيته"، شاكرةً له هذه اللّفتة الأبويّة تجاه رسالة الرّاهبات وخدمتهنّ الرّاعويّة الاجتماعيّة. وقالت: "ببرکتكم یا صاحب الغبطة تنمو رسالتنا وتتّسع و تنجح يومًا بعد يوم، ونتطلّع إلى المزيد من الاتّساع والتّطوّر لتوفير المزيد من الخدمات". وأشارت إلى دعم وسهر المطران نفّاع على هذه الرّسالة، وإلى التّعاون المثمر مع رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث في إطار العمل معًا في كنف البطريركيّة وبتوجيهاتها. كما حيّت جهود ودعم المهندس الحايك، الّذي لم يتوقّف دعمه مع بناء البيت وتجهيزه بل تعدّاهما إلى تمويل برنامج رعاية المسنّين طوال فصل الصّيف.
بعد ذلك أدّى أطفال المخيّم أغنيات ورقصات ترحيبيّة وألحانًا دينيّة، وألقى عدد من المسنّين قصائد معبّرة أكّدت المحبّة لشخص البطريرك، وإرادة الرّسوخ في أرض لبنان. وكانت مداخلات سريعة لكلّ من المطران نفّاع في موضوع خدمة المسنّين ضمن نطاق نيابة الجبّة البطريركيّة، وللمهندس الحايك في إقامته هذا المركز على اسم والده داود، الّذي كان فلّاحًا لبنانيًّا مؤمنًا بسيطًا منتميًا إلى بيئة الفقر والصّلاة القائمة في قنّوبين، وللزّمیل جورج عرب في برامج وتطلّعات رابطة قنّوبين حول موقع حديقة البطاركة والحاجة الملّحة لتغذية مصادر المياه فيه لريّ المساحات الخضراء المتزايدة وتوفير النّباتات الطّبّيّة والعطريّة لتقطيرها في المشغل الحرفيّ.
وجال البطريرك الرّاعي في باحات بيت داود وفي داخله حيث صافح المسنّين والأطفال وتناول معهم الحلويات المحلّيّة والمشروبات التّراثيّة. وتحدّث قائلًا: "إنّه يوم جميل مفرح جئنا فيه إلى حديقة البطاركة لنطلّع على خدمة الرّاهبات الأنطونيّات للمسنّين في بيت داود وللأطفال في نطاقه. وسررنا جدًّا بما شاهدنا من أوجه الخدمة بفضل جهود الرّاهبات وسهرهنّ. فنشكر الله على وجودهنّ هنا الّذي يعطي الحياة والرّوح للحجر والشّجر القائمين في هذا الموقع. وهذا يندرج في صميم رسالة ودعوة الرّاهبات مثال الخدمة والعطاء في حياتهنّ المكرّسة. ونشكر عزيزنا الأستاذ مروان الحايك لسخاء قلبه وكفّه وإقامة هذا المركز لتوفير هذه الخدمة غير المتوفّرة في هذه المنطقة، وهو يتابع دعمه لتشغيل بيت داود وتحقيق أهدافه. كما نستحضر الجهود الكبيرة الّتي بذلتها رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث، والّتي لا تزال تبذلها للعناية بالموقع، واستكمال إنشاءاته لتطوير خدماته. إنّه عمل تعاونيّ تضامنيّ متكامل جعل من هذا الموقع ما يشبه مدينة روحيّة ثقافيّة تنمويّة متميّزة نباركها ونبارك كلّ الجهود المبذولة فيها".
وإختتم البطريرك الرّاعي مخاطبًا المسنّين: "سررت برؤيتكم، وأظنّ أنّني عميدكم بالعمر، ولكن عمر الإنسان لا يقاس بعدد السّنوات بل بثمار القلب والعقل وإرادة الشّباب النّشيط الرّاسخ في الرّجاء. وأتمنّى لكم المزيد من الاطمئنان والرّاحة، وللأطفال مستقبل الخير والسّلام."